|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 73570
|
الإنتساب : Aug 2012
|
المشاركات : 259
|
بمعدل : 0.06 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
:: مقامات فاطمة الزهراء عليها السلام ::
بتاريخ : 26-09-2012 الساعة : 10:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
:: مقامات فاطمة الزهراء عليها السلام ::
إخلاصها (عليها السلام)
1 ـ سأل بزل الهروي الحسين بن روح (رضي الله عنه) فقال: كم بنات رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: أربع، فقال: أيتهن أفضل؟ فقال: فاطمة. قال: ولم صارت أفضل وكانت أصغرهن سنا وأقلهن صحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: لخصلتين خصها الله بهما: إنها ورثت رسول الله صلى الله عليه وآله، ونسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منها، ولم يخصها بذلك إلا بفضل إخلاص عرفه من نيتها(1).
2 - ولم تكن لتصل إلى هذه المرتبة السامية لأنها بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحسب، فقد كانت للرسول الإكرام صلى الله عليه وآله وسلم بنات أربعة، وكان له زوجات عديدات، ولكنها وصلت إلى تلك الدرجة بفضل إخلاصها وزهدها وعبادتها وجهادها في سبيل الله، وصبرها وتحملها في سبيل الله. لقد اختارت مسيرتها بإرادتها، وقررت أن تصبح سيدة نساء العالمين… ومن استحقت أن تكون رمزا في المجتمع الإسلامي، وإن يعطيها الله فضل أمومة الأوصياء، وشرف الربط بين النبوة والإمامة(2).
عبادتها (عليها السلام)
1 ـ قال العلامة ابن فهد الحلي: وكانت فاطمة عليها السلام تنهج في الصلاة من خيفة الله تعالى(3).
2 ـ عن الحسن بن علي عليهما السلام قل: رأيت أمي فاطمة عليها السلام قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أماه، لو لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بني، الجار ثم الدار(4)
3 ـ محمد بن الحسين بن علي عليهم سلام قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله سلمانا إلى فاطمة، فوقفت بالباب وقفة حتى سلمت،فسمعت فاطمة تقرأ القرآن من جوا، وتدور الرحى من برا(5)، ما عندها أنيس. وقال في آخر الخبر: فتبتسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: يا سلمان ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها وجوارحها إيمانا إلى مشاشها(6)، تفرغت لطاعة الله فبعث الله ملكا اسمه زروقائيل ـوفي خبر آخر جبرائيل عليه السلامـ فأدار لها الرحى، وكفاها الله مؤونة الدنيا مع مؤونة الآخرة(7).
4 ـ روي إنها عليها السلام ربما اشتغلت بصلاتها وعبادتها، فربما بكى ولدها، فرؤي المهد يتحرك وكان ملك يحركه(8).
5 ـ وفي حديث: فسأل (النبي صلى الله عليه وآله وسلم) كيف وجدت أهلك؟ قال: نعم العون على طاعة الله. وسأل فاطمة، فقالت: خير بعل(9).
6ـ الحسن البصري: ما كان في هذه الأمة أعبد من فاطمة، كانت تقوم حتى تورم قدماها(10).
7ـ وفي حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: وأما ابنتي فاطمة عليها السلام فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وهن نور عيني، وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبي، وهي الحوراء وهي الحوراء الإنسية، متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض، ويقول الله عز وجل لملائكته: يا ملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي قائمة بين يدي، ترتعد فرائصها من خيفتي، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي، أشهدكم إني قد آمنت شيعتها من النار(11).
تسبيحها سلام الله عليها وسبب تشريعها
إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علم ابنته فاطمة عليها السلام أذكارا تقولها عند النوم وفي دبر كل صلاة، واشتهرت بتسبيح فاطمة عليها السلام. قال العلامة المجلسي (رحمه الله): كان السبب في تشريع هذا التسبيح ما رواه الإمامية وغيرهم من أن أمير المؤمنين عليا عليه السلام قال: لما رأيت ما أصاب فاطمة الزهراء من العناء في خدمة البيت وقد جاء سبي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قلت لها: هلا أتيت أباك تسأليه خادما يكفيك مشقة خدمة البيت؟ فأتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإذا عنده جماعة، فانصرفت، وعلم أبوها أنها جاءت لأمر أهمها، فغدا إلى دارها صباحا، وسألها عليهما السلام جاءت له، فاستحت أن تذكر له، فقلت له: أنت تعلم ما تلاقيه فاطمة من القيام بشؤون البيت من الاستقاء والطحن والكنس.
وقد أثر ذلك عليها، فقلت لها: لو سألت أباك يخدمك من يكفيك مشقة ما أنت فيه من العمل. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أفلا أدلك يا فاطمة على ما هو خير لك من الخادم في الدنيا(12)؟ قالت: بلى يا رسول الله، فعلمها هذا التسبيح المعروف عند النوم وبعد كل صلاة. وقد استفاضت أخبار الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في الحت على الإتيان به حتى قال الإمام الباقر عليه السلام: ما عبد الله بشيء أفضل من تسبيح فاطمة كل يوم دبر كل صلاة، ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله فاطمة. ويقول الصادق عليه السلام: تسبيح فاطمة في كل يوم دبر كل صلاة أحب إلي من صلاة ألف ركعة في كل يوم(13)، وإنا لنأمر صبياننا به كما نأمرهم بالصلاة. وقال العلامة المقرم: وورد في التعبير عن بلوغ التسبيح مرتبة عالية من الفضل بحيث يصح للمولى مع تركه
رد العبادة على صاحبها وإن كانت تامة الأجزاء والشرائط، فقالوا عليهم السلام: (أن الصلاة الخالية منه ترد على صاحبها) لكون العبادة المقرونة بتسبيح الزهراء كالحلة الموشاة التي لا تماثلها الحلة الخالية من الوشي والتطريز. وهذه الأخبار المتكثرة لا يضر اختلافها في بيان كيفيته الصلاة وعند النوم بعد أن صادق على كونه أربع وثلاثون(14) تكبيرة، ثم ثلاث وثلاثون تحميدة، ثم ثلاث وثلاثون تسبيحة المشهور من علمائنا الأعلام(15). بل عليه فتاوى الأصحاب كما في (الجواهر) وهو الأشهركما في (المنتهى) للعلامة الحلي، وعليه عمل الطائفة(16)...
1 ـ عن محمد بن عذافر قال: دخلت مع أبي على أبي عبد الله عليه السلام فسأله أبي عن تسبيح فاطمة صلى الله عليها، فقال: (الله أكبر) حتى أحصى (ها) أربعا وثلاثين مرة، ثم قال: (الحمد لله) حتى بلغ سبعا وستين، ثم قال: (سبحان الله) حتى بلغ مائة، يحصيها بيده جملة واحدة(17). قال المجلسي (ره) قوله عليه السلام: (جملة واحدة) كأن المراد أنه عليه السلام بعد إحصائه عدد كل واحد من الثلاثة لم يستأنف العدد الآخر بل أضاف إلى السابق حتى وصل إلى المائة.
2 ـ عن أبي يصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال في تسيح فاطمة عليها السلام: يبدأ بالتكبير أربعا وثلاثين، ثم التحميد ثلاثا وثلاثين، ثم التسبيح ثلاثا وثلاثين. قال المجلسي (ره): (يبدأ بالتكبير) رد على المخالفين حيث يبدأون بالتسبيح ثم التحميد ثم التكبير(18).
3 - روي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال لرجل من بني سعد: ألا أحدثك عني وعن فاطمة الزهراء (عليها السلام )؟ إنها كانت عندي فاستقت بالقربة حتى أثر في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها(19)، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها(20)، فأصابها من ذلك ضر شديد، فقلت لها: لو أتيت أباك فسألته خادما يكفيك حر ما أنت فيه من هذا العمل. فأتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فوجدت عنده حداثا(21)، فاستحيت
فانصرفت، فعلم صلى الله عليه وآله وسلم أنها قد جاءت لحاجة، فغدا علينا ونحن في لحافنا، فقال: السلام عليكم، فسكتنا، ثم قال: السلام عليكم، فخشينا إن لم نرد عليه أن ينصرف ـوقد كان يفعل ذلك فيسلم ثلاثا، فإن أذن له وإلا انصرفـ فقلنا: وعليك السلام يا رسول الله أدخل، فدخل وجلس عند رؤوسنا، ثم قال: يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس عند محمد؟ فخشيت إن لم نجبه أن يقوم، فأخرجت رأسي فقلت: أنا والله أخبرك يا رسول الله، إنها استقت بالقربة حتى أثر في صدرها، وجرت بالرحى حتى مجلت يداها، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر دكنت ثيابها، فقلت لها: لو أتيت أباك فسألته خادما يكفيك حر ما أنت فيه من هذا العمل. قال: أفلا أعلمكما ما هو خير لكما من الخادم؟ إذا أخذتما منامكما فكبرا أربعا وثلاثين تكبيرة، وسبحا ثلاثا وثلاثين تسبيحة، واحمدا ثلاثا وثلاثين تحميدة. فأخرجت فاطمة رأسها وقالت: رضيت عن الله ورسوله، رضيت عن الله وعن رسوله(22). أقول: إنما أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن تكون فلذة كبده وقرة عينه وبضعته الطاهرة مثالا كاملا لنفسه الشريفة في الزهد عن الدنيا وتحمل مشاقها ورفض لذائذها كما يقتضيه قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (فاطمة بضعة مني). أو (أنت مني). فمن المعلوم أنه ليس أراد بذلك تولدها منه لوضوحه وانتقاء الحكمة في بيانه، بل أراد: إن ابنتي فاطمة روحها روحي، ونفسها نفسي، وطينتها طينتي. وقد جاء نظير هذه القضية في شأن جعفر عليه السلام، فروي عن علي عليه السلام، إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما جاءه جعفر بن أبي طالب من الحبشة قام إليه واستقبله اثنتي عشرة خطوة، وقبل ما بين عينيه وبكى وقال: لا أدري بأيهما أنا أشد سرورا؟ بقدومك يا جعفر أم بفتح الله
على أخيك خيبر(23)...؟ فعلمه صلاة تسمى باسمه جعفر. وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:قال رسول الله صلى الله عليه وآله لجعفر: ألا أمنحك ؟ ألا أعطيك ؟
ألا أحبوك؟ فقال له جعفر: بلى يا رسول الله. قال: فظن الناس أنه يعطيه ذهبا وفضة، فتشوف الناس لذلك، فقال له: إني أعطيك شيئا إن أنت صنعته في كل كان خيرا لك من الدنيا وما فيها. ثم علمه صلى الله عليه وآله وسلم صلاة جعفر(24). وأما ما هو المعروف من أنه كانت لفاطمة سلام الله عليها خادمة اسمها فضة، فهذا إنما كان أخيرا بعد ما كثرت أولادها وزادت كلفتها وكثرت الفتوح والغنائم من خيبر وبني قريظة وبني النضير، وارتفع الفقر والعناء عن المسلمين، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضة إليها ووسع على ابنته عليها السلام. عن علي عليه السلام قال: أهدى بعض ملوك الأعاجم رقيقا، فقلت لفاطمة: اذهبي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فاستخدميه خادما، فأتته فسألته ذلك ـوذكر الحديث بطوله ـ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فاطمة، أعطيك ما هو خير لك من خادم ومن الدنيا بما فيها؟: تكبرين الله بعد كل صلاة أربعا وثلاثين تكبيرة، وتحمدين الله ثلاثا وثلاثين تحميدة، وتسبحين الله ثلاثا وثلاثين تسبيحة، ثم ذلك بلا إله إلا الله، وذلك خير لك من الذي أردت ومن الدنيا وما فيها. فلزمت صلوات الله عليها هذا التسبيح بعد كل صلاة، ونسب إليها(25).
توفيق وتحقيق
قال الشيخ البهائي ـضاعف الله بهاءهـ في (مفتاح الفلاح): اعلم أن المشهور استحباب تسبيح الزهراء في وقتين: أحدهما بعد الصلاة، والآخرعند النوم. وظاهر الرواية الواردة به عند النوم يقتضي تقديم التسبيح على التحميد، وظاهر الرواية الصحيحة الواردة في تسبيح الزهراء عليها السلام على الإطلاق يقتضي تأخيره عنه. (وقال (ره) بعد كلام) قلت: لأني لم أجد قائلا بالفرق بين تسبيح الزهراء عليها السلام في الحالتين، بل الذي يظهر بعد التتبع أن كلا من الفريقين القائلين بتقديم التحميد وتأخيره قائل به مطلقا سواء وقع بعد الصلاة أو قبل النوم، فالقول بالتفصيل إحداث قول ثالث في مقابل الإجماع المركب(26). وقال صاحب (الجواهر) (ره): وربما بينهما بالفرق بين النوم والتعقيب، فيقدم التسبيح على التحميد في الأول دون الثاني. وفيه مع أنه لم يقل به أحد بل الظاهر أو المقطوع به اتحاد كيفية تسبيح الزهراء عليها السلام، ضرورة كون المأمور به في التعقيب تسبيح الزهراء عليها السلام الذي أمرها به أبوها في النوم(27). وقال صاحب الوسائل:عن أبي عبد الله عليه السلام (في حديث نافلة شهر رمضان) قال: سبح تسبيح فاطمة عليها السلام، وهو (الله أكبر) أربعا وثلاثين مرة، و(سبحان الله) ثلاثا وثلاثين مرة و(الحمد لله) ثلاثا وثلاثين مرة. فوالله لو كان شئ أفضل منه لعلمه صلى الله عليه وآله وسلم إياها. أقول: الواو لمطلق الجمع كما تقرر، فيجب حمله هنا على تقديم التسبيح كما مر، وعليه عمل الطائفة. وفي (العلل) عن أحمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي السكري، عن الحكم بن أسلم، عن ابن علية، عن الحريري، عن أبي الورد بن تمامة، عن علي عليه السلام مثله، إلا أنه قال: إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا ثلاثا وثلاثين، فسبحا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين. أقول: هذا غير صريح في منافاة ما سبق لما عرفت، ولاحتماله للنسخ لتقدمه، وللتخصيص بوقت النوم، وللتقية في الرواية(28). قال في (الجواهر): وأما كيفيته فالمشهور بين الأصحاب شهرة عظيمة بل في (الوسائل) عليه عمل الطائفة أربع وثلاثون تكبيرة، ثم ثلاث وثلاثون تحميدة، ثم ثلاث وثلاثون تسبيحة، بل لا خلاف في الفتاوى والنصوص عدا خبر (العلل) الذي ستسمعه، وقيل إن رجاله أكثرهم من العامة(29). وأيضا عنه في أفضلية تسبيح الزهراء عليها السلام:الذي ما عبد الله بشيء من التحميد أفضل منه، ولو كان شئ أفضل منه لنحله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(30). وهو في كل يوم في دبر كل صلاة أحب إلى الصادق عليه السلام من صلاة ألف ركعة في كل يوم، ولم يلزمه عبد فشقي، ولذا يؤمر الصبيان به كما يؤمرون بالصلاة إذ هو وإن كان مائة باللسان إلا أنه ألف في الميزان، وطارد للشيطان،ومرضى الرحمن، ويدفع الثقل الذي الآذان، وما قاله عبد قبل أن يثني رجله من المكتوبة إلا غفر له الله، وأوجب الله له الجنة، خصوصا الغداة، وخصوصا إذا أتبعه بلا إله إلا الله، واستغفر بعده، وبه يندرج العبد في الذاكرين الله كثيرا، ويستحق ذكر الله تعالى له كما وعد بقوله تعالى (فاذكروني أذكركم)(31). وحكي لي عن (مكارم الأخلاق)أنه روي فيه كون تسبيح الزهراء عليها السلام إحدى العلامات الخمس للمؤمن… أفضله بمستفيض النقل تسبيحة الزهراء ذات الفضل. وعن البهائي: إن ذلك (أفضلية التسبيح) يوجب تخصيص حديث (أفضل الأعمال أحمزها)، اللهم أن يفسر بأن أفضل كل نوع من أنواع الأعمال ذلك النوع(32).
