العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية دمعةرقية
دمعةرقية
عضو برونزي
رقم العضوية : 72956
الإنتساب : Jun 2012
المشاركات : 564
بمعدل : 0.13 يوميا

دمعةرقية غير متصل

 عرض البوم صور دمعةرقية

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
Waz13 الإمام المهدي عليه السلام وخلاقة الانسان في الارض
قديم بتاريخ : 03-07-2012 الساعة : 11:28 PM


الإمام المهدي عليه السلام وخلاقة الانسان في الارض

الإمام المهدي عليه السلام
وخلافة الإنسان في الأرض(1)
الباحث إحسان العارضي
مركز الشهيدين الصدرين للدراسات والبحوث
قال تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَْرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ).
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين وبعد:
إن البشرية ليست إلاّ رحلة طويلة من رحلات الكون الكبرى وظاهرة من ظواهره وليس مستقبلها السعيد بكل تفاصيله سوى محاولة تركيز الأغراض الكونية وعلى هذا فقد مرّت البشرية في حركتها ولا زالت بمراحل تأريخية عديدة، كانت تسعى فيها لنيل السعادة وبلوغ الكمال، لكنها في سعيها هذا انقسمت إلى خطين متعارضين:
الأول: تمثّل في حركة الأنبياء والأوصياء والصلحاء ومن والاهم في هذا الخط الرباني، وقد حاولوا إيصال الإنسانية إلى السعادة والكمال لكن الطغاة والظلمة والأشرار لم يسمحوا لهم بتحقيق هذا الهدف النبيل لتعارضه مع مصالحهم وأنانياتهم الشيطانية، وعلى الرغم من هذه الإعاقة، فقد أسّس معتنقو الخط الإلهي اللبنات الأولى وأوضحوا السبيل للوصول إلى الرشد والحكمة ونيل الكمال.
الثاني: وتمثل في حركة الطواغيت والأشرار، أصحاب الخط الشيطاني حيث حاولوا الحصول على الملذّات والسلطة والحكم وامتلاك وسائل القوة والبطش، وإقصاء المستضعفين والفقراء من طريقهم، وقد نجحوا في حركتهم السلبية وتحققت لهم الغلبة الظاهرية عبر العصور التاريخية بشكل عام، وذلك لمخاطبتهم الغرائز والشهوات وهم في مسعاهم هذا كانوا أقرب إلى طبيعة الطين في أصل خِلقةِ التكوين الإنساني، وأبعد من الحكمة وطبيعة الروح المتسامية نحو المثل الأعلى تبارك وتعالى.
وقد حصدت البشرية من جرّاء هذه الحركة السلبية التسافلية الآلام والبلايا وفقدت خيرة أبنائها، وجرت أنهار الدماء والدموع ولا زالت، وظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً!
المحور الأول:
مفهوم الخلافة:
قال تعالى: (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الأَْرْضِ خَلِيفَةً).
قبل بيان طبيعة الخليفة الأرضي ومواصفاته، لابد لنا من التعرض بإيجاز إلى مفهوم الخلافة.
فقد جاء في تعريفها: (والخلافةُ النيابة عن الغير، إمّا لغيبة المنوب عنه وإمّا لموته، وإمّا لعجزه، وإما لتشريف المستخلفْ، وعلى هذا الوجه الأخير استخلف الله أولياءه في الأرض قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ في الأَْرْضِ)ـ (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَْرْضِ)ـ وقال (وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ).
والخلائف جمع خليفة وخلفاء جمع خليف، قال تعالى: (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الأَْرْضِ)ـ (وَجَعَلْناهُمْ خَلائِفَ)ـ (جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ).(2)
فالخليفة هو إنسان إختاره الله سبحانه من بين جميع مخلوقاته وجعله خليفته في الأرض، فخلافة الإنسان هي إنابة من الله تعالى (لا تتم إلا بكون الخليفة حاكياً للمستخلِف في جميع شؤونه الوجودية وآثاره وأحكامه وتدابيره بما هو مستخلف والله مسمّى بالأسماء الحسنى متّصف بالصفات العليا من أوصاف الجمال والجلال، منزّهٌ في نفسه عن النقص ومقدّسٌ في فعله عن الشرّ والفساد، والخليفة الأرضي لا يليقَ بالاستخلاف ولا يحكي بوجوده المشوب بكل نقص، وشين الوجود الإلهي المقدس المنزه عن جميع النقائض وكل الأعدام).(3)
