عظم الله اجورنا واجوركم بشهادة الامام المظلوم صاحب القبر المهدوم الحسن العسكري (عليه السلام )
هذه بعض الادوار التي قام بها(ع) اوجزت بها لضيق الوقت واستميحكم عذرا
1- الحفاظ على شيعته وهذا يظهر من خلال بعض الروايات ، روى علي بن جعفر، عن حلبي، قال: اجتمعنا بالعسكر، وترصّدنا لأبي محمد (عليه السلام) يوم ركوبه، فخرج توقيعه: ((ألا لا يسلِّمنّ عليَّ أحد، ولا يشير إليَّ بيده، ولا يومئ، فإنكم لا تأمنون على أنفسكم))، قال: وإلى جانبي شابٌّ، فقلت: من أين أنت؟ قال: من المدينة، قلت: ما تصنع هاهنا؟ قال: اختلفوا عندنا في أبي محمد (عليه السلام)، فجئتُ لأراه وأسمع منه أو أرى منه دلالةً ليَسْكُنَ قلبي وإني لولد أبي ذر الغفاري. فبينما نحن كذلك إن خرج أبو محمد (عليه السلام) مع خادم له، فلما حاذانا نظر إلى الشاب الذي بجنبي، فقال: (أغفاريٌّ أنت؟) قال: نعم، قال: (ما فعلت أمُّك حمدوية؟) فقال: صالحة، ومرَّ. فقلتُ للشاب: أكنتَ رأيتهُ قطُّ وعرفتهُ بوجهه قبل اليوم؟ قال: لا، قلتُ: فينفعُكَ هذا؟ قال: ودون هذا .
و عن محمد بن عبد العزيز البلخي، قال: أصبحتُ يوماً فجلستُ في شارع الغنم، فإذا بأبي محمد (عليه السلام) قد أقبل من منزله، يريدُ دار العامة، فقلتُ في نفسي: تُرى إن صحتُ أيها الناس هذا حجّة الله عليكم فاعرِفوهُ، يقتلوني؟ فلما دنا منِّي، أومأ بإصبعه السبابة على فيه: أنِ اسكُت، ورأيته تلك الليلة يقول: ((إنما هو الكتمان أو القتل، فاتق الله على نفسك)) المتامل بهاتين الروايتين يجد ان الامام (ع) كان يحرص على شيعته ويحاول ان يمنع عنهم القتل وغيره وكذلك يحثهم على تدون الاحداث والاحاديث كما في الرواية الاولى .
2- تخفيف الصدمة التي يتعرض لها شيعته بعد غيبة الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) وهذا عن طريق تنمية مشروع الوكلاء وعدم الاتصال المباشر به , وخصوصا ان من السفراء من كان وكيلا للامام العسكري والامام الهادي (ع) واليك بعض الروايات الدالة على ذلك .
قال ابن شهر آشوب، في المناقب ج4 (ومن وكلائه محمد بن أحمد بن جعفر، وجعفر بن سهيل الصيقل وقد أدركا أباه وابنه)
وعن أبي الأديان قال: كنتُ أخدِمُ الحسنَ بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وأحمل كتبه إلى الأمصار، فدخلت إليه في علته التي توفي فيها (صلوات الله عليه) فكتب معي كتاباً وقال: (تمضي به إلى المدائن)
و روى أبو هاشم الجعفري، عن داود بن الأسود، وقادِ حمام أبي محمد (عليه السلام)، قال: دعاني سيدي أبو محمد، فدفع إليَّ خشبة، كأنها رجل باب مدورة طويلة، ملء الكفّ فقال: (صر بهذه الخشبة إلى العمري)، فمضيتُ، فلما صرت إلى بعض الطريق عرض لي سقاءُ معه بغل، فزاحمني البغل على الطريق، فناداني السقاء صح على البغل، فرفستُ الخشبة التي كانت معي، فضربتُ البغل، فانشقت، فنظرت إلى كسرها فإذا فيها كتبٌ، فبادرتُ سريعاً فرددت الخشبة إلى كمّي، فجعل السقاء يناديني ويشتمني، ويشتم صاحبي، فلما دنوت من الدار راجعاً استقبلني عيسى الخادم عند الباب، فقال: يقول لك مولاي: ((لِمَ ضربتَ البغل، وكسرتَ رجل الباب))، فقلت له: يا سيدي! لم أعلم ما في رجل الباب، فقال: ((ولِمَ احتجتَ أن تعمل عملاً تحتاجُ أن تعتذر منه، إياك بعدها أن تعودَ إلى مثلها، وإذا سمعتَ لنا شاتماً فامض لسبيلك التي أمرتَ بها، وإياك أن تجاوب من يشتمنا، أو تعرِّفه من أنت، فإننا ببلد سوء، ومصر سوء، وامض في طريقك، فإن أخبارك وأحوالك ترد إلينا، فاعلم ذلك))