مهما قلنا،مهما قالوا،تبقى الكلمات شحيحة أمام بحره الدفّاق ومزاياه الكثيرة التي لا تُعد ولا تُحصى.
• قال أبو منصور الثعالبيّ في ( ثمار القلوب ):
فضائل عليّ يُضرَب بها المثَل في الكثرة. قال الجاحظ: لا يُعلَم رجلٌ في الأرض إذا ذُكر السَّبقُ في الإسلام والتقدمُ فيه، وإذا ذُكرت النَّجدة والذبُّ عن الإسلام، ومتى ذكر الفقه في الدين، ومتى ذكر الزهد في الأموال التي تتناجز عليها الناس، ومتى ذُكر الإعطاء في الماعون.. كان مذكوراً في هذه الخلال كلِّها، إلاّ عليّ رضي الله عنه.
• وروى الحاكم في المستدرك عن محمد بن منصور الطوسي، قال:
سمعتُ أحمد بن حنبل يقول: ما جاء لأحد أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله من الفضائل ما جاء لعليّ بن أبي طالب.
• وروى الحافظ الخوارزمي عن عيسى بن عبدالله، قال رجل لابن عباس: سبحان الله! ما اكثر مناقبَ عليّ وفضائلَه! إنّي أحسبها ثلاثة آلاف.
فقال ابن عباس: أوَلا تقول إنّها إلى ثلاثينَ ألفاً أقرب ؟!
• ابن أبي شَيبة روى في ( المصنَّف )، عن أبي الطُّفيل، عن رجل من أصحاب النبيّ، قال:
لقد جاء في عليّ من المناقب ما لو أنّ مَنقَباً منها قُسّم بين الناس لأوسعهم خيراً.
• أمّا ابن عباس فقد قال فيما يرويه عنه أحمد في ( فضائل الصحابة ):
ليس من آية في القرآن يا أيّها الذين آمنوا إلاّ وعليّ رأسُها وأميرها وشريفها. ولقد عاتبَ الله أصحاب محمد في القرآن، وما ذكر عليّاً إلاّ بخير.
• وفي ( مُصنَّف ) ابن أبي شيبة بإسناده عن أبي هارون، قال: كنت مع ابن عمر جالساً إذ جاءه نافع بن الأزرق، فقام على راسه، فقال: واللهِ لأُبغِضُ عليّاً! فرفع إليه ابن عمر رأسه، فقال: أبغَضَك الله، تُبغِضُ رجلاً سابقةٌ من سَوابقه خيرٌ من الدنيا وما فيها ؟!
• في ( الصواعق المحرقة ) عن عبدالله بن أحمد بن حنبل، قال: سألت أبي عن عليّ ومعاوية، فقال: إعلَمْ أن عليّاً كان كثير الأعداء، ففتّش له أعداؤه شيئاً فلم يجدوه، فجاءوا إلى رجلٍ قد حاربَه وقاتَله فأطرَوه، كيداً منهم له.
وغير هذا وذاك ـ يا اصدقاءنا ـ كثير ممّا أطرَوا به أمير المؤمنين عليه السّلام، ورغم ذلك يظلّ نور عليّ باهراً قاهراً لا يمكن أن يُقاس به من الناس أحد