[ضياء العيداني]

* ضياء العيداني

صلة الرحم، كما يؤكدها المعصومون (عليهم السلام) من أسباب نزول الرحمة وإطالة العمر واكتساب الأجر والثواب، لكن في نفس الوقت هناك آثار صحية يلمسها الانسان، وصولاً إلى تحقيق صحة نفسية هادئة هانئة ومن ثم سبب مباشر لإطالة عمره نظراً لما ذكرناه سالفاً بأن الصحة النفسية هي الطريق المؤدي إلى صحة جسمانية خالية من أمراض العصر.

فعن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (إن الرجل ليصل رحمه وما بقي من عمره إلا ثلاثة أيــام فينسئة الله عز وجل ثلاثين سنة، وإن كان الرجل ليقطع الرحم وقد بقي من عمره ثلاثين سنة فيصيره الله إلى ثلاثة أيام)، وعن الإمام علي (عليه السلام) قال: (صلة الأرحام تزكي الأعمال وتنمي الأموال، وتدفع البلوى، وتيسر الحساب، وتنسىء في الأجل وعنه (عليه السلام) قال: (بروا أرحامكم ولو بالسلام)، ونقل عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (صل رحمك ولو بشربة من ماء، وأفضل ما يوصل به الرحم كف الأذى عنها).

ولعل من آثار إطالة العمر هو رزق من يصل الارحام بالصحة، والعلاقة هذه قد أشارت اليه الابحاث
الجديدة التي أكدت على أهمية العلاقات الاجتماعية وتحذر من مخاطر العزلة، ولو تأملنا مبادئ الإسلام نجد أنه يحذر من العزلة أيضاً ويؤكد على صلة الرحم والإحسان للآخرين والرحمة بهم، وأولى الناس بالرحمة هم أقرب الناس إليه، ولذلك أمرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بصلة الرحم.

كما اوضحت دراسة إن الانعزالي لديه مؤشرات في الدم على وجود التهابات تتمثل في ارتفاع معدل 4 مواد منها مادة "انترلوكين 6". وتعد هذه المواد بمنزلة مؤشرات على وجود الالتهابات، ويذكر أن الالتهابات قد تلعب دوراً في الإصابة بتصلّب الشرايين، والعزلة تؤدي إلى الاكتئاب وقد تؤدي إلى الموت المفاجئ، لذلك أمرنا النبي بالزواج فقال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج)، وأمرنا بالتقرب من المساكين، وأمرنا بالعطف على الفقراء، وحتى بعد موت المؤمن فقد أمرنا النبي باتباع جنازته، كما إن التواصل مع الآخرين ومساعدتهم والتقرب من ذوي الحاجات لقضاء حاجاتهم هو أمر مفيد ويقي من أمراض القلب، ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمرنا أن نيسر على المعسر والتواصل مع الارحام.