مسبحتها وفضل تربة الحسين (عليه السلام)
روى إبراهيم بن محمد الثقفي: إن فاطمة عليها السلام بنت الرسول الله صلى الله عليه وآله كانت مسبحتها من خيط صوف مفتل معقود، عليه عدد التكبيرات، فكانت عليها السلام تديرها بيدها وتسبح إلى أن قتل حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء، فاستعملت تربته وعملت المسابيح، فاستعملها الناس، فلما قتل الحسين عليه السلام عدل بالأمر إليه فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزية(33). في كتاب الحسن بن محبوب: إن أبا عبد الله عليه السلام سئل عن استعمال التربتين من طين قبر حمزة والحسين عليهما السلام والتفاضل بينهما، فقال: السبحة من طين قبر الحسين عليه السلام تسبح من غير أن يسبح(34). وروي أن الحور العين إذا أبصرن بواحد من الأملاك يهبط إلى الأرض لأمر ما يستهدين من السبح والترب من طين قبر الحسين عليه السلام(35). عن الكاظم عليه السلام قال: المؤمن لا يخلو من خمسة: مسواك، ومشط، وسجادة، وسبحة فيها أربع وثلاثون حبة، وخاتم عقيق(36). وروي أنه لما حمل علي بن الحسين عليهما السلام إلى يزيد عليه اللعنة هم بضرب عنقه، فوقفه بين يديه وهو يكلمه ليستنطقه بكلمة يوجب بها قتله، وعلي عليه السلام يجيبه حسب ما يكلمه وفي يده سبحة صغيرة يديرها بأصابعه وهو يتكلم. فقال له يزيد عليه ما يستحقه: أنا أكلمك وأنت تجيبني وتدير أصابعك بسبحة في يديك! فكيف يجوز ذلك؟ فقال عليه السلام: حدثني أبي، عن جدي عليهما السلام أنه كان إذا صلى الغداة وانفتل لا يتكلم حتى يأخذ سبحة بين يديه فيقول: (اللهم إني أصبحت أسبحك وأحمدك وأهللك وأكبرك وأمجدك بعدد ما أدير به سبحتي) ويأخذ السبة في يده ويديرها وهو يتكلم بما يريد من أن يتكلم بالتسبيح، وذكر أن ذلك محتسب له، وهو حرز إلى أن يأوي إلى فراشه، فإذا أوى إلى فراشه فهي محسوبة له من الوقت إلى الوقت؛ ففعلت هذا اقتداء بجدي عليه السلام. فقال له يزيد عليه اللعنة مرة بعد أخرى: لست أكلم أحدا منكم إلا ويجيبني بما يفوز به. وعفا عنه ووصله وأمر بإطلاقه(37).
صلاتها (سلام الله عليها)
1 ـ قال شيخ الطائفة (ره): صلاة الطاهرة فاطمة عليها السلام هما ركعتان، تقرأ في الأولى الحمد ومائة مرة (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وفي الثانية الحمد ومائة مرة (قل هو الله أحد)، فإذا سلمت سبحت تسبي الزهراء ثم تقول: (سبحان ذي العز الشامخ المنيف، سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم، سبحان ذي الملك الفاخر القديم، سبحان من لبس البهجة والجمال، سبحان من تردى بالنور والوقار، سبحان من يرى أثر النمل في الصفا، سبحان من يرى وقع الطير في الهواء، سبحان من هو هكذا لا هكذا غيره). وينبغي لمن صلى هذه الصلاة وفرغ من التسبيح أن يكشف ركبتيه وذراعيه، ويباشر بجميع مساجده الأرض بغير حاجز بينه وبينها، ويدعو ويسأل حاجته وما شاء من الدعاء، ويقول وهو ساجد:
(يا من ليس غيره رب يدعى، يا من ليس فوقه إله يخشى، يا من ليس دونه ملك يتقى، يا من ليس له وزير يؤتى، يا من ليس له حاجب يرشى، يا من ليس له بواب يغشى، يا من لا يزداد على كثرة السؤال إلا كرما وجودا، وعلى كثرة الذنوب إلا عفوا وصفحا، صل على محمد وآل محمد، وأفعل بي كذا وكذا)(38).
2 ـ وكذا صلاة أخرى لها عليها السلام تصلى للأمر المخوف.وروى إبراهيم بن عمر الصنعاني عم أبي عبد الله عليه السلام قال: للأمر المخوف العظيم تصلي ركعتين، وهي التي كانت الزهراء عليها السلام تصليها، تقرأ في الأولى الحمد وقل هو الله أحد خمسين مرة، وفي الثانية مثل ذلك، فإذا سلمت صليت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم ترفع يديك وتقول: (اللهم أتوجه إليك بهم، وأتوسل إليك بحقهم (بحقك ـخ ل) العظيم الذي لا يعلم كنهه سواك، وبحق من حقه عندك عظيم، وبأسمائك الحسنى وكلماتك التامات التي أمرتني أن أدعوك بها، وأسألك باسمك العظيم الذي أمرت إبراهيم عليه السلام أن يدعو به الطير فأجابته، وباسمك العظيم الذي قلت للنار: (كوني بردا وسلاما على إبراهيم) فكانت، وبأحب أسمائك إليك وأشرفها عندك، وأعظمها لديك، وأسرعها إجابة، وأنجحها طلبة، وبما أنت أهله ومستحقه ومستوجبه؛ وأتوسل إليك، وأرغب إليك، وأتصدق منك، واستغفرك، وأستمنحك، وأتضرع إليك، وأخضع بين يديك، وأخشع لك، وأقر لك بسوء صنيعي، وأتملق وألح عليك، وأسألك بكتبك التي أنزلتها على أنبيائك ورسلك صلواتك عليهم أجمعين من التوراة والإنجيل والقرآن العظيم من أولها إلى آخرها، فإن فيها اسمك الأعظم، وبما فيها من أسمائك العظمى، أتقرب إليك، وأسألك أن تصلي على محمد وآله، وأن تفرج عن محمد وآله، وتجعل فرجي مقرونا بفرجهم، وتبدأ بهم فيه، وتفتح أبواب السماء لدعائي في هذا اليوم، وتأذن في هذا اليوم وهذه الليلة بفرجي وإعطاء سؤلي وأملي في الدنيا والآخرة، فقد مسني الفقر ونالني الضر وشملتني الخصاصة، وألجأتني الحاجة، وتوسمت بالذلة، وغلبتني المسكنة، وحقت علي الكلمة، وأحاطت بي الخيئة، وهذا الوقت الذي وعدت أولياءك فيه الإجابة. فصل على محمد وآله، وامسح ما بي بيمينك الشافية، وانظر إلي بعينك الراحمة، وأدخلني في رحمتك الواسعة، وأقبل إلي بوجهك الذي إذا أقبلت به على أسير فككته، وعلى ضال هديته، وعلى حائر أديته، وعلى فقير أغنيته، وعلى ضعيف قويته، وعلى خائف آمنته؛ ولا تخلني لقا لعدوك وعدوي، يا ذا الجلال والإكرام. يا من لا يعلم كيف هو، وحيث هو، وقدرته إلا هو، يا من سد الهواء بالسماء، وكبس الأرض على الماء، واختار لنفسه أحسن الأسماء، يا من سمى نفسه بالاسم الذي به يقضى حاجة كل طالب يدعوه يه، وأسألك بذلك الاسم، فلا شفيع أقوى لي منه، وبحق محمد وآل محمد أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وأن تقضي لي حوائجي، وتسمع محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين وعليا ومحمدا وجعفر وموسى وعليا ومحمدا وعليا والحسن والحجة ـصلوات الله عليهم وبركاته ورحمتهـ صوتي، فيشفعوا لي إليك، وتشفعهم في، ولا تردني خائبا، بحق لا إله إلا أنت، وبحق محمد وآل محمد، وافعل بي كذا وكذا يا كريم(39). قال الزاهد السيد ابن طاووس الحلي (ره): روى صفوان قال: دخل محمد بن علي الحلبي على عبد الله عليه السلام في يوم الجمعة فقال له: تعلمني ما أصنع في مثل هذا اليوم؟ فقال: يا محمد، ما أعلم أن أحدا كان أكبر عند رسول الله صلى الله عليه وآله من فاطمة عليها السلام، ولا أفضل مما علمها أبوها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: من أصبح يوم الجمعة فاغتسل وصف قدميه وصلى أربع ركعات مثنى مثنى، يقرأ في أول ركعة الحمد والإخلاص خمسين مرة، وفي الثانية فاتحة الكتاب والعاديات خمسين مرة، وفي الثالثة فاتحة الكتاب وإذا زلزلت الأرض خمسين مرة، وفي الرابعة فاتحة الكتاب وإذا جاء نصر الله والفتح خمسين مرة ـوهذه سورة النصر وهي آخر سورة نزلتـ فإذا فرغ منها دعا، فقال(40): (إلهي وسيدي، من تهيأ أو أعد أو استعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده وفوائده ونائله وفواضله وجوائزه، فإليك يا إلهي كانت تهيئتي وتعبيتي وإعدادي واستعدادي رجاء رفدك ومعروفك ونائلك وجوائزك، فلا تحرمني ذلك يا من لا يخيب عليه مسألة السائل، ولا تنقصه عطية نائل، فإني لم آتك بعمل صالح قدمته، ولا شفاعة مخلوق رجوته، أتقرب إليك بشفاعة محمد وأهل بيته صلواتك عليهم أجمعين، أرجو عظيم عفوك الذي عفوت به على الخاطئين عند عكوفهم على المحارم فلم يمنعك طول عكوفهم على المحارم أن عدت عليهم بالمغفرة، وأنت سيدي العواد بالخطاء، أسألك بمحمد وآله الظاهرين أن تغفر لي الذنب العظيم، فإنه لا يغفر ذنبي العظيم إلا العظيم، يا عظيم يا عظيم يا عظيم يا عظيم يا عظيم يا عظيم يا عظيم)(41). روى الصدوق (ره) عن هشام بن سالم (بحذف الإسناد) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (من صلى أربع ركعات، فقرأ في كل ركعة بخمسين مرة قل هو الله أحد، كانت صلاة فاطمة عليها السلام وهي صلاة الأولين). وكان شيخنا محمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه يروي هذه الصلاة وثوابها، إلا أنه كان يقول: إني لا أعرفها بصلاة فاطمة عليها السلام، وأما أهل الكوفة فإنهم يعرفونها بصلاة فاطمة عليها السلام(42). عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من توضأ وأسبغ الوضوء وافتتح الصلاة فصلى أربع ركعات يفصل بينهن بتسليمة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد خمسين مرة، انفتل حين ينفتل وليس بينه وبين الله عز وجل ذنب إلا غفره له(43). عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعت يقول: من صلى أربع ركعات بمائتي مرة قل هو الله أحد في كل ركعة خمسين مرة، لم يفتل وبينه وبين الله عز وجل ذنب إلا غفرله(44). وقال السيد ابن طاووس (رضي الله عنه): روي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لأمير المؤمنين ولابنته فاطمة عليها السلام: إنني أريد أن أخصكما بشيء من الخير مما علمني الله عز وجل وأطلعني الله عليه، فاحتفظوا به. قال: نعم يا رسول الله فما هو؟ قال: يصلي أحدكما ركعتين، تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وآية الكرسي ثلاث مرات، وقل هو الله أحد ثلاث مرات، وآخر الحشر ثلاث مرات من قوله (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل) إلى آخره، فإذا جلس فليتشهد وليثن على الله عز وجل وليصل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وليدع للمؤمنين والمؤمنات، ثم يدعو على أثر ذلك فيقول: (اللهم إني أسألك بحق كل اسم هو لك، يحق عليك فيه إجابة الدعاء إذا دعيت به، وأسألك بحق كل ذي حق عليك، وأسألك بحقك على جميع ما هو دونك أن تفعل بي كذا وكذا)(45).
وقال (رضي الله عنه) أيضا في كتاب (زوائد الفوائد) بعد ذكر زيارة مختصرة لها عليها السلام وهي معروفة: إنها مختصة بهذا اليوم ـيعني يوم الثالث في جمادى الآخرة وهو يوم وفاتهاـ. قال: وتصلي صلاة الزيارة أو صلاتها عليها السلام، وهي ركعتان تقرأ في كل ركعة الحمد مرة وقل هو الله أحد ستين مرة(46). قال الشيخ الجليل الحسن بن الفضل الطبرسي (ره): صلاة الاستغاثة بالبتول (عليها السلام): تصلي ركعتين، ثم تسجد وتقول: (يا فاطمة) مائة مرة، ثم تضع خدك الأيمن على الأرض وقل مثل ذلك، وتضع حدك الأيسر على الأرض وتقول مثله، ثم اسجد وقل ذلك مائة وعشر دفعات، وقل: (يا آمنا من كل شئ، وكل شئ منك خائف حذر، أسألك بأمنك من كل شئ وخوف كل شئ منك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تعطيني أمانا لنفسي وأهلي وولدي حتى لا أخاف أحدا، ولا أحذر من شئ أبدا، إنك على كل شئ قدير)(47). عن أبي عبد الله عليه السلام: إذا كانت لأحدكم استغاثة إلى الله تعالى فليصل ركعتين، ثم يسجد ويقول: (يا محمد يا رسول الله، يا علي يا سيد المؤمنين والمؤمنات، بكما أستغيث إلى الله تعالى، يا محمد يا علي أستغيث بكما، يا غوثاه بالله وبمحمد وعلي وفاطمة ـوتعد الأئمةـ بكم أتوسل إلى الله تعالى). فإنك من ساعتك إن شاء الله تعالى(48). قال المحدث القمي (ره): روي: إذا كانت لك حاجة إلى الله تعالى وتضيق عنها صدرك فصل ركعتين، وإذا سلمت فكبر ثلاث مرات، وسبح تسبيح فاطمة عليها السلام، ثم اسجد وقل مائة مرة: (يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني). ثم ضع خدك الأيمن على الأرض وقل ذلك مائة
مقام الزهراء(عليها السلام) عند الله تعالى(49- 50 )
في إصابة نور الله لها * عن النبي قال : لما خلق الله الجنة خلقها من نور وجهه ، ثم أخذ ذلك النور فقذفه فأصابني ثلث النور ، وأصاب فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)ثلث النور ، وأصاب عليا وأهل بيته ثلث النور .
فمن أصابه من ذلك النور اهتدى إلى ولاية آل محمد ، ومن لم يصبه من ذلك النور ضل عن ولاية آل محمد التدبر في هذا الحديث يعطي جلالة شأنها وعلو درجاتها عليها السلام ، إذ جعلها الله - تعالى شأنه - في النور قسيم أبيها وبعلها وبنيها ، بل هي أكبر حظا منهم
في كونها خير خلق الله تعالى * عن النبي في حديث طويل : على ساق العرش مكتوب : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، وعلي وفاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)والحسن والحسين خير خلق الله . في اختيار الله تعالى إياها على النساء * قال رسول الله لعلي : إن الله عز وجل أشرف على الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين ، ثم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين ، ثم اطلع الثالثة فاختار الأئمة من ولدك على رجال العالمين ، ثم اطلع الرابعة فاختار فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)على نساء العالمين .
قال رسول الله : ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي حبيب الله ، والحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)خيرة الله ، على باغضهم لعنة الله .
في وجوب إطاعتها على الكائنات * عن أبي جعفر في حديث طويل : ولقد كانت عليها السلام مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجن والإنس والطير والوحش والأنبياء والملائكة – الحديث عن محمد بن سنان قال : كنت عند أبي جعفر الثاني فأجريت اختلاف الشيعة ، فقال : يا محمد إن الله تبارك وتعالى لم يزل متفردا بوحدانيته ، ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)، فمكثوا ألف دهر ، ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها ، وأجرى طاعتهم عليها ، وفوض أمورها إليهم ، فهم يحلون ما يشاؤون ، ويحرمون ما يشاؤون ، ولن يشاؤوا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى .
ثم قال : يا محمد ، هذه الديانة التي من تقدمها مرق ، ومن تخلف عنها محق ، زن لزمها لحق ، خذها إليك يا محمد . قال العلامة المجلسي في شرح هذا الحديث : فأشهدهم خلقها ، أي خلقها بحضرتهم وهم يطلعون على أطوار الخلق وأسراره .
وأجرى طاعتهم عليها أي أوجب على جميع الأشياء طاعتهم حتى الجمادات والسماويات والأرضيات . وفوض أمورها إليهم من التحليل والتحريم والعطاء والمنع ، وإن كان ظاهره تفويض تدبيرها إليهم من الحركات والسكنات والأرزاق والأعمار وأشباهها .
عن أبي سعيد الخدري قال : كنا جلوسا عند رسول الله إذا قبل إليه رجل فقال : يا رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل لإبليس : استكبرت أم كنت من العالمين، من هم يا رسول الله الذين هم أعلى من الملائكة المقربين ؟ فقال رسول الله : أنا وعلي وفاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)والحسن والحسين ، كنا في سرادق العرش نسبح الله فسبحت الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عز وجل آدم بألفي عام ، فلما خلق الله عز وجل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ، ولم يؤمروا بالسجود إلا لأجلنا ، فسجدت الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبي أن يسجد ، فقال الله تبارك وتعالى : يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالمين أي من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق العرش . فنحن باب الله الذي يؤتى منه ، وبنا يهتدي المهتدون ، فمن أحبنا أحبه الله وأسكنه جنته ، ومن أبغضنا أبغضه الله وأسكنه ناره ، ولا يحبنا إلا من طاب مولده .
مقامات الزهراء ( عليها السلام )عن الله سبحانه وتعالى وملائكته
مقامها عند الله تعالى إن من المقامات التي خصت بها فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)الزهراء هو مقام الرضا أي إن الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها ، حيث جاءت الكثير من الروايات الشريفة المأثورة عن الرسول وأهل بيته لتؤكد هذه المنقبة العظيمة للصديقة الشهيدة . وهذا مما يدل على كونها ذو مقام عالي وشريف سامي لها عند الله تعالى ، إذ لا معنى أن يرضى الله لشخص من دون أن يكون له عند الله منزلة وكرامة عليه ، وهذا مما يساعد عليه العرف العقلائي إضافة إلى الشواهد القرآنية الكثيرة على هذه المسألة ، فنحن نجد من خلال الممارسات الحياتية إن الكثير من الأصدقاء مثلا يرضون لرضا شخص معين بالحق ويقبلون شفاعته وتوسطه أو رضاه عن شخص معين لحل مشكلة ما ، وكذلك الحال في الغضب ، وعلى هذا الأساس تكون فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)كريمة عند الله تعالى لعلو شأنها ومنزلتها عنده لذلك يرضى لرضاها ويغضب لغضبها . عن النبي قال : " يا فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)إن الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك " . وكذلك ما ورد عنه أنه قال : " يا فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)أبشري فلك عند الله مقام محمود تشفعين فيه لمحبيك وشيعتك فتشفعين " . ويظهر أيضا مقامها عند الباري عز وجل من خلال الحديث الطويل الذي يروى عن أهل بيت العصمة عن الله تعالى حيث يقول الباري عز وجل : " يا فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السماوات والأرض بألفي عام أن لا أعذب محبيك ومحبي عترتك بالنار " . فأي منزلة ومقام لها عند الله تعالى بحيث يقسم الله تعالى بعزته وجلاله أن لا يعذب بالنار شيعة الزهراء ومحبيها ، وهذا الحديث له مقام عالي يثبته حديث آخر ورد في شفاعة الزهراء في يوم القيامة وإعطاء الكرامة العظمى لها آنذاك . ومن المقامات الأخرى لها هو علة الايجاد أي أنها كانت علة الموجودات التي خلقها الباري عز وجل وكما ورد في الحديث الذي يقول فيه الباري عز وجل : " يا أحمد ! لولاك لم خلقت الأفلاك ، ولولا علي لم خلقتك ولولا فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)لما خلقتكما " .
. ب - مقامها عند الملائكة في حديث طويل . . " . . . فقالت الملائكة : إلهنا وسيدنا لمن هذا النور الزاهر ، الذي قد أشرقت به السماوات والأرض ؟ فأوحى الله إليها : هذا نور اخترعته من نور جلالي لأمتي فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)ابنة حبيبي ، وزوجة وليي وأخو نبيي وأبو حججي على عبادي ، أشهدكم ملائكتي أني قد جعلت ثواب تسبيحكم وتقديسكم لهذه المرأة وشيعتها ومحبيها إلى يوم القيامة " . وهذا يعني أنها لها مقام النور الزاهر عند الملائكة فهم يعرفونها في السماء بالنور الزاهر الذي أزهرت السماوات والأرض بنورها ولأجل ذلك سميت بالزهراء
من سأل الله بحق فاطمة( عليها السلام) كان حقا على الله الاجابه له و عدم رد دعائه
1- محمد بن الحسن بن الوليد، عن صفار، عن الحسن بن على، عن العباس بن عامر، عن احمد بن رزق، عن يحيى بن ابى العلاء، عن جابر، عن الباقر عليه السلام قال:
أن عبدا مكث فى النار سبعين خريفا- و الخريف سبعون سنه- ثم سال الله بحق محمد و أهل بيته لما رحمتني.
فأوحى الله الى جبرائيل: أن اهبط إلى عبدي فأخرجه.
قال: يا رب: كيف لى بالهبوط فى النار؟
قال: انى أمرتها ان تكون عليك بردا و سلاما.
قال: يا رب! فما علمي بموضعه؟
قال: انه فى جب فى سجين.
قال: فهبط جبرائيل فى النار على الرجل، فأخرجه، فقال الله تعالى: يا عبدي! كم لبثت تناديني فى النار؟
قال: ما أحصى يا رب؟
فقال الله: أما و عزتي و جلالي؛ لولا ما سالتنى به لأطلت هوانك في النار، ولكنى حتمت على نفسي أن لا يسالنى عبد بحق محمد و أهل بيته ألا غفرت له
توسل الأنبياء و أولى العزم من الرسل بفاطمة (عليها السلام)
1- ( في البحار: 16/ 366 ح 72، و 26/ 319 ح 1، عن جامع الاخبار و امالى الصدوق).
ما جيلويه، عن عمه، عن احمد بن هلال، عن الفضل بن دكين، عن معمر بن راشد قال: سمعت ابا عبدا لله الصادق عليه السلام يقول: أتى يهودي النبي صلى الله عليه و آله و سلم فقام بين يديه يحد النظر اليه، فقال: يا يهودي! ما حاجتك؟
قال: أنت أفضل ام موسى بن عمران النبي كلمه الله و انزل عليه التوراة و العصا، و فلق له البحر، و أظله بالغمام؟
فقال له النبي صلى الله عليه و آله و سلم: انه يكره للعبد ان يزكى نفسه، و لكنى أقول: ان آدم عليه السلام لما أصاب الخطيئة كانت توبته ان قال: اللهم انى أسالك بحق محمد و آل محمد لما غفرت لى، فغفرها الله له.
* وان نوحا لما ركب فى السفينة و خاف الغرق قال: اللهم انى أسالك بحق محمد و آل محمد لما انجيتنى من الغرق، فنجاه الله عنه.
*وان إبراهيم عليه السلام لما القى النار قال: اللهم أنى أسالك بحق محمد و آل محمد لما انجيتنى منها، فجعلها الله عليه بردا و سلاما.
*وان موسى لما ألقى عصاه و أوجس فى نفسه خيفه قال: اللهم أنى أسالك بحق محمد و آل محمد لما امنتنى.
فقال الله جلاله: لا تخف انك انت الاعلى.
يا يهودى! ان موسى لو ادركنى ثم لم يومن بى و نبوتى ما نفعه ايمانه شيئا، و لا نفعته النبوه.
يا يهودى! و من ذريتى المهدي، أذا خرج نزل عيسى بن مريم عليه السلام لنصرته فقدمه و صلى خلفه.
2-(وفي البحار: 26/ 328 ح 11) تفسير المنسوب الى الإمام العسكري عليه السلام: أن موسى عليه السلام لما أراد أن يأخذ عليهم عهد الفرقان فرق ما بين المحقين و المبطلين لمحمد صلى الله عليه و آله و سلم بنبوته و لعلى عليه السلام بإمامته و للائمه الطاهرين بإمامتهم.
قالوا: لن نومن لك أن هذا أمر ربك حتى نرى الله جهره عيانا يخبرنا بذلك، فأخذتهم الصاعقة معاينه، و هم ينظرون إلى الصاعقة تنزل عليهم.
وقال الله عز و جل: يا موسى! أنى إنا المكرم اوليائى و المصدقين باصفيائى و لا أبالى، أنا المعذب لاعدائى الدافعين حقوق اصفيائى و لا أبالى.
فقال موسى للباقين الذين لم يصعقوا: ماذا تقولون؟ أتقبلون و تعترفون؟ و ألا فانتم بهولاء لاحقون.
قالوا: يا موسى! لا ندرى ما حل بهم لماذا أصابهم كانت الصاعقة ما إصابتهم لأجلك الا انها كانