(معذرةً سيدي)
تسيل دُموعي كلما سمعت كلمة حيدرة
وكيف لا أبكي من بكت عليه ملائكة الرحمن
ذقتُ طعم دُموعي الحزينة
وجدتها مالحة كملوحة الأيام
فما ارتويتُ بتذوقها حتى شربتها فوجدتها
ممزوجة بلوعة الفراقِ على حيدرة
أفرطت عيني في البكاء على المرتضى
حتى صارت الدموع مثل ماء البحارِ
تعجب الناس فيما بينهم من هذا
الذي لا يفتر ونينك من لوعةِ فُراقه
قلت ويحكم ألا تعرفون هذا
الذي سلب من عيني لذيذ المنامِ
ألا تعرفون هذا الذي شغل فكري
وبالي ولم تُنسِني الأيام عطرعبقاته
هذا الذي اختاره إله السماء
ووصى به رسول الله بعد وفاته
هذا الذي قرن الإله طاعته بطاعته
وجعلهُ السبيل إلى مرضاته
هذا الذي سمتهُ أُمهُ حيدرة
واكتسب من أحرف اسمه صفاته
هذا الذي مُلئت الأرض بمناقبه
وكيف تخفى مناقب من شهد بها أعدائه
هذا الذي من وطأته تهابهُ الفرسان
وفي الحرب تتحسسُ الرقاب خوفاً من ملاقاته
هذا الذي عرفته اليهود بخيبرِ
وفي الميدان شهد بذلك قتل مرَّحبةِ
هذا الذي بعلُ بضعة رسول الله
أبوالحَسن والحُسين والتسعة الباقية
هذا الذي نُطقه منطق القرآن وتأويله
الذي يؤخذ منه شريعة الإله
هذا الذي ختم به الإله الأوصياء
وجعلهُ باب مدينة علم خاتم الأنبياء
هذا الذي احتار الموت من شجاعته
فلم يجد بُدّ من قتله بالخفاءِ
هذا الذي من ضربة رأسه سُمع
دوي فزعت منه ملائكة السماء
هذا الذي قُتل في محرابه ساجد للإله
قتلهُ من أنجبته أُمه ليكون أشقى الأشقياء
هذا الذي بقتله كُسر سيف الأسلام
وبفقده فُقد معنى كلمة الأيمان
هذا الذي احتارت ملائكة السماءَ بقتله
أتُعزي أهل السماءَ بقتله أم أهل الأرضِ بفقده
هذا الذي حُبه عنوان صحيفة كل مؤمن
وبُغضه موجب لسخط الجبارِ
هذا الذي نصبه الإله بين الجنة والنارِ
لا يدخل الجنةَ من جهلهُ في حياته
معذرةً سيدي إن جهلوا قدركَ
فلا يعرف قدرك غير إله الأكوان