يعاني الشيعة من قلة وتعطل المشاريع الخيرية فدائما ما نجد مشاريعنا متعطلة وفي الفترة الأخيرة وجدنا أكثر من قناة شيعية تضطر إلى الإغلاق وإلى طلب المال لإنقاذها حتى اضطر بعض السادة والعلماء إلى إراقة ماء وجوههم النورانية عند فلان وفلان من أجل تحصيل مبلغ من المال لإنقاذ قناة من القنوات الفضائية واضطر بعض العاملين على القنوات إلى الإقتراض والوقوع في دوامة المديونيات , وكثير من السادة والعلماء واهل الثقافة والعلم لديهم من الكتب والكتيبات والدراسات والتحقيقات المخطوطة التي لا تجد من يتكفل باخراجها الى نور الطباعة وتوزيعها في المكتبات والأسباب التي تعيق مشاريعنا الخيرية وتعطلها ليست مقصورة على المال انما تتشعب الأسباب الا أنها في هذا المقال سوف نناقش سببا مهما هو بخل الناس من جهة وإسرافهم من جهة أخرى وهذا أمر لا أقوله من برج عالي أو تحليل نظري أجلس خلف شاشة الكمبيوتر وأتحذلق وأتفلسف وأحلل إنما من خلال واقع عملي حيث أنني عملت في المشاريع الخيرية وجمع التبرعات فرأيت ما يجعل الشعر يشيب ويصيب القلب بأمراض والمعدة بقرحة والخ من الأمراض والأوجاع فقد رأيت أناسا عندما يتبرعون للمشاريع الخيرية بحصالات يضعون فيها النقود النقدية الحديدية التي يكرهون حملها لثقلها وقلة قيمتها بينما يصرفون مئات الدنانير على شراء أجهزة , وسوف أنقل بعض القصص اليكم : ففي إحدى المرات كنت أجمع بعض الكتب من الناس فكنت أذهب إلى بيوت الناس وأقوم بأخذ الكتب لإيصالها إلى الخارج من أجل نشر مذهب أهل البيت عليهم السلام فاتصلت علي إحدى الأخوات وطلبت مني الحضور لإستلام الكتب وكان بيتها يقع في منطقة ضاحية عبدالله مبارك وبعد أن وصلت إلى البيت قامت بتسليمي كيسا صغيرا يحتوي على كتب ممزقة وهي من كتب الأدعية التي توزع في مجالس العزاء وهي كتب مكررة ولا تنفع للغرض المطلوب حتى ان سعر بترول السيارة الذي صرفته من أجل الذهاب إلى بيتها يفوق سعر الكتب التي سلمتني اياها , وكنت أجمع التبرعات لفقراء الشيعة من البدون من ملابس ونقود وبعض المواد التموينية ومع شديد الأسف أن الناس لا يتبرعون الا بالملابس المهترئة الممزقة والمواد التموينية التي قاربت صلاحيتها على الإنتهاء والمبالغ المالية التي أخجل أنا شخصيا من إستلامها نظرا للحرج الذي يصيبني عندما أسلمها للشخص المحتاج , وشبابنا خصوصا في الكويت البلد الغني لا يكفلون الأيتام رغم أن كفالة اليتيم تكلف 10 دنانير شهريا بينما يشتركون في النوادي بعشرات بل مئات الدنانير شهريا ويربون الطيور والقطط والكلاب والزواحف والخ ويصرفون على أقفاصها ومأكلها بمئات الدنانير , والقصص كثيرة ولا تعد ويعجز الإحصاء عن إحصائها اننا نبخل على أهل البيت عليهم السلام وهم الذين رزقونا فالإمام عليه السلام كما في الدعاء في مفاتيح الجنان بيديه رزق الورى بمدد من الله عز وجل ونقدم لهم الفتات من حصالات وتبرعات شحيحه بينما نصرف على أسفارنا وملابسنا والأمور التي تساهم في ترفنا الكثير الكثير إننا نبخل ونسرف والعجيب اننا نبخل على اهل البيت عليهم السلام بتبرعاتنا بينما نطلب من أهل البيت قضاء حوائجنا المادية والمعنوية ونطالبهم بحل مشكلاتنا فأين الحياء من أهل البيت عليهم السلام ؟ والعجيب أننا نعيب على اليهود أنهم يسيطرون على وسائل الإعلام وعلى السياسة العالمية ودائما ما نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا فاليهود يتبرعون بكل سخاء لمؤسساتهم الإعلامية فيقلبون الموازين ويسيطرون على العالم كله ونحن نبخل على أهل البيت ونسرف على ملذاتنا ثم نقول اننا نأمل أن نكون من أنصار الإمام عليه السلام فأي نصرة ونحن نبخل بالمال فكيف سنجود بأموالنا وأنفسنا في ظهوره الشريف ؟ إن دعاءنا يكون عبارة عن لقلقة لسان وكذب فبعضنا يقول ياليتنا كنا معكم سادتي فنفوز فورا عظيما لكنه عندما يرى منظر الدماء تخرج من رؤوس الشباب عند التطبير يرتجف رعبا بل وقد يصل به الأمر إلى الوقوف مع المعسكر المضاد للتطبير ويحارب التطبير بكل ما أوتي من قوة ليغطي خوفه من رؤية الدماء لأنه جبان والبعض يقول إنه مؤمن وموالي وتراه يقدم الأعذار عندما يكون هناك مشروع من المشاريع الخيرية مشتكيا من قلة المال والظروف المعيشية وبعد أقل من 24 ساعة تجده يشتري جهازا جديدا أو سيارة من آخر الموديلات أو يسافر للسياحة بأكثر من 500 دينار كويتي في رحلة قد لا تتجاوز اسبوعا واحدا !! قال تعالى قال تعالى: «ها أنتم هؤلاء تُدعون لتنفقوا في سبيل اللّه فمنكم من يبخل، ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه واللّه الغنيّ وأنتم الفقراء» سورة محمد آية 38 , وقال تعالى: «الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل، ويكتمون ما آتاهم اللّه من فضله، وأعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً» سورة النساء آية 38 , وقال تعالى: «ولا يحسبنَّ الذين يبخلون بما آتاهم اللّه من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم سيُطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة». آل عمران الآية 180 وعن الصادق عن آبائه عليهم السلام: «أن أمير المؤمنين سمع رجلاً يقول: إنّ الشحيح أغدرُ من الظالم. فقال: كذبت إن الظالم قد يتوب ويستغفر، ويردّ الظلامة عن أهلها، والشحيح إذا شحَّ منع الزكاة، والصدقة، وصلة الرحم، وقرى الضيف، والنفقة في سبيل اللّه تعالى، وأبواب البر، وحرام على الجنة أن يدخلها شحيح» وعن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال: «قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله: السخي قريب من اللّه، قريب من الناس، قريب من الجنة، والبخيل بعيد من اللّه، بعيد من الناس، قريب من النار» وقال أمير المؤمنين عليه السلام: «عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب، ويفوته الغنى الذي إياه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء . وللبخل مساويء كثيرة فعلينا أن نحاول معالجة هذه المشكلة الأخلاقية والإجتماعية والدينية وللعلاج أساليب كثيرة قد نتطرق لها في مقال آخر إن شاء الله تعالى فعلينا على الأقل أن نحاسب أنفسنا ونسأل أنفسنا بصراحة ان كنا نعاني من مشكلة البخل على المشاريع الخيرية والإسراف على أنفسنا وملذاتنا إن كنا حقا نريد تغييرا في المجتمع وحقا نريد التعجيل في ظهوره الشريف فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
بقلم
أحمد مصطفى يعقوب
كاتب كويتي
الكويت في 5 مارس 2012
..........................................
ولا تحرمونا الدعاء بحق ضلعها المكسور صلوات ربي وسلامه عليها
التعديل الأخير تم بواسطة ام حسين ; 05-03-2012 الساعة 09:02 PM.