(( الى قلبي الذي لا يجيد سوى احصاء الجثث .. وقلبكم الذي يشبه قلبي .. الى وحدتي وعزلة الفراشات عن اوكسيد الطباشير ))
الجميع ينتظر غودو ..
انا الوحيد الذي ينتظر غيابه ..!!
والوحيد الذي يرمم من الخراب
خاصرة العصافير ..
وهي تنعق على مسافة الحلم ..
اناالوحيد الذي ينتهك اتفاقية حقوق رامبو
والوحيد الذي يسافر مع السعلاة في بيدٍ واسعة
والوحيد الذي يعلق على احلامه الفرشاة
او
الفراشات التي تحافظ على ايامه من التسوس
انا الوحيد الذي يصدق كل شيء
- تواريخ الانتهاء على علب السردين
- القبعات التي تنمو تحتها الدهشة
- متحف اللوفر وهو يحتفي بديواني الشعري الكبير او ديوني التناسلية
- خيانتي لحبيبتي – رغم اني لم اخنها
- تشقق اصابعي من الشظايا التي اعدها بدل اخوتي
انا الوحيد الذي يقشر صباحاته دون ان يبكي
والوحيد الذي يرتدي الاقحوان زيّيه الرسمي
دون ان يلتفت
لأفراحه العذراء ..
وطيبته التي تجرح شعور الملائكة !!
انا الوحيد الذي عانق الطبيعة فخانته الانهار
وهجرته الارصفة ..
فنام واقفاًً ..
يحلمًُ
بغيابٍ آخر
بتسديد ما عليه من فواتير البكاء
يحلمُ
بفوضويةٍ اخرى
تبعده عن رتابة اصدقائه وايامه
يحلمُ بزوجة تجيد طهي الحب بدل النعناع
يحلم ببلادٍ لا تحارب .. وتنتصر
يحلم بربيعٍ مزمن
بمدنٍ عرجاء .. لكنها لا تسقط
يحلم بقطعة طباشير
كي يرسم الازقة التي يحلم بها
انا الوحيد الذي يعد على اصابعه الطيور
وهي تهاجر كالمدن
مخلفة فوضى عارمة من الارانب
والوحيد الذي يبحث في كتب القدسيين
عن سقف زمني للحزن
والوحيد الذي تسلل الى بئر يوسف ليلا
فأكله الذئب
انا الوحيد ..
الذي يمسد بأنامله الخنجرية
سحالي حبيبته الوحيدة
ويبتسم ..
للحلم العربي وشعاراته التي تملأ كوابيسه المطلقه
انا الوحيد ..
الذي خسر كل شيء بلعبة ( الجيجو )
وعادَ
مفلساً
من طفولته ..!!
انا الوحيد
الذي ينتظر الغياب بلغة ( مازوشيه )
خارجة عن خطوط الطول
خارجة عن الف ليلة سعيدة تساوي ساعة من الرحيل
خارجة عن سرير حمورابي .. ومسلة هتلر ..
خارجة .. عن كل شيء لا يجدي ..
انتظرُ .. غيابي
كما ينتظرني كوب الشاي وساعة الجدار
وحبيبتي الغائبة ....