[المؤرخ]

ايها المتارنق في شبابيك الغد المشرق ، والمبتسم بوجوه طيور الصباح المغردة ، قف معي على عبير زهور الحياة ، اودعتك ترانيم حياتي الى اخوتي واحبتي في النجف الاشرف ، ، ايه ايتها الطيبة ما زال قلبي يقذف بمجامره الآخذة ، وهو يرى اريج نخل النجف يربض في النفس وكانه شريان سارت في جوارحه رسالة اختطها بثماره ليبعث سلام من صميم القلب الى اهل الديار الفاقدة ، ديار البصرة الفيحاء .
صحوت من نوم عميق ... صحوت مذهولا حائر ..
غريب ما سمعته وما رايته .. وبسرعة وفطرية وعفوية وبصورة لا ارادية بحثت عن قلمي وسجلت بيد مرتجفة ما سمعت قبل ان يطويه النسيان ....
لقد كانت الكلمات تناج حلم عشته وكانه واقع محسوس .. لقد تجمدت امام شاشة غريبة تظل من خلالها لوحة قيمة لصديق قال : ذات يوم رايتك ..
سمعت كلماتك ... انفعلت .. بكيت ... فرحت ... فاحببتك ..
وبعذوبة انسابت الكلمات من ثغري كشلال من الامل وكجدول من الجمال ....
همست في اذنيك عندما يلتقي ظلام الليل بسواد عينيك ...
اقرا تعبيرات غريبة ...
تقول لي .. لالالا...لالا... لا ترحل .. لا تودعني ... لا تركني وحيد ...
فانني منذ زمن ابحث عنك وكانك مجلة انطوت في مخيلاتي لاقرؤها .. طالما عشت فيها ...
اجل احببتك ... ولكن بعد ايام اقنعوني دون ان يقيموا الدليل والبرهان ان كلماتك معسولة جوفاء ..
وبانك تتحدث عن انسان اخر غيرك .. تردد كلمات دون ان تدري ما معانيها او دلالتها ..
وكانك ببغاء كبر حجمه مع السنين ..
اجل كنت نفسي .. ومع ذلك جعلوني اشك في نفسي ..
وبعدها اصبحت اعيش غربة في نفسي وعنك .. فلم استطع ابدا ان اكون قريبة من نفسي ومنك ..
لقد قامو طريقا جليديا متعرجا طويلا .. وكلما حاولت ان اصل اليك تل قدمي فاسقط ..
وبصعوبة انهض لاسقط . واخيرا سقطت ولم استطع النهوض من جديد ..
وكان سقوطي يمثل لهم اجمل واحلى واغلى عيد ... نعم ... انه كذلك ..
لقد سقطت في شباكهم .. والصياد ياكل ما يصطاد ..
انا اليوم امامك لاعترف اليك ولا مكان للمكابرة ...
انك ملكت علي ايامي وملات مخيلتي بشفافية سحرك ..
وانك كنت ارهف وادرك وارق من ان ادرك معنى وجودك في حياتي ...
ولا زال باقي وسيبقى في سمعي رنين حديثك العذب يوم قلت لي : احلام الفقراء لا تحمل جواز سفر
الى دنيا الواقع ولكن لي قلبا يسع الكرة الارضية حبا وبالحب ننتصر ونحطم الحدود والسدود والقيود وان لم
حبستني حبات المطر الدافئة رغم انها تلامس وجه الارض بحنان .. تعلم الوفاء للانسان وانتهى الحلم الحقيقي
لقد كانت الكلمات تحمل في طياتها وثناياها ونبراتها رنين الحن والاسى والندم والالم ..
كانت الكلمات موجعة صادقة صافية نقية فلم استطع ان احبس الدمعة الساخنة التي تدحرجت عليك
وتبعتها دموع الاكثر سخونة لتصنع جدولا صغيرا يجري على صفحة وجهي ...
قلت لنفسي وانا اكفكف دموعي وهي لا تتوقف . ما هو ذنبي ...
همست النفس والروح ونطق الوجدان ...الذنب ليس ذنبك ولكنك تبكي لانك انسان