جائت ذالك اليوم الذي علق في ذاكرة الزمان تذرف من براكينها حمما تحرق تلك الارض الجرداء التي طوتها السنون العجاف طي السجل وجعتدها المحن,
وعصابة رأسها السوداء احترقت, من لهيب نار فيها استعرت
جائت ورجليها تسطر معزوفة حزن واسى, وبالكاد كانت ترفع عن الارض اقدامها,
رأيتها جسدا ماشيا لا تنطق بام شفه
كلميني حدثيني سبيني اشتميني اريد سماع صوتك الشجي فقط
لاطمأن انهم لم يصادروا صوتك بعد المعتقل ,
فتضمني لصدرها وتلقي علي عبائتها المليئة بالحياء وتعزف لي لحنا حزينا لغدر الزمان بها الذي لم تهمه الخمسون عاما التي قضتها امي معه...
ياولدي ان هؤلاء الاوغاد جعلوا للجدران اذان وعيون ولسان,
فقد احاطتنا العيون الرخيصه ووشتنى الجدران الخسيسه باني هربت ولدي للحياة واعطيته النجاة, وهذا كفر بقاموس الطغاة
فقلت لها عودي لسابق عهدك يا امي جبلا عاليا اشم وارفعي راسك للسماء فان التاريخ سجل انك كفرت بالطاغوت الاجرب, وانك بطلة لم ترهبي الموت فبفضلك لم نك يوما مطية فنركب ولا بقرة فنحلب
رغم مرور ثلاثون عاما لا انسى ذالك اليوم عندما تم استدعاء والدتي رحمها الله لمديرية امن النجف للتحقيق لانها هي بنفسها هربت اخي الى الجمهوريه الاسلاميه عن طريق قرية ديانا في شمال العراق رحم الله امي كانت بالف رجل من البعثيه فاليوم ذكرى وفاتها الثالثه رحمها الله ورحم والديكم جميعا