ْ~||بسم الله الرحمن الرحيم
السلآم عليكم ورحمة الله وبركاتة ||~ْ
------------------
صعصعة بن صوحان العبدي
صعصعة بن صوحان بن حجر بن الهجرس بن صبرة بن حردجان بن ليث بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أقصى العبدي.
قبيلته:
ينتمي إلى قبيلة عبد القيس من ربيعة التي قدمت إلى البحرين في الجاهلية أخو الأمير زيذ بن صوحان
مولده:
ولد صعصعة بن صوحان في دارين في القطيف سنة 24 قبل الهجرة الشريفة.
نسبه:
هو صعصعة بن صوحان بن الحارث بن الهجرس بن صبرة بن حدرجان بن عساس بن ليث بن حداد بن ظالم بن دحل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أقصي بن عبد القيس العبدي بن دعمي بن جديعة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
وآل صوحان من أسرة تنتمي إلى قبيلة (عبد القيس) من (ربيعة) التي عرفت بولائها الخالص لأمير المؤمنين (ع)، أما رأس هذه الأسرة (صوحان) والد الصحابي الجليل صعصعة كان سيدا مطاعا في قومه،.
و لصعصعة إخوان كرام وهم: زيد (هو نفسه الأمير زيد بن صوحان الذي بقع ضريحه في قرية المالكية في البحرين) وسيحان وقيل هو نفسه عبد الله، أما زيد فكان من الأبدال وقد أستشهد مع أمير المؤمنين (ع) في موقعة الجمل عام (36 هجرية) وأستشهد معه أخوه سيحان (رض) في نفس الواقعة مدافعين بذلك عن الإسلام وتحت لواء علي (ع)، وقد وصف (عقيل بن أبي طالب) زيد وأخيه فقال فيهم: " وأما زيد وعبد الله فانهما نهران جاريان، يصب فيهما الخلجان، ويغاث بهما اللهفان، رجلا جد لا لعب معه … … ".
كما سأل ابن عباس صعصعة في وصف أخوته فقال: (كان عبد الله سيدا شجاعا، مألفا مطاعا، خيره وساع، وشره دفاع، قلبى النحيزه، أحوزى الغريزة، لا ينههه منهنه عما أراده، ولا يركب من الأمر إلا عتاده).
أما زيد فقال فيه: (كان والله يا ابن عباس عظيم المروءة، شريف الأخوة، جليل الخطر، بعيد الأثر، كميش العروة، أليف البدوة، سليم جوانح الصدر، قليل وساوس الدهر، ذاكر الله طرفي النهار وزلفا من الليل).
ولاؤه الخالص لأمير المؤمنين (ع):
جاء عن الإمام الصادق (ع) أنه قال (وما كان مع أمير المؤمنين (ع) من يعرف حقه إلا صعصعة وأصحابه).
فقد شهد مع الإمام علي (ع) مواقعه كلها، فقد جرح في الجمل، وكانت له مناورات مشهورة بأحقية أمير المؤمنين (ع) قال (رض): في الإمام علي (ع) " كان فينا كأحدنا، لين الجانب، وشدة تواضع، وسهولة قياد، وكنا نهابه مهابة الأسير المربوط للسياف الواقف فوق رأسه ".
وقف (رضي الله عنه) يوم بيعة الإمام علي (ع) يخاطبه " يا أمير المؤمنين لقد زنت الخلافة وما زانتك ورفعتها وما رفعتك، وهي إليك أحوج منك إليها".
كما ذكر أبو الفرج الاصبهاني (إن صعصعة بن صوحان أستأذن على علي (ع) وقد أتاه عائدا لما ضربه أبن ملجم، فلم يكن عليه إذن، فقال صعصعة للآذن: قل له يرحمك الله يا أمير المؤمنين حيا وميتا، فقد كان الله في صدرك عظيما، ولقد كنت بذات الله عليما. فأبلغه الآذن ذلك فقال: وأنت يرحمك الله فقد كنت خفيف المؤونة، كثير المعونة.
