قال تعالى
وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُون. [البقرة: آية99]. قال الإمام الحسن العسكري عليه السلام
"قال الله تعالى: (وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ) يا محمّد (آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ) دالات على صدقك في نبوّتك، مبيّنات عن إمامة عليّ أخيك ووصيّك وصفيّك موضّحات عن كفر من شك فيك أو في أخيك، أو قابل أمر كلّ واحد منكما بخلاف القبول والتّسليم.
ثم قال: (وَمَا يَكْفُرُ بِهَا) بهذه الآيات الدّالات على تفضيلك وتفضيل عليّ بعدك على جميع الورى (إِلاَّ الْفَاسِقُون) الخارجون عن دين الله وطاعته، من اليهود الكاذبين، والنواصب المتسمّين بالمسلمين".
المصدر : تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السّلام، تحقيق محمّد الصالحي الأنديمشكي، (ط1، إيران، منشورات ذوي القربى 1388هـ شمسي)، ص429 , ح300 , يعتقد أهل الخلاف أنهم يحبون آل البيت عليهم السلام ويكذبون بهذا القول كذبا واضحا لكل عاقل فكيف يجتمع في قلب المؤمن حب القاتل والمقتول ؟ هل ينفع أن يجتمع في قلب الإنسان حب الخير والشر وحب قابيل وهابيل وحب فرعون وموسى وحب النبي ومسيلمة الكذاب وحب الله وابليس ؟ هذا لا يجوز ولا يقول به عاقل فيجب على كل محب لله تعالى أن يحب أولياء الله ويبغض أولياء الشيطان وان تلبسوا بلباس التقوى والزهد أو وان زور التاريخ تاريخهم النجس وحاول تطهيره , وذكر شيخنا الصدوق رضوان الله تعالى عليه في الإعتقادات في دين الإمامية : "من شكّ في كفر أعدائنا، الظالمين لنا فهو كافر". ص104 , كما يجب البراءة من أعداء آل البيت فيذكر شيخنا الكليني في الكافي الشريف ج2 ص125 : عن عمرو بن مدرك الطائي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأصحابه: أي عرى الإيمان أوثق؟
فقالوا: الله ورسوله أعلم، وقال بعضهم: الصلاة، وقال بعضهم: الزكاة، وقال بعضهم: الصيام وقال بعضهم: الحج والعمرة وقال بعضهم: الجهاد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لكل ما قلتم فضل وليس به ولكن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله وتوالي أولياء الله والتبّري من أعداء الله". وأهل العامة مع شديد الأسف يدعون حب آل محمد عليهم الصلاة والسلام إلا أنهم يوالون أعداء آل محمد فاجتمع في قلوبهم حب الخير والشر وهذا ما يؤدي الى طغيان الشر في قلوبهم والسير على الطريق الخاطيء فعلى سبيل المثال لا الحصر يعشق أهل الخلاف المتوكل العباسي لعنه الله الذي ارتكب من الجرائم ما ارتكب واطلقوا عليه لقب محيي السنة عليه وعلى سنته اللعنة والعذاب وهذا ما ذكره على سبيل المثال لا الحصر الحافظ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 في تاريخ الخلفاء طبعة دار الكتب العلمية , بيروت الطبعة الأولى 1988 , ص277 فيذكر أن المتوكل لعنه الله تعصب لرواياتهم المروية من أحبار اليهود والتي تلقفوها بكل رحابة صدر وهي روايات الأحاديث والصفات التي كلها تجسيم ووصف لله تعالى ربنا عما يصفه الواصفون ويذكر أيضا جريمته الحقيرة التي مازال أتباع نهجه القذر يمارسونها بكل وحشية ضد زوار سيد الشهداء عليه الصلاة والسلام ففي عام 236 أمر بهدم قبر الحسين وهدم ما حوله من الدور وأن يعمل مزارع ومنع الناس من زيارته وخرب وبقي صحراء , وهذا ما يذكرني بنائب كويتي اتصل على قناة من قنوات الفتنة وكان يتمنى هدم قبر سيد الشهداء عليه السلام دون أن يتحرك أحد من العلماء للمطالبة بمحاسبته فالشيعة في أيامنا هذه تثور ثائرتهم اذا تعرض شخص ما لمرجع من المراجع لكن تكفير آباء النبي صلوات الله وسلامه عليهم وتكفير أبي طالب عليه الصلاة والسلام ليل نهار في وسائل الإعلام المخالفة يمر مرور الكرام بلا حسيب أو رقيب , لكن الناس في زمان المتوكل وعلى الرغم من جرائمه تحركت غيرتهم فكتبوا شتمه على الحيطان والمساجد وهجاه الشعراء فمما قيل : بالله ان كانت أمية قد أتت قتل ابن بنت نبيها مظلوما , فلقد أتاه بنو أبيه بمثله هذا لعمري قبره مهدوما , أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا في قتله فتتبعوه رميما . ولا يفوتنا أن نذكر عند ذكر سيرة المتوكل الخنزير النجس موقف ابن السكيت الذي يصفع فيه كل جبان على مر التاريخ لا تثور ثائرته ولا يتحرك للقضايا العقائدية التي تضرب ليل نهار في وسائل الإعلام , فيذكر السيوطي في ص279 : أن المتوكل نظر يوما الى ولديه المعتز والمؤيد فقال لابن السكيت : من أحب اليك هما أو الحسن والحسين ؟ فقال : قنبر يعني مولى علي خير منهما , فأمر الأتراك فداسوا بطنه حتى مات وقيل : أمر بسل لسانه فمات. ومع شديد الأسف أن بعض الدول تسمي شوارعها كالكويت مثلا باسم المتوكل لعنه الله قاتل أبناء النبي عليه وآله الصلاة والسلام ولا يوجد شارع واحد باسم الإمام الهادي عليه الصلاة والسلام ثم يدعون حب آل محمد !! . كما قتل المتوكل لعنه الله ولعن من في قلبه ذرة حب له الكثير من الشيعة ومن العلويين تماما كما يفعل بعض النواصب في زماننا هذا الذين تركوا العدو الصهيوني ووجهوا كلابهم على زوار الحسين عليه الصلاة والسلام وعلى الشيعة لأنهم ينفذون أوامر أسيادهم من الأمريكان والصهاينة, فنتمنى من أخوتنا في العراق أن يمحو ذكر المتوكل لعنه الله من شوارعهم وكذلك بقية الشيعة في الدول الأخرى عبر مطالبة الحكومة بذلك , وعلينا نحن الشيعة أن نمارس الجهاد الإلكتروني في فضح أعداء الله لنبين لبعض الصادقين من الطوائف المختلفة حقيقة الرموز التي يخدعهم بها شيوخهم شيوخ السلاطين والحكام وأن نمارس دورنا في لعن هذه الشخصيات المنحرفة لأن اللعن من أفضل العبادات التي نسيها الناس مع شديد الأسف بسبب سيطرة المنهج المخالف على الإعلام والمناهج فعلينا أن نحقق نهضة ثقافية عبر ثورة تعليمية وتثقيفية للناس ولأنفسنا هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها