بدأت عبارتي وأنا أودعهم .. جموع ترتجل الرحيل .. تحث خطاها في المسير يسبقها شوق العشق إلى هناك .. ترافق الفرح .. تسابق الريح .. تصافح غبار الطريق بنشيد الخلود .. تروي شرعية الحب والفوز بالجنة .. وأنا معهم كنت أهفو ، روحي تحلق لهناك ، ترنو لأرض الطفوف تلملم خطوات الطريق .. تقتفي أثر الدروب ... تبحث عن خرائط النور وسط العتمة وتنتمي للضوء ...
قلت :
خذوني معكم إلى كربلاء .. أزف دموعي إلى الحسين .. فالعبور إليه مليئ بفائض الكلام .. كلام لا تكفيه مراسيل الغرام ولا الوسائط لإيصال السلام ...
تمضي التفاصيل بحركتهم وأمضي أنا معهم بمشاعري في توق جديد يتوسط قافلة الكلمات التي تسعفني لتطوي خطوات الطريق تباعد القلق وتبدد الوحشة ... بينما أحمل روحي إلى هناك وأغرق في مقدمات الحضور البهيج ، هل تكون المسافة أقرب من تصور لحظي يطوي عني جنون الخطوات .. وأغوص في حزن ينحتني ويمضي التفاصيل التافهة عني .. يباعدها تماماً ويستعيد شظايا روحي الهاربة .. يلملم أجزاءها المتناثرة .. يتأملها باهتمام ... لا خوف عليّ حين أهتدي إلى ما أحب .. وأفيق على ظل الولاء .. لن يفزعني صوت الريح الهادر خارجاً .. وأنا أواصل شوقي إليه مع أرواح وعدت بالجنة تحت قبته .. وأفتش عن نفسي بينها في إنتماء معشوشب باخضرار زاهي وأصلي ، صلاة تعانق الروح وتعلن عن عشقي المفضوح الذي لا أكاد أخفيه . خذوني معكم إلى كربلاء لأصلي وأسلم .. وأتلو في حبه نشيدي لغيمة تسافر بصلاة الملائكة تنثرها فوق قبته .. خذوني إلى كربلاء .. سأتلو بنفسي سلامي إليه ... وسأحدثه عن شوقي ....