فحتى يستطيع الخليفة الأرضي إنجاز المراد الإلهي من هذه الخلافة بشكل تام، عليه أن يتشبّه بصفات الله سبحانه ويكون مرآة عاكسة لها في صفحة الوجود الفقير والممكن، ولا سبيل آخر للحصول على هذا المقام الاّ بركوب المحجة البيضاء وإلتزام الصراط المستقيم عبر بوابة العبودية التامة والخاضعة لله وحده (جل شأنه).
ولأن الخليفة الأرضي قد زوّده البارىء الكريم بمقومات وإمكانيات إنجاز هذا التكليف، صار هذا التكليف أمانةً ربانية وعهداً لله يجب الوفاء به لتحقيق المراد الإلهي من جعله خليفة في الأرض.
ومن أهم لوازم إنجاز التكليف الرباني في الأرض هو العلم، وخبرات التأهيل القيادي المطلوب، فقام الله بتعليم آدم عليه السلام الخليفة الأول الأسماء كلها، وقام بتأهيله في الجنة لكي يقوم بأعباء دوره القادم، وبهذا تكامل وعيه ونضجت خبرات الحياة المتنوعة عنده كخليفة رباني في الأرض(4) وهنا لابد من وقفة قصيرة لبيان مواصفات وخصائص التعليم الإلهي الذي ابتدأ بآدم وانتهى بمن يتقي الله سبحانه حق تقاته:
1 ـ هو علمٌ حضوري لدني من عليم خبير، لا علمٌ كسبي، قال تعالى: (وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً).
2 ـ هو علم شمولي محيط بجميع أحوال المعلوم، لا علمٌ محدود ناقص، وهذا العلم الشمولي يتصف بكون المعلوم حاضراً عند العالم بلا واسطة.(5)
فكلما كان وعاؤه الوجودي واسعاً كلّما استوعب مقداراً أكبر من العلم.
فالعلم الإلهي ينزل بشكل إفاضة مستمرة وتامّة، ويبقى وعاء المتلقي هو الذي يحدد كمية العلم الذي يستوعبه ونوعيته.
وقد أشار القرآن الكريم إلى ان حالة التقوى التي يمتلكها الإنسان هي التي تحدد كمية العلم ونوعيته.
خصائص الخلافة الجعلية:
من خلال تناولنا للنصوص القرآنية الشريفة حول الخلافة المجعولة إلهياً للإنسان لاحظنا خصائص وميّزات لها تختلف عن غيرها. ومن أهمّ هذه الخصائص:
1 ـ إنها تشريف رباني لنوع الإنسان، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الأَْرْضِ) فمن بين جميع مخلوقات الله تعالى، إختار الباري الكريم الإنسان ليكون خليفته في الأرض، وبهذه الخلافة فقد تحدّد دوره في الحياة الدنيا وحركته في الوجود الامكاني بأجمعه، فهو سيد عالم الإمكان.
2 ـ إن هذه الخلافة إمانةٌ معهودة من الله سبحانه إلى مَنْ ائتمنه وهو تكليف شاق لمعظم الناس كونهم لم يتمكنوا من فهم المراد الإلهي من الخلق وغاية الوجود.
3 ـ إنها مسخّرةٌ لكل ما في الوجود للإنسان المستخلف لكي يستطيع انجازها بشكل صحيح.
فهذا التسخير الإلهي للموجودات لتكون طوع إرادة الإنسان يمثل أحد لوازم الاستخلاف، وهذا التسخير المادي الهائل يستبطن تسخيراً معنوياً أعظم منه يستخدمه الخليفة في السير والسلوك إلى الله تعالى.
4 ـ ومن خصائص هذه الخلافة أنها تقوم بعكس صفة العدل الإلهية في صفحة الوجود الإمكاني، قال تعالى: (وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ).
5 ـ ان لهذه الخلافة خط شروع واحد لكل الناس، وبمعنى أوضح فإنه من مقتضى عدل الله سبحانه ان يتيحها لكل أحد، فلا تمايز بين المكلّفين من ناحية استعداد خلقة التكوين، لكن سعي الإنسان التقوائي هو الذي يحدد درجة الخليفة الوجودية.
6 ـ ان مسار هذه الخلافة تكاملي يترقّى باستمرار باتجاه الله سبحانه، في مراقي الكمال الامكاني، وإن أي إنحراف عن الصراط المستقيم سوف يؤدي الى توقف الحركة الارتقائية التكاملية والنزول في دركات التسافل الوجودي والسقوط في سجن المحدودية والفقر الوجودي.
7 ـ ان تحقيق الحدود المطلوبة ولو بالحد الأدنى لمقتضيات الخلافة في الأرض يقتضي نزول البركات واستجابة الموجودات بأجمعها لإرادة الخليفة الرباني، هذا بشرط الاستقامة على الطريقة الربانية.
