|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 64421
|
الإنتساب : Feb 2011
|
المشاركات : 1,498
|
بمعدل : 0.30 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نهر دجلة
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 19-02-2012 الساعة : 04:48 PM
كمال الحديثي\ ( اعمى العينين )
أحصيت لكمال الحديثي ( على عمى عينه ) وحده أكثر من مئة وثلاثين قصيدة طويلة في مدح
صدام، كتبها خلال سنوات معدوات، لا يتسع المجال لذكرها، ربما لانتفاء
الحاجة اليها. لكنني ذكرت العددا كنماذج حسية لعملية خلق شخصية
الديكتاتور وصياغتها. فالديكتاتور لا يُصنع من خلال المشانق والدبابات فحسب,
بل يصنع جانبه الروحي المزيف، بدرجة أكبر، من خلال الكلمة والأغنية
والقصيدة والقصة والتمثيلية والصورة, وحتى من خلال الرواية الشفاهية
فحب المديح أمر يشترك فيه مع صدام، بدرجات أكثر أو أقل، كثير من الحكام. لكن هذا الضرب من المديح مخصص لصناعة ديكتاتور، ومخصص لتمجيد النزعة الفردية والاستثنائية في شخصية الديكتاتور. أي أنه مخصص لنسج الغطاء الروحي الزائف للطاغية والطغيان. فصدام هنا هو قدر الشعب وقدر الأمة، بل هو سيد الدنيا! في تلك النتف لم يكتف الشاعر بجعل صدام "مجد السماء"، وإنما أصرّ على جعله بمنزلة من هو "ليس كمثله شيء"، أو أعلى قليلا في الرتبة. فقد فاقت صفات صدام، بعددها وتنوعها، أسماء الله الحسنى.
انتحار صاروخ لقد سعى جيش المفسدين من المثقفين والأدباء الى تدعيم "فرادة" و"استثنائية" الديكتاتور ليس بكلمات المديح الشعرية وحدها، وإنما أيضا بالتنظيرات الكاذبة الممجدة للقوة والحرب، كجزء أساسي من منطق العنف، الذي يقوم عليه بناء الديكتاتور النفسي ومشروعه السياسي. ولم يكتفوا بذلك، بل سعوا الى جعل الديكتاتور خبيرا "فريدا" وعالما بكل شيء، وراحوا يدعمون ذلك بالأمثلة الحسية المستقاة من واقع الحياة ومن التاريخ.
|
|
|
|
|