وجد باحثون أن ضرب الأطفال بدلاً من استخدام عقوبات غير جسدية مثل المنع من مشاهدة التلفزيون أو من مغادرة الغرفة لبعض الوقت
يحد من ذكاء الطفل العاطفي والقدرة الوظيفية التنفيذية التي تمكننا من التفكير الآني وتعديل سلوكنا حسب الحاجة
ويمكن أن يؤدي العقاب الجسدي المتواصل الى تراخي انضباط الطفل بخفض قدرته الوظيفية التنفيذية. وقد يلتزم الطفل بالقواعد المقررة على المدى القريب لتفادي الضرب ولكنه على المدى البعيد لن يطيعها أو يفهم سبب وجودها
وحذر الباحثون الذين يعملون في جامعات اميركية وكندية من ان العقاب الجسدي يمكن ان يتسبب في هبوط مستوى السيطرة على النفس وتردي سلوك الطفل على المدى البعيد
وراقب الباحثون 63 طفلا في سن الخامسة والسادسة من مدرستين خاصتين في غرب افريقيا. وكانت احدى المدرستين تستخدم العقاب الجسدي لمخالفات تمتد من نسيان القلم الى التشويش على الدرس في حين التزمت المدرسة الثانية باعتماد اجراءات انضباطية غير جسدية في حالات سوء التصرف، مثل التوبيخ الشفهي أو المنع من المشاركة في فعاليات معينة لبعض الوقت أو ابقاء الطفل في غرفة الصف خلال فترة الاستراحة
من جهة اخرى قالت البروفيسورة مارجوري غانو استاذة علم النفس في كلية كالفن بولاية مشيغان الاميركية ان العكس صحيح وان أداء الأطفال الذين كانوا يُعاقبون بالضرب حتى سن السادسة كان افضل في المدرسة وهم أكثر تفاؤلا بشأن حياتهم من الأطفال الذين لم يضربهم آباؤهم قط. واضافت غانو ان الأطفال الذين كانوا يضربون أكثر استعدادا للانخراط في اعمال طوعية وأقوى رغبة في الالتحاق بالجامعة
وتوصلت البروفيسورة غانو من خلال ابحاثها الى ان الأدلة المتوفرة لا تكفي لمنع الآباء من تحديد الطريقة التي ينبغي ان يُعاقب بها اطفالهم
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن البروفيسورة الاميركية قولها ان وجهة النظر المعارضة لضرب الطفل ليست مقنعة ولا تتفق مع المعطيات
واعترفت غانو بأن الضرب أداة خطرة ولكن هناك حالات تكون فيها المهمة المطلوبة كبيرة بما فيه الكفاية لاستخدام أداة خطيرة واضافت ان الضرب ليس اداة صالحة لأداء كل المهمات