[قوافي موجوعه]

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم

يا سا ئلي عن حزني الدؤوب ونوائحي ... عليك برمق السما فتجد لسؤلكَ الجوابا
عاين فسحة وجهها تجد أن في خدَّيْها حمرةٌ ... عند الإشراق والمغيب إن نورها بدا أو غابا
فما كانت خَجْلت الطرف قبل يوم الحسين وما ... كانت تبديه في حالتيها قبل ما فارت دماه انشخابا
فلقد بكت يوم مقتلهِ دماً وكذا بكى لبكائه الجماد ... حتى الحجارةَ ناحت والهواء والطير والجن انتحابا
فلم لا تبكهِ الدنيا بل الكون ورمتهِ فلقد له اهتز العرش ... ولولا لطف الله لزلزل الأرض لمذبحه وأذابا
أسفي على الذبيح يلاقي الموت ظامي حشاً ... جنب الفراتِ ولم يسقى غير المنية شرابا
ويتركُ جسمهُ فوق الثرى منجدلاً تجول عليه ... وحوش الخيلِ فإذا حشرت ماذا تبدي خطابا
بل إني أرى من لها امتطى ظهراً بصورتها ... وحوشٌ تفترس الجلالَ وتلتهم حقه اغتصابا
فبأي صورةٍ أصف حال الحسين ملقاً على الثرى ... تقلبه الشمس فيصلى بحرها ألأنه سيدها تقابله عقابا
ولم يزل لثلاثٍ عاريَ الجسمِ بغير دفن ... تغسله دماه وقد حاكت كفناً له الريح ترابا
وأتاه العليلُ يواريهِ في اللحد ويصلي عليه ... ينوح ويبكي كهطل الغمام إن أمطرت صبابا
ولكن جسمٌ بلا رأسٍ توسد الضريح فأين الرأس ... يا لهفتي يدار في الأقطارِ على رمحٍ طالَ السحابا
ونسوته تُجَرُّ خلفهُ سبايا على هزلِ البعير بغير وِطا ... تشدها الأغلال مكرهاتٍ ولسائقها الشتم منه لها قد طابا
أي الرزايا كنائبة الطف في كنه الوجود بمثلها جرى ... فلا كيوم كربلا يومٌ ولا كفجيعة الحسينِ رزء أصابا
فالتبكهِ العينُ حسرةً بدلَ الدموعِ دما لما لهُ ... من خطبٍ فاق عن التعريف وفؤاد الهدى أنابا