رثائه للأمام علي (ع):
لقد عرف عن صعصعة بحسن بلاغة وشعره وخطابة فكان أبن عباس حبر الأمة إذا ما أراد أن يستمع إلى البلاغة والحكم وسداد الرأي وما عفا من أخبار العرب يجالس صعصعة ويسائله ويرتوي من فيض نبعه، كما أختاره وفد المصريين لرئاسة جماعة منهم عند دخولهم على الخليفة عثمان لطلب الإصلاح، ولصعصعة شعر جميل يرثي به الإمام علي (ع) فيقول :
هل خبر القبر سائليه أم قر عينا بزائريه
أم هل تراه أحاط علما بالجسد المستكين فيه
لو علم القبر من يواري تاه على كل من يليه
ياموت ماذا أردت مني حققت ما كنت أتقيه
ياموت لو تقبل افتداء لكنت بالروح افتديه
دهر رماني بفقد ألفي أذم دهري واشتكيه
وله في هجو معاوية فيقول :
تمنيك نفسك مالا يكون جهلا معاوية لا تأثم
وله في عتاب المنذر بن الجارود فيقول :
هلا سألت بني الجارود أي فتى عند الشفاعة والبان ابن صوحانا
كنا وكانوا كأم أرضعت ولدا عق ولم نجز بالاحسان إحسانا
لا تأمنن على سوء فتى دهرا يجزي المودة من ذي الود كفرانا
مع ولاة عصره:
عاش صعصعة فترة عظيمة من فترات التاريخ البشري وعاصر أناسا عظام نقشوا في ذاكرة التاريخ بخطوط عريضة زاهية لا تنمحي، فقد عايش جزءا من حياة الرسول الأعظم (ص) وتربى في ظل دولته الكريمة وعاصر حياة الخلفاء وعايش الأحداث المهمة والمؤلمة منها والمفرحة - البيعة - الردة - الفتوحات الإسلامية وانحدار المسلمين التدريجي من المجد الإيماني إلى بناء المجد الشخصي، ليرى صعصعة نفسه وجها لوجه يصطدم مع سلاطين الإسلام الذين حولوا الخلافة إلى ملك وراثي، ليروا أمامهم عقبة وهو صعصعة الذي جرعهم الغصة تلو الآخرى وغزاهم في عقر دارهم وفي مقر حكمهم بأشد الكلام وأقساه. فعملوا له الغدر ويبيتون له ويتحينون له من الفرص حتى قال عنه معاوية لاصحابه (هكذا فلتكن الرجال).
قالوا فيه:
لقد شهد الجميع لصعصعة بالفضائل من محبيه وأعدائه ومما قيل فيه :-
سماه الإمام علي (ع):الخطيب الشحشح
وقال عنه عمر بن الخطاب: آنت مني وآنا منك
وقال عنه عبد الله ابن عباس : انك لسليل أقوام كرام خطباء فصحاء
وقال فيه عقيل بن أبي طالب: صعصعة عظيم الشأن قليل النظير
وقال معاوية بن أبي سفيان: وددت والله أني من صلبه
وقال عنه عبد الملك بن مروان: انه احضر الناس جوابا
وقال عنه المغيرة بن شعبة: حسبك لعمري لقد أوتيت لسانا فصيحا
== نفيه == (والله لأجفينك عن الوساد، وأشردن بك في البلاد) بهذا القول الذي صدر عن معاوية وهو يهدد صعصعة لعدم تحمل السلطات الأموية وجوده بين ظهرانيهم، فكان شوكة في جنوب الباغين، وقذى في عيون الظالمين، فأمر واليه على الكوفة المغيرة بن شعبة بإبعاده عن الكوفة باعتبارها معقلا لتحركه الجماهيري المعارض، ونفيه إلى جزيرة (أوال)، وهي جزيرة البحرين الحالية، ،معلنا بداية رحلة بلاء جديدة زاده التقوى وسلاحه الإيمان، وشعاره الإسلام، وهدفه الإصلاح، أنيسه الحق ورفيقه الصبر. و الرحلة تطول وما تزيد هذا الصحابي الجليل الا صلابة وإباء، واستعداد للفداء والجسد معذب، والنفس مستبشرة، البدن متعب، والروح مطمئنة، خلاصة الجهاد نصر أو شهادة. و أخيرا عاد السيف إلى قرابة، فان (أوال) كانت موطن أسلافه فلا غرور أن وطد فيها دعائم الولاء لآل البيت (ع)، حتى استوى على سوقه، وآتى أكله يانعا بإذن ربه.
وفاته ومقامه:
توفي الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان (رض) في جزيرة أوال بعد نفيه إليها سنة 56 هجرية وهي أحد جز مملكة البحرين حاليا، وقيل سنة 60 هجرية وله من العمر سبعين سنة، ودفن في قرية (عسكر) الواقعة جنوب جزيرة المنامة العاصمة في البحرين، ويقع بها ضريح صعصعة ومسجده المسمى باسمه على ساحل البحر وكانت تعلوه قبة ثم تهدمت ولم يعاد بنائها من جديد، وبناء المسجد عامة قديم وهو مزار مشهور لدى عامة الناس ويأمه الزائرون من كل مكان في البحرين باختلاف طوائفهم في العطل وفي المناسبات. وفي جنوب قبر صعصعة قبرين أحدهما (للشيخ محمدالجوي) من صلحاء قرية جو ودفن هناك بوصية منه، والثاني لأحد الصلحاء ويدعى الحاج محمد بن درباس والقبرين موجودين في المسجد المحيط بقبر صعصعة وخارج المصلى يوجد أماكن لجلوس الزائرين لقضاء يومهم فيه.
كما يوجد لصعصعة مسجد مسمى باسمه في الكوفة وأخر لأخيه زيد ولكن لا يحتويان على قبريهما، ولمسجد صعصعة في الكوفة أعمال مذكورة في كتب الأدعية كما ذكروا أن له فضائل وكرامات يتناقلها الخلف عن السلف
التعديل الأخير تم بواسطة ام حسين ; 15-10-2011 الساعة 11:26 PM.