وهذه الاستقامة تطلب درجة كافية من الإيمان والتقوى في الحركة الإنسانية قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَْرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ).
8 ـ إن خلافة الإنسان الجعلية ليست مخيّرة في عملها وحركتها وهدفها، بل إنها ملزمةٌ بتحقيق الغاية الربانية من هذا الجعل الاستخلافي، وهو أن يصل الإنسان إلى مرتبة التوحيد الأفعالي في سلوكهِ، وإلى تحقيق مرتبة العبودية الحقة لله في نفسه، وبهذا يحصل من معبوده على كل شيء. ومن هنا يتبيّن الفارق النوعي بين الخلافة الربانية والخلافة الوضعية التي تختار لنفسها ما شاءت وبحسب هواها، وبالتالي فهي تستبطن المحدودية والنقص والتسافل وعدم القدرة على الوصول إلى الكمال بينما تستبطن الخلافة الجعلية الإلهية الامكانية والقدرة التامة في حركتها باتجاه الكمال الإنساني في عالم الوجود الدنيوي والحصول على درجة التأهيل المطلوبة للوصول إلى جنة الخلد.
9 ـ ومن جملة خصائص هذه الخلافة أنها تمتلك ثلاثة أبعاد حركية، فالبعد الأول يتمثل في علاقة الإنسان بالطبيعة المسخّرة لها، وهذا البعد ينصّ على تعامل الإنسان مع الطبيعة بوعي ومسؤولية وضمن قوانينها التكوينية، ولا يُسرف أو يتطرف في الإساءة إليها، إذْ تتمرّد عليه ولا تستجيب له ولو بعد حين من الزمن، فيظهر الفساد وعدم الإنتظام في البر والبحر والجو وهكذا تنقلب الطبيعة على الإنسان، فبدلاً من أن تستجيب لإرادته وتكون طوع أمره، تكون ضده وتنزل به الكوارث الأرضية والبحرية والجوية، وبذلك يفقد أحد أهم مستلزمات خلافته في الأرض.
اما البعد الثاني، فيتمثل في علاقة الإنسان مع الإنسان، وهو بعدٌ يسري في جميع أوجه التفاعل الإنساني وبحسب ضوابط التشريع الإلهي ومحدداته وحدوده والتي أوضحتها الشرائع السماوية المختومة بالشريعة الإسلامية السمحاء.
وهنا يؤمن الإسلام بوصفه منظومة حضارية متكاملة بأن هذه العلاقة يجب أن تتأطر ضمن إطارين؛ الأول: المحتوى الداخلي للإنسان الذي يلتزم بالجهاد الأكبر للنفس الإنسانية وهو الحاكم على حركة الإنسان في الأبعاد الثلاثة.
الثاني: الجهاد الخارجي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتواصي بالحق والصبر والتواد والتراحم والتباذل في سبيل الله وإعلاء كلمته ودحض كلمة الشيطان وأتباعه.
وبالنسبة إلى البعد الثالث: فإنه يتمثل في علاقة الإنسان مع خالقه العظيم، والذي يعتبر المثل الأعلى الذي تقاس عليه درجة الإنسان ومكانته في سُلّم الوجود الإمكاني.
فكلّما يقترب الإنسان من خالقه عبر التشبّه بصفاته وعكسها في صفحة الوجود كلّما كان الإنسان مرضيّا عند الله سبحانه وبنيل الرضى الإلهي والمحبة الربانية يحصل الإنسان على قدرات تكوينية فيكون مثلَ الله، كما جاء في الحديث القدسي المشهور: (عبدي أطعني تكن مثلي تقل للشيء كن فيكون).


توقيع : دمعةرقية
اَللّـهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِه في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ ساعَة وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَعَيْنا حَتّى تُسْكِنَهُ اَرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً.بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.
من مواضيع : دمعةرقية 0 قصة تربة الامام الحسين والطفلة معصومة
0 نوع الحب الذي يحتاجه الرجل من المرأة .. ؟؟
0 لماذا نقول في نهاية السور: صدق الله العلي العظيم ؟
0 خواص (سورة الحشـــــر)
0 لبطاطس تساعد على خفض ضغط الدم المرتفع
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 01:38 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية