[فراس القافي]

بدرُ الدُّجى من جبينِ المُجتبى بزغا
وإنْ يكُنْ بعضَ نورِ السّبْطِ ما بلغا
فكُلُّ شِبْرٍ بأزكى المِسْكِ مُتّشِحٌ
وكُلُّ رُكْنٍ بلونِ الجنّةِ اصْطبغا
إنْ يُسْبغِ الخيرُ نستحسنْهُ من بشرٍ
فما مقالُكَ والوهّابُ قد سبغا؟
ميلادُهُ في بيوتِ الوحْيِ ، مِيتتُهُ
شهادةٌ ، فهْوَ في الدّارينِ قد نبغا
إنْ أُمضِعَ السّمَّ في دُنْياهُ ، في سقرٍ
هناكَ قاتِلُهُ الزّقّومَ قد مضغا
وإن تكُنْ روحُهُ من جسمِهِ فرغتْ
فإنَّهُ من لسانِ الدّهْرِ ما فرغا
سما بأشعارِهِ مَنْ رامَ يمدحُهُ
وكُلُّ مَنْ حاد عنْ مدحِ الزّكيِ لغى
فالبحْرُ رهْوٌ وحينَ الرّيحُ فيهِ عثتْ
تصاخبَ الموْجُ في أغوارِهِ ورغى
للصبرِ ألسِنةٌ غرثى فإنْ نطقَتْ
ترَ الذي فيهِ صمْتُ الراسياتِ صغى
النارُ للضيفِ حين السِّلمِ يوقِدُها
والنارُ باليسفِ يُطفيها بسوحِ وغى
وقد أذلَّ بهذي كُلَّ طاغيةٍ
وخيرُهُ فوقَ خير المانحينَ طغى
وقد تجلّى فصيحُ القولِ في فمهِ
وكيف لا ؟ وأبوهُ سيّدُ البُلغا
أبا مُحمَّدَ يا يُمنى أبي حسنٍ
بها أبادَ من استعدى الحمى وبغى
جزاءُ إحسانِكمْ سمٌّ ومِقْصلةٌ
من أُمّةٍ بينَها الشيطانُ قد نزغا
لأنَّكم سادةُ الدُّنيا وقادتُها
كلبُ الطليقينِ من أوداجِكم ولغا