بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وال محمد الطاهرين
هكذا الحال دوما مع عجائب حكم الامام روحي لتراب قدمه فداء فهو يتحفنا بأسلوبه والاهتداء لحل جميع المشكلات والمعضلات
فكيف لا وهو باب حطه الذي يقبل الله منه التوبه ومن طرقه بأحسان كان حقيق ان لا يخيب ولا يضمأ من زخارة العلم الذي يحصل عليه ؟؟
وهنا نذكر معضله لو ان الانس والجن ان ذلك حضروا لم يهتدوا لحلها
ولكن الخبير من سألوا وهو علي بن ابي طالب
والفخر ما شهدت به الاعداء
(لا ابقاني الله لمعضلة ليس لها ابا الحسن)
المهم """"""""""""الروايه بالتفصيل اليكم
عن أبي جعفر ميثم التمار رضي الله عنه أنه قال
: كنت بين يدي أميرالمؤمنين علي عليه السلام في جامع الكوفة في جماعة من أصحابه وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله
وهو كأنه البدر بين الكواكب ،
إذ دخل علينا من باب المسجد رجل طويل عليه قباء خز أدكن ، وقد اعتم بعمامة صفراء وهو متقلد بسيفين ، فدخل وبرك بغير سلام ، ولم ينطق بكلام ، فتطاولت إليه الاعناق ، ونظروا إليه بالآماق ، و قد وقف عليه الناس من جميع الآفاق ، ومولانا أميرالمؤمنين عليه السلام لا يرفع رأسه إليه ،
فلما هدأت من الناس الحواس أفصح عن لسانه كأنه حسام جذب عن غمده :
أيكم المجتبى في الشجاعة والمعمم بالبراعة ؟ أيكم المولود في الحرم والعالي في الشيم والموصوف بالكرم ؟ أيكم الاصلع الرأس والبطل الدعاس والمضيق للانفاس والآخذ بالقصاص ؟ أيكم غصن أبي طالب الرطيب و بطله المهيب والمسهم المصيب والقسم النجيب ؟ أيكم خليفة محمد صلى الله عليه وآله الذي نصره في زمانه واعتز به سلطانه وعظم به شأنه ؟ .
فعند ذلك رفع أميرالمؤمنين عليه السلام رأسه إليه
فقال : مالك يا باسعد بن الفضل ابن الربيع بن مدركة بن نجيبة بن الصلت بن الحارث بن وعران بن الاشعث بن أبي السمع الرومي ؟ اسأل عما شئت ، أنا عيبة علم النبوة ،
قال : قد بلغنا عنك أنك وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وخليفته على قومه بعده ، وأنك محل المشكلات ، وأنا رسول إليك من ستين ألف رجل يقال لهم العقيمة ، وقد حملوني ميتا قد مات من مدة ، و قد اختلفا في سبب موته وهو بباب المسجد ، فإن أحييته علمنا أنك صادق نجيب الاصل ، وتحققنا أنك حجة الله في أرضه وخليفة محمد صلى الله عليه وآله على قومه ، وإن لم تقدر على ذلك رددناه إلى قومه وعلمنا أنك تدعي غير الصواب وتظهر من نفسك ما لا تقدر عليه .
قال أميرالمؤمنين عليه السلام : يا ميثم اركب بعيرك وناد في شوارع الكوفة ومحالها :
من أراد أن ينظر إلى ما أعطاه الله عليا أخا رسول الله وزوج ابنته من العلم الرباني فليخرج إلى النجف ، فخرج الناس إلى النجف ،
فقال الامام عليه السلام : يا ميثم هات الاعرابي وصاحبه ، فخرجت ورأيته راكبا تحت القبة التي فيها الميت ، فأتيت بهما إلى النجف ،
فعند ذلك قال علي عليه السلام : قولوا فينا ما ترون منا وارووا عنا ما تشاهدونه منا ، ثم قال : يا أعرابي أبرك الجمل وأخرج صاحبك أنت وجماعة من المسلمين ،
قال ميثم : فأخرجت تابوتا وفيه وطأ ديباج أخضر ، وفيها غلام أول ماتم عذاره على خده ، بذوائب كذوائب الامرأة الحسناء ، فقال علي بن أبي طالب عليه السلام : كم لميتكم ؟ قال : أحد وأربعون يوما ،
قال : وما سبب موته ؟
فقال الاعرابي : ياسيدي إن أهله يريدون أن تحييه ليخبرهم من قتله ، لانه بات سالما وأصبح مذبوحا من اذنه إلى اذنه ، ويطالب بدمه خمسون رجلا يقصد بعضهم بعضا فاكشف الشك والريب يا أخا محمد ،
قال الامام عليه السلام : قتله عمه ، لانه زوجه ابنته فخلاها وتزوج بغيرها ، فقلته حنقا عليه ،
قال الاعرابي : لسنا نقنع بقولك فإنا نريد أن يشهد لنفسه عند أهله لترتفع الفتنة والسيف والقتال .
فعند ذلك قام الامام علي بن أبي طالب عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي صلى الله عليه وآله فصلى عليه وقال : يا أهل الكوفة ما بقرة بني إسرائيل بأجل عند الله مني قدرا ، وأنا أخو رسول الله ، وإنها أحيت ميتا بعد سبعة أيام ، ثم دنا أميرالمؤمنين عليه السلام من الميت وقال : إن بقرة بني إسرائيل ضرب ببعضها الميت فعاش ، و أنا أضرب هذا الميت ببعضي لان بعضي خير من البقرة كلها ، ثم هزه برجله و قال له : قم بإذن الله يا مدرك بن حنظلة بن غسان بن بحير بن فهر بن سلامة بن الطيب بن الاشعث ، فهاقد أحياك الله تعالى على يد علي بن أبي طالب ، قال ميثم التمار : فنهض غلام أضوء من الشمس أضعافا ومن القمر أوصافا ،
فقال : لبيك لبيك يا حجة الله على الانام المتفرد بالفضل والانعام ، فعند ذلك قال : يا غلام من قتلك ؟
قال : قتلني عمي الحارث بن غسان ،
قال له الامام عليه السلام : انطلق إلى قومك فأخبرهم بذلك ،
فقال : يا مولاي لا حاجة لي إليهم ، أخاف أن يقتلوني مرة اخرى ولا يكون عندي من يحييني ،
قال : فالتفت الامام إلى صاحبه وقال له : امض إلى أهلك فأخبرهم ،
قال : يا مولاي والله لا افارقك بل أكون معك حتى يأتي الله بأجلي من عنده ، فلعن الله من اتضح له الحق وجعل بينه وبين الحق سترا ، ولم يزل بين يدي أميرالمؤمنين حتى قتل بصفين ، ثم إن أهل الكوفة رجعوا إلى الكوفة واختلفوا أقوالا فيه عليه السلام .
(بحار الأنوار
وصلى الله على خير البشر محمد وابن عمه والزهراء وبنيهم النجباء