يعتبر مسجد السهلة من أحد أكبر المساجد التي شيدت في الكوفة خلال القرن الأول الهجري ، و يقال أن بني ظفر هم بناة المسجد الحقيقيون ، و هؤلاء بطن من الأنصار نزلوا الكوفة ، ولهذا عرف المسجد أولاً بمسجد بني ظفر ، ثم تحول اسمه إلى مسجد السهلة و هي التسمية المتداولة حالياً . و أطلقت هذه التسمية لسهولة و إنبساط أرض المسجد والأراضي المجاورة له . و ربما تكون التسمية محرفة عن (سهيل) و يحتمل أن يكون (سهيل) اسم أحد عباد أو أئمة المسجد ولكن لاتوجد ترجمه لحياة هذا الرجل أن وجد حقاً . و من التسميات الأخرى التي عرف بها المسجد : المسجد البري ، و مسجد القري . و السهلة مقبرة من مقابر الكوفه القديمة و السمجد الحالي علي طرف من مقبرة السهلة . و مسجد السهلة مستطيل الشكل يتألف من أربعة أضلاع آجرية . و من المقامات و المشاهد التي تزار الأن داخل المسجد هي :
1- مقام الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ، ويعرف بمقام صاحب الزمان و يقع في وسط الضلع المواجه للقبلة و هو من أكبر المشاهد .
2- مقام زين العابدين (ع) ويقع في وسط المسجد .
3- مقام الإمام جعفر الصادق (ع) .
4- مقام النبي الخضر (ع) و يقع في الزواية بين الضلعين الجنوبي والشرقي .
5- مقام النبي إدريس ويقال أنه كان بيت إدريس .
6- مقام الصالحين و يعرف بمقام الأنبياء هود و صالح يقع في الزاوية بين الضلعين الشمالي و الشرقي .
7- مقام النبي ابراهيم الخليل أو يقال أنه كان بيت ابراهيم و يقال أن للمسجد منارة قديمة هذمت و المنارة الحالية شيدت سنة 1378 هـ - 1967 م .
و قد الحق بالمسجد قديماً صحن واسع و هو مقسم إلى قسمين . الأول – الذي في الطرف الجنوبي – خان الزوار – و بعود تاريخه إلى حوالي 300 سنة .
و القسم الثاني يقع في الجانب الشمالي و فيه بيوت خدم المسجد .
أما فضل مسجد السهلة فقد وردت أحاديث و روايات كثيرة عن أهل البيت (ع) تبين المقام الشامخ لهذا المسجد العريق .
فبا لأسناد عن الإمام الصادق (ع) قال مسجد السهلة منزل صاحبنا إذا قام بأهله و قال عليه السلام : ما من مكروب يأتي مسجد السهلة فيصلي فيه بين العشائين ، و يدعو الله الأفرج كربه . روي أبوبصير عن أبي عبدالله (ع) قال : قال لي (يا أبامحمد كأني أرى نزول القائم بأهله و عياله في مسجد السهلة) قال الإمام علي بن الحسين (ع) (من صلى في مسجد السهلة ركعتين زاد الله تعالى في عمره سنتين) . عن صالح بن أبي الأسود قال : قال أبوعبدالله (ع) و ذكر مسجد السهلة فقال : أما أنه منزل صاحبنا إذا قام بأهله و قال نعم كان فيه منزل إدريس ، و منزل ابراهيم ، و ما بعث الله نبياً الا وقد صلى فيه ، و فيه مسكن الخضر و المقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله (ص) و ما من مؤمن و لا مؤمنه الا و قلبه يحن إليه ، وفيه صخرة فيها صورة كل نبي ، و ما صلى فيه أحد فدعا الله مما يخاف الا أجابه فقلت : هذا لهو الفضل ، قال أزيدك ؟ قلت نعم ، قال هو من البقاع التي أحب الله أن يدعى فيها و ما من يوم و لا ليلة إلا و الملائكة يزورون هذا المسجد يعبدون الله فيه .