فضائل ومناقب باقرعلوم النبيين من الاولين والاخرين (عليه السلام)
بتاريخ : 09-11-2011 الساعة : 04:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله اجورنا واجوركم ياموالين
بذكرى استشهاد سيدنا ومولانا امامنا الخامس
ابي جعفر محمد بن علي الباقر
(صلوات الله وسلامه عليه)
فضائل ومناقب باقرعلوم النبيين من الاولين والاخرين(عليه السلام)
قال الشيخ المفيد : وقد روى الناس من فضائله ومناقبه مايكثر به الخطب ان أثبتناه، وفيما نذكره منه كفاية فيما نقصده في معناه انشاء الله تعالى .
1 - عن أبي مالك الجهني عن عبد الله بن عطاء المكى قال: ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام، ولقد رأيت الحكم بن عتيبة مع جلالته في القوم بين يديه كأنه صبي بين يدي معلمه .
وكان جابر بن يزيد الجعفي إذا روى عن محمد بن علي عليهما السلام شيئا قال: حدثنى وصى الاوصياء ووارث علوم الانبياء محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام.
2 - وروى مخول بن ابراهيم عن قيس بن الربيع، قال: سألت أبا اسحق السبيعى عن المسح على الخفين؟ فقال: ادر كت الناس يمسحون حتى لقيت رجلا من بنى هاشم لم أر مثله قط محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام، فسألته عن المسح فنهاني عنه، وقال: لم يكن علي أمير المؤمنين عليه السلام يمسح، وكان يقول: سبق الكتاب المسح على الخفين، قال ابواسحق: فما مسحت منذ نهاني عنه، قال قيس بن الربيع وما مسحت أنا منذ سمعت ابا اسحق.
3 - عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن محمد بن المنكدر كان يقول: ما كنت أرى أن علي بن الحسين عليه السلام يدع خلفا أفضل منه حتى رأيت ابنه محمد بن علي عليه السلام فأردت أن أعظه فوعظني فقال له أصحابه: بأي شيئ وعظك؟ قال: خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة فلقيني أبو جعفر محمد بن علي وكان رجلا بادنا ثقيلا وهو متكئ على غلامين أسودين أو موليين فقلت في نفسي: سبحان الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا أما لاعظنه فدنوت منه فسلمت عليه فرد علي السلام بنهر وهو يتصاب عرقا فقلت: أصلحك الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا أرأيت لو جاء أجلك وأنت على هذه الحال ما كنت تصنع؟
فقال: لو جاءني الموت وأنا على هذه الحال جاء ني وأنافي (طاعة من) طاعة الله عزوجل، أكف بها نفسي وعيالي عنك وعن الناس وإنما كنت أخاف أن لوجاء ني الموت وأنا على معصية من معاصي الله، فقلت: صدقت يرحمك الله أردت أن أعظك فوعظتني
4 - عن معاوية بن عمار الدهني، عن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام في قوله جل اسمه:
" فاسئلوا اهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "
قال: نحن اهل الذكر، قال الشيخ الرازي: وسألت محمد بن مقاتل عن هذا؟ فتكلم فيه برأيه وقال: اهل الذكر العلماء كافة، فذكرت ذلك لابى زرعة فبقى متعجبا من قوله، وأوردت عليه ما حدثنى به يحيى بن عبدالحميد، قال: صدق محمد بن علي عليهما السلام انهم أهل الذكر، ولعمرى ان أبا جعفر عليه السلام لمن أكبر العلماء.
وقد روى أبو جعفر عليه السلام اخبار المبتداء واخبار الانبياء، وكتب عنه المغازي، وأثروا عنه السنن واعتمدوا عليه في مناسك الحج التي رواها عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وكتبوا عنه تفسير القرآن، وروت عنه الخاصة والعامة الاخبار، وناظر من كان يرد عليه من أهل الآراء، وحفظ عنه الناس كثيرا من علم الكلام.
