بكاء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على الحسين ( عليه السلام )
بتاريخ : 08-01-2012 الساعة : 01:19 AM
بكاء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على الحسين ( عليه السلام )
في مصادر العامة
ألم يرو الامام أحمد بن حنبل من حديث علي ( عليه السلام ) ـ في ص85 من الجزء الاول ـ من مسنده ، بالاسناد إلى عبد الله بن نجا عن أبيه : أنه سار مع عليّ ( عليه السلام ) ، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين ، نادى : « صبراً أبا عبد الله ، صبراً أبا عبد الله بشط الفرات » ، قال : قلت : وما ذاك ؟ قال : « دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ذات يوم وعيناه تفيضان ، قلت : يا نبي الله ، ما شأن عينيك تفيضان ؟ قال : قام من عندي جبرئيل قبل ، فحدثني أن ولدي الحسين يقتل بشط الفرات ، قال : فقال : هل لك إلى أن أشمّك من
تربته ؟ قال : قلت : نعم ، فمدّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عيني إن فاضتا » (1).
وأخرج ابن سعد ـ كما في الفصل الثالث من الباب الحادي عشر من الصواعق المحرقة لابن حجر (2) ـ عن الشعبي ، قال : مرّ علي ( رضي الله عنه ) بكربلاء عند مسيره إلى صفين ، وحاذى نينوى ، فوقف وسأل عن اسم الارض ؟ فقيل : كربلاء ، فبكى حتى بلّ الارض من دموعه ، ثم قال : « دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو يبكي ، فقلت : ما يبكيك ـ بأبي أنت وأمي ـ ؟ قال : كان عندي جبرائيل آنفاً ، وأخبرني أن ولدي الحسين يقتل بشاطئ الفرات ، بموضع يقال له كربلاء ... » (3).
___________
1 ـ الصواعق المحرقة 2 / 566.
وراجع أيضاً : مسند أبي يعلى (363) ، مسند البزار (884) ، والذخائر للمحب الطبري : 148 ، المعجم الكبير : (2811) ، مجمع الزوائد 9 / 187 وقال : رجاله ثقات ، سير أعلام النبلاء 3 / 288.
2 ـ كلّ ما ننقله في هذا المقام عن الصواعق ، من هذا الحديث وغيره ، موجود في أثناء كلامه في الحديث الثلاثين ، من الاحاديث التي أوردها في ذلك الفصل ، فراجع « المؤلف ».
3 ـ الصواعق المحرقة 2 / 566.
وراجع أيضاً : المعجم الكبير للطبراني (2811) ، مجمع الزوائد 9/187 وقال : رجاله ثقات.
____________
وأخرج الملاّ ـ كما في الصواعق (1) أيضاً ـ : أنّ علياً مرّ بموضع قبر الحسين ( عليهما السلام ) ، فقال : « هاهنا مناخ ركابهم ، وهاهنا موضع رحالهم ، وهاهنا مهراق دمائهم ، فتية من آل محمد يقتلون بهذه العرصة ، تبكي عليهم السماء والارض » (2).
ومن حديث أم سلمة ـ كما نصّ عليه ابن عبد ربه المالكي (3) ، حيث ذكر مقتل الحسين في الجزء الثاني من العقد الفريد ـ قالت : كان عندي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ومعي الحسين ، فدنا من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فأخذته ، فبكى ، فتركته ،
___________
1 ـ الصواعق المحرقة 2 / 566.
2 ـ وهذا الحديث رواه أصحابنا بكيفية مشجية ، عن الباقر عليه الصلاة والسلام ، ورووه عن هرثمة وعن ابن عباس ، وإن أردت الوقوف عليه فدونك ص108 ومابعدها إلى ص112 من الخصائص الحسينية « المؤلّف ».
3 ـ في سطر 15 من ص243 من جزئه الثاني المطبوع سنة 1305 ، وفي هامشه زهر الاداب « المؤلّف ».
___________
فدنا منه ، فأخذته ، فبكى ، فتركته ، فقال له جبرئيل : أتحبه يا محمد؟ قال : « نعم » ، قال : أما إنّ أمتك ستقتله ، وإن شئت أريتك الارض التي يقتل بها ، فبكى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) (1).
وروى الماوردي الشافعي ـ في باب إنذار النبي ( صلى الله عليه وآله ) بما سيحدث بعده (2) ، من كتابه أعلام النبوة ـ عن عروة ، عن عائشة ، قالت : دخل الحسين بن علي على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو يوحى إليه ، فقال جبرائيل : إن أُمّتك ستفتتن بعدك وتقتل ابنك هذا من بعدك ، ومدّ يده فأتاه بتربة بيضاء ، وقال : في هذه يقتل ابنك ، اسمها الطف ، قال : فلما ذهب جبرائيل ، خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى أصحابه والتربة بيده ـ وفيهم : أبو بكر ، وعمر ، وعلي ، وحذيفة ، وعثمان ، وأبو ذر ـ وهو يبكي ، فقالوا : ما يبكيك يا رسول الله ؟ فقال : « أخبرني جبرائيل : أن ابني الحسين يقتل بعدي
_________
1 ـ وأخرج البغوي في معجمه وأبو حاتم في صحيحه من حديث أنس ـ كما في الصواعق ـ نحوه « المؤلّف ».
راجع : الصواعق المحرقة 2 / 564 و 565.
2 ـ وهو الباب الثاني عشر في ص23 من ذلك الكتاب « المؤلّف ».
____________
بأرض الطف ، وجاءني بهذه التربة ، فأخبرني أنّ فيها مضجعه ».
وأخرج الترمذي ـ كما في الصواعق وغيرها ـ : أنّ أم سلمة رأت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ـ فيما يراه النائم ـ باكياً ، وبرأسه ولحيته التراب ، فسألته ؟ فقال : « قتل الحسين آنفاً » (1).
قال في الصواعق : وكذلك رآه ابن عباس نصف النهار ، أشعث أغبر ، بيده قارورة فيها دم يلتقطه ، فسأله ؟ فقال : « دم الحسين وأصحابه ، لم أزل أتتبعه منذ اليوم » (2) ، قال : فنظروا فوجدوه قد قتل في ذلك اليوم (3) (4).
_________
1 ـ سنن الترمذي (3774) ، الصواعق المحرقة 2 / 567 ، ذخائر العقبى : 148.
2 ـ وأخرجه من حديث ابن عباس أحمد بن حنبل في ص283 من الجزء الاول من مسنده ، وابن عبد البر والعسقلاني في ترجمة الحسين ( عليه السلام ) من الاستيعاب والاصابة ، وخلق كثير « المؤلف ».
3 ـ وراجع أيضاً : الصواعق المحرقة 2 / 567 ، المعجم الكبير : (2822) ، مختصر تاريخ ابن عساكر 7 / 152 ، سير أعلام النبلاء 3 / 315 ، البداية والنهاية 8 / 200 ، ذخائر العقبى : 148.
4 ـ وللمزيد حول بكاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) على الحسين ( عليه السلام ) في مصادر أهل السنة راجع : مستدرك الحاكم 3 / 176 و 4 / 398 ، تاريخ الخميس 1 / 300 و 418 ، الامالي للشجري : 165 ، كنز العمال 13 / 111 و 6 / 223 ، مقتل الحسين 1 / 158 و 159 و 163 ، وسيلة المآل : 183 ، الفصول المهمّة : 154 ، ينابيع المودة : 318 و 320 ، الفتح الكبير 1 / 55 ، روض الازهر : 104 ، الكواكب الدرية 1 / 56 ، الخصائص الكبرى 2 / 126 ، تاريخ الخلفاء : 10 ، التاج الجامع 3 / 318 ، الكامل في التاريخ 3 / 303 ، ذخائر المواريث 4 / 300 ، تاريخ الاسلام 2 / 350 ، كفاية الطالب : 286 ، مصابيح السنة : 207 ، تاريخ الرقة : 75 ، نظم درر السمطين : 215 ، الغنية لطالبي طريق الحق 2 / 56 ، لسان العرب 11 / 349 ، النهاية 2 / 212.
وراجع أيضاً : كتاب سيرتنا وسنتنا للعلامة الاميني ، وكتاب أنباء السماء برزية كربلاء للمحقق الطباطبائي ، وكتاب إحقاق الحق : المجلد 11.