الحياة أكبر مدرسه قادره على استيعاب هذه البشرية أجمع بمختلف أعراقهم وأجناسهم وعقلياتهم!
الله خلقنا ثم وضع لنا كل مايؤدب مسيرة حياتنا من وحي وأنبياء وابتلاء، كل ذلك لنتعلم ثم نحيا بطريقة أفضل ، أحيانا تتكرر الدروس وقد تتكرر بدرجة بالغه الصعوبة عن ذي قبل ومع ذلك نجد الإنسان يقدم في كل مرة طمعا منه في الحصول على نتيجة مختلفه ترضي طمعه وتروي عطش تساؤلاته وإن كانت تحمل نفس ظروف خبرة مؤلمة سابقه !
هنا تتجسد غرابة ” الإنسان ” رغم أنه أكثر من يتألم إلا أنه أكثر إنسان قد يقع مجدداً في الخطأ إلا من رحم ربي ،هنا قد أشفع له عندما أعرف دور ” الأمل ” في الحياة ،ذلك الأمل الذي يبثه الحزن بشكل لاإرادي في اصقاع تلك الروح المهزومة التعيسه،ولعل الأمل خير مرشد ودليل للحياة النفسية المتزنه ولولا الله ثم الأمل لكنا في عداد الموتى فعليا أو الموتى افتراضياً!
الأمل قد يسيطر تماما على العقل والقلب معا فينسى الإنسان وطأة تلك الخبره القاسيه التي مر بها فيصبح له عدة فوائد منها أنه منحنا قدره متجدده على خوض تجارب أخرى في الحياة،كما أننا لو احتفظنا بمقدار الألم النفسي والعصبي بذات الدرجه لأصبحنا مع الزمن مجرد أجساد خاويه وعقول مقتوله!
لكن وبحكم خبرتي ومعاشرتي لما يسمى بـ ” الأمل ” فإن التصاقه بالقلب أكثر منه إلى العقل ، العقل الذي يحاول بين حين وآخر أن يذكر القلب بمرارة تجارب سابقه ويحذره بشدة من بساتين الأمل المغريه ..
وهنا يأتي دور التكوين والطبيعه الفرديه لكل شخص،فمنا من يسيطر عليه القلب فيتمرد على العقل ويتبع الأمل بكل تفاصيله فيصل مرحلة يكتشف أن الأمل لم يكن أملاً إنما هو مجرد وهم هلامي متلاشي ، ومنا من يثق تماما بالعقل ويتخذ المنطق سراج يستضيء به فيرفض الكثير ويقبل فقط مايكون له قوانين ثابته وموضوعيه فيتعلم مع الوقت الخوف و الرتابه الممله ، ومنا من يمزج بين هذا وذاك فيحيا حياة متزنه مشرقه يتساوى فيها مقدار الفرح بالألم ومقدار التعاسة بالإقدام فيتحقق الوسط الذي هو منهج الإسلام ..
ليست دائما الأحاسيس الإيجابية نطلق عليها أمل وليست كل المشاعر السلبية نسميها ” تشاؤم أو يأس” يجب أن نتفكر أكثر في أنفسنا ونتحسس بصدق وصراحه متناهيه انفعالاتنا وبضمير ومعرفة منابع تلك الأحاسيس ومسبباتها الحقيقيه بعيداً عن التماس الأعذار لأنفسنا، فمن الممكن أن تكون الثقة الزائده بلا إدراك للقدرات أمل كاذب سرعان مايتهاوى ، كما أن التريث والتعقل من المطالب الأساسية للنجاح في الحياة والإستقرار السليم التي يحسبها البعض تشاؤما وتردداً، هناك فروقات بسيطه يجب أن نراها ولن نراها إلا إن عرفنا قيمة ذواتنا بشكل بيِّن وصحيح .