[روح الكلم]

من خليلٍ ما التقاك

من شريكٍ لكَ في الفكرةِ ..لكن ما رآك

عجباً كيف التقينا ؟ رغم أني لم تشاهدني ..بتاتا مقلتاك

هذه الارواح اجنادٌ تجوب الارض في ظل السماك

مؤسف ٌ ان تزهق الروح العظيمة

مؤسفٌ ان لا نمني العين بالطلعة الوسيمة




يا شهيد

لم اعد اشعر يوما بانتمائي

لم تعد تمطر بالمنِ سمائي

غير اني مدركٌ حجمَ بلائي
مدرك أن سرايا الموت حلت بفنائي


سوف لن ترضى سوى تلك القرابين الكريمة

ساطع ٌكالشمسِ تستعصي على الفكرة السقيمة






يا شـهيد

لم تعد تعرفني تلك الدروبْ

لم يعد موتي رهيناً بالحروبْ

غير اني صائغٌ سمعي لأنات القلوبْ

مطرقٌ رأسي اذا حل الغروبْ

واستباحتني كما الاعصار ذكراك الاليمة

كيف ساقتك المقادير الى تلك الوليمة




يا شهيد

لم اعد اعرف لونا للسماءْ

غارقاً للهام مسفوك الدماءْ

مثقلٌ هامي لحد الانحناءْ

صار موتي عند جلادي اشتهاءْ

يا قضاء الله لطفا بالقضاءْ

لم اعد أُحصي خساراتي الجسيمة

قد دفنتُ اليوم اخلاقاً قويمة




يا شهيد

لم يكن يقتلني هذا الصباح

لم يكن رأسي يدلى بين الاف الرماح

غير اني اليوم مكسور الجناح

مثخنٌ صدري بألاف الجراح

عبرتي حرى وانفاسي كفاح

غارقٌ للهام في وحل الهزيمة

لم تعد تطربني تلك الاساطير القديمة




يا شهيد

هل تناجيني على بعد المسافة ؟

ام لقائي بكَ يوماً صار ضرباً من خرافة ؟

يا مريدين الخلافة .. يا اساطين الخلافة

لم نكن نطمع يوما بالخلافة

ولهذا لم يعد عندي لاهل الفكر قيمة

فانا بعد شهيد خائرُ القوةِ مسلوبُ العزيمة




يا شهيد

لا تجلي في دياجير الظلام

حين نغفو بين احضان الحرام

حين لا نفهمُ معنىً للكلام

لا ولا حتى السلام

فرَّ مني باحثاً في الارضِ عن ارضٍ رحيمة

بعدما ادمتْ جناحيه الشياطين الرجيمة





يا شهيد

هل قرأت اليوم خففْ للمعري ؟

هل سمعت المتنبي رافضاً فكر التعري؟

نم هنيئا هذه الاجداث يوما للمقر

ما تحرينا عن الاسباب يا عقم التحري

عندما نعلم اسباب الجريمة

عندما تطحننا تلك الطواحين اللئيمة




يا شهيد

مرعبٌ عصر الطواغيت الجديد

ينثرُ الموتَ جزافاً بين شيخٍ ووليد

يا شهيد هالني المشهد مذبوح الوريد

هالني القتل العتيد

في ضحى العيد المسجى لم يكن يوماً سعيد

ماتت الضحكة في النفس السليمة

واستعضنا انفساً ثكلى كليمة

روح الكلم