- والله – ما كان لفاطمة عليها السلام كفؤ غير عليّ (عليه السّلام).
بتاريخ : 04-06-2012 الساعة : 10:21 PM
أنت أولى بما ترى
كانت فاطمة (عليها السّلام) ﻻ يذكرها أحد لرسول الله
(صلى الله عليه وآله) إلاّ أعرض عنه، حتّى آيس النّاس منها، فلمّا أراد أن يزوّجها من عليّ (عليه السّلام) أسرّ إليها، فقالت:
يا رسول الله، أنت أولى بما ترى، غير أنّ نساء قريش تحدّثني عنه:
أنّه رجل دحداح البطن، طويل الذّراعين، ضخم الكراديسأنزععظيم العينين والسكنة، لمنكبيه مشاشتان كمشاشتي البعير ضاحك السنّ ﻻ مال له.
فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله).
يا فاطمة! أما علمت أن الله أشرف على الدنيا فاختارني على رجال العالمين.
ثمّ اطّلع فاختار عليّاً على رجال العالمين.
ثمّ اطّلع فاختارك على نساء العالمين؟!
يا فاطمة! إنّه لمّا أُسري بي إلى السماء وجدت مكتوباً على صخرة بيت المقدس:
ﻻ إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، أيّدته بوزيره، ونصرته بوزيره.
فقلت لجبرئيل: ومن وزيري؟ فقال:
عليّ بن أبي طالب.
فلما انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت مكتوباً عليها:
إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي، محمد صفوتي، أيدته ونصرته بوزيره، ونصرته بوزيره، فقلت لجبرئيل: ومن وزيري؟ قال: علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
فلمّا جاوزت السدرة، انتهيت إلى عرش ربّ العالمين، وجدت مكتوباً على كلّ قائمة من قوائم العرش: أنا الله ﻻ إله إلاّ أنا، محمد حبيبي، أيّدته بوزيره، ونصرته بوزيره.
فلمّا دخلت الجنّة رأيت في الجنّة شجرة طوبى،
أصلها في دار عليّ، وما في الجنّة قصر ولا منزل إلاّ وفيها فتر منها.
وأعلاها أسفاط حلل من سندس واستبرق، يكون للعبد المؤمن ألف ألف سفط، في كلّ سفط مائة ألف حلّة، مافيه حلّة تشبه الاخرى، على ألوان مختلفة، وهو ثياب أهل الجنّة، وسطها ظلّ ممدود، عرض الجنّة كعرض السماء والأرض، أعدّت للّذين آمنوا بالله ورسوله، يسير الراكب في ذلك الظلّ مسيرة مائة عام فلا يقطعه، وذلك قوله تعالى: (وظلّ ممدود)، وأسفلها ثمار أهل الجنّة، وطعامهم متدلّل في بيوتهم، يكون في القضيب منها، مائة لون من الفاكهة، ممّا رأيتم في دار الدنيا ومالم تروه، وما سمعتم به، وما لم تسمعوا مثلها.
وكلّما يجتني منها شيء نبتت مكانها أُخرى: (لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ، ويجري نهر في أصل تلك الشجرة، تنفجر منها الأنهار الأربعة:
يا فاطمة! هذا ما أعطاه الله عليّاً في الآخرة، وأعدّ له في الجنّة، إذا كان في الدنيا لامال له.
فأمّا ما قلت:
إنّه بطين،
فإنّه مملوء من علم، خصّه الله به وأكرمه من بين أُمّتي.
وأمّا ما قلت:
إنّه أنزع عظيم العينين،
فإنّ الله خلقه بصفة آدم (عليه السّلام).
وأمّا طول يديه،
فإنّ الله عزّ وجل طوّلهما ليقتل بهما أعداءه وأعداء رسوله، وبه يظهر الله الدين، ولو كره المشركون، وبه يفتح الله الفتوح، ويقاتل المشركين على تنزيل القرآن، والمنافقين من أهل البغي والنكث والفسوق على تأويله.
ويخرج الله من صلبه سيّدي شباب أهل الجنّة، ويزيّن بهما عرشه.
يا فاطمة، ما بعث الله نبيّاً إلاّ جعل له ذرّية من صلبه،
وجعل ذرّيتي من صلب عليّ، ولولا عليّ ما كانت لي ذرّية.
فقالت فاطمة:
يا رسول الله! ما أختار عليه أحداً من أهل الأرض.
فزوّجها رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقال ابن عبّاس عند ذلك:
- والله – ما كان لفاطمة كفؤ غير عليّ (عليه السّلام).
من كتاب
كلمة سيدة نساء العالمين السيدة الزهراء عليها السلام