[زهراء الرافدين]

عذراً سيدي المسيح..

فلقد استقبلنا بشرى ميلادك بالعزاء..

وبالحداد..عذراً يا مولاي..

لا نستطيع أن نحتفل بميلادك..

فالقلب قد طُــعِــن ..

والأيتام قد تكاثروا..

والنساء..ترملن..وفقدن فلذات أكبادهن..

حبيبتي بغــــــداد...أيتها الحسناء السمراء..

ذات العينان الخضراويتان ..صاحبة الجسد الأنثوي العذري..

إبــكِ يا حبيبتي..إبــكِ وارثي أولادك..

سابقاً واليوم وربما كل يوم ..ستمتلئين دمائاً..

إبــكِ يا جميلتي ..فضمير الناس قد دُفــِن ..واختفى..

لا تثقِ بأي أحد..فذلك العرش المسكون..

كل من لمسه أصبح على شاكلة من سبقه..

يتغير ويحترف لعبته جيداً..

ارثي قلوب أحبتك ..فقد ملأ الكره والحقد قلوبهم..

لا أعلم أهو قدر محتوم علينا..؟؟!!

أهو ذنبٌ أننا خلقنا من رحم العراق..؟؟!!

إلى مـــــــتـــــــى سنتجرع من كأس الظلم والقهر..؟؟!!

أهو احتلال أم إرهاب أم ماذا..؟؟!!

أيعقل أن تُــصلب بغداد في ميلاد المسيح..؟؟!!




ذلك الطفل الصغير..استعد لمفاجآت هدايا العام الجديد..

وكانت مفاجأته ..المـــوت..



وذلك الشاب الذي يرتمي في أحضان عروســه..منتظرين مولودهم الجديد..

وانجبوا المـــوت..





تلك الثكلى التي راقبت نمو وليدها..بصرخته..بحبوه..بحروفه..بمدرسته..

وبشهادته..تعبت وعانت من آلام شتى ..

وفي طرفة عين ..التهمه الموت أمام عينها بلا رحمة...




ذلك ..وتلك ..وهؤلاء..

كــفــى رجائاً ..فجثثنا وأهلنا أصبحوا سماداً للتراب..

كـــفـــى ..أيها العرش الملعون ..كفااااك سحـــراً..

كـــفااااك أيـــــها الضــــميـــــر غياباً..

لا تقولوا لي بأن الموت حق..

وقد أتى أجلهم..

فأنني أعلم ذلك ...أدرك بأن الموت حتم مجاب..

ولكن..!! ليس بهذه الطريقة ..!!

شـــكـــــــــــراً لك أيـها العـــــام الجديد..

وشــــــــكراً يا سانتا كروز ..

فهديتك قد وصـــلت لنا..

وغرســت مخالبهــا في الـــخــمــــيـــس الـــدامــــــــــــــي..


بغداد لا تتألمى


اللهم ارحم شهداء العراق ...
القلب ..والمداد عاجزان عن التعبير..
من أنين قلمي ..

22/11/2011