5 - عن عبد الرحمن بن عبد الله الزهري، قال: حج هشام بن عبد الملك فدخل المسجد الحرام متكئا على يد سالم مولاه، ومحمد بن علي بن الحسين عليهم السلام جالس في المسجد، فقال له سالم: يا أمير المؤمنين هذا محمد علي بن الحسين؟ قال هشام: المفتون به أهل العراق؟ قال: نعم قال: اذهب إليه، فقل له: يقول لك أمير المؤمنين ما الذي يأكل الناس ويشربون إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة؟ فقال له أبو جعفر عليه السلام: يحشر الناس على مثل قرص النقى فيها انهار منفجرة يأكلون ويشربون حتى يفرغ من الحساب، قال: فرآى هشام انه قد ظفر به فقال: الله اكبر ! اذهب إليه، فقل له: يقول لك: ما أشغلهم عن الاكل والشرب يومئذ؟ فقال له أبو جعفر عليهما السلام: هم في النار أشغل ولم يشغلوا عن أن قالوا: " أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله " فسكت هشام لا يرجع كلاما.
6 - وروى العلماء: ان عمرو بن عبيد وفد على محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام ليمتحنه بالسؤال، فقال له: جعلت فداك ما معنى قوله تعالى: " اولم ير الذين كفروا ان السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما " ما هذا الرتق والفتق؟ فقال له أبو جعفر عليه السلام: كانت السماء رتقا لاتنزل القطر وكانت الارض رتقا لاتخرج النبات، فانقطع عمرو ولم يجد اعتراضا ومضى، ثم عاد اليه فقال له اخبرنى جعلت فداك عن قوله عزوجل: " ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى " ما غضب الله عزوجل؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: غضب الله عقابه يا عمرو، ومن ظن ان الله يغيره شيء فقد كفر.وكان مع ما وصفناه من الفضل في العلم والسؤدد والرياسة والامامة، ظاهر الجود في الخاصة والعامة، مشهود الكرم في الكافة، معروفا بالفضل والاحسان، مع كثرة عياله وتوسط حاله.
7 - عن أسود بن عامر قال: حدثنا حيان بن علي عن الحسن بن كثير قال: شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام الحاجة، وجفاء الاخوان فقال: بئس الاخ أخ يرعاك غنيا، ويقطعك فقيرا، ثم أمر غلامه فاخرج كيسا فيه سبعمائة درهم وقال: استنفق هذه فاذا نفدت فأعلمني.
8 - وقد روى محمد بن الحسين قال حدثنا عبدالله بن الزبير قال: حدثونا عن عمرو بن دينار، وعبدالله بن عبيد بن عمير، انهما قالا: ما لقينا أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام الا وحمل الينا النفقة والصلة والكسوة، ويقول: هذه معدة لكم قبل أن تلقونى.
9 - وروى ابونعيم النخعي عن معاوية بن هشام عن سليمان بن قرم قال: كان أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام يجيرنا بالخمسمائة درهم إلى الستة مئة إلى الالف درهم، وكان لايمل من صلة الاخوان وقاصديه ومؤمليه وراجيه.
10 - وروى عنه عن آبائه عليه وعليهم السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول: أشد الاعمال ثلاثة: مواساة الاخوان في المال، وانصاف الناس من نفسك، وذكر الله على كل حال.
11 - وروى اسحق بن منصور السلولي قال: سمعت الحسن بن صالح يقول: سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام يقول: ما شيب شيئ بشيئ أحسن من حلم بعلم.
12 - وكان عليه السلام يقول: بلية الناس علينا عظيمة، ان دعوناهم لم يستجيبوا لنا، وان تركناهم لم يهتدوا بغيرنا.
13 - وكان عليه السلام يقول: ما ينقم الناس منا، نحن أهل بيت الرحمة، وشجرة النبوة ومعدن الحكمة ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي .