أسس القرآن الكريم في نصوصه الشريفة لقانون حتمي التحقق والوقوع خارجا وعلى متن الحياة التاريخية للبشرية الماضي منها والحاضر والمستقبل الموعود وذلك القانون هو((قانون المداولة )) الذي هو منطوق الأية الشريفة /140 /من سورة آل عمران/ (( وتلكَ الأيامُ نُداولها بين الناس وليعلَمَ اللهُ الذين آمنوا ويتخذ منكم شُهداء واللهُ لايُحبُ الظالمين))
والمقصود بقانون المداولة بحسب مايُفهم من نصوص القرآن الكريم هو سنة إلهية حتمية تقتضي تبدُّل وتداول الأدوار بين الأمم والحضارات بإفول واحدة وظهور اخرى هكذا في تواصل متصل الى نهاية التجارب البشرية وتقف هذه السنة الالهية عند بدء دولة المهدي الموعود (ع) التي اسست لها الروايات الصحيحة وقالت إنّها آخر الدول الى قيام الساعة .
وهذا القانون الالهي الحتمي القطعي التحقق يعطي للمُنتَظرين(( حتمية تفاؤلية)) تنص على حتمية سقوط الدول المتجبرة وانهيار الجماعات المستبدة وتبدلها بآخرين .
ولكي نستكمل الشروط اللازمة لظهور المهدي (ع) يجب علينا أن نستثمر من هذا القانون ما يُعزز ويقوي إيماننا بحتمية التغيير والظهور المهدوي وذلك يتم عبر تغيير ما بالنفس الى ما يُرضي الله تعالى لأنه هذا القانون الحتمي ((قانون المداولة)) يتوقف في جلب النتيجة الالهية الصالحة لنا على تغيير ما بأنفسنا وفق ما اراد الله تعالى لذا هذه الحقيقة تكررت قرانيا في آيتين هما
))إنّ اللهَ لايُغير مابقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم )) ((بأنّ الله لم يَكُ مُغيرَاً نعمة انعمها على قوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم )) فقانون المداولة قانون نافذ المفعول وساري في مدياته الى غاية إلهية تنتهي عند تحقيق اهداف الله تعالى على يد المهدي الموعود (ع) قال تعالى (( فأوحى إليهم ربهم لنُهلِكنّ الظالمين ))(( ولنُسكننكهم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد ))((واستَفتَحُوا وخاب كُلّ جبار عنيد))الأيات/ 13 /14 /15 /من سورة ابراهيم //
فالنصر الالهي هنا مشروط بتغيير الذات البشرية وذلك يتم عندما تُدرِك قدرَ الله تعالى وتخاف وعيده حال زيغهاعن الجادةالمستقيمة .
إنّ قانون المداولة الالهي / يُضيف قدرا كبيرا من الاحساس النفسي بل حتى الاجتماعي الحقيقي بأنّ العاقبة للمتقين حتماً حتى في وقت الصراع مع قوى الظلم والكفر التي تفوقنا عدةً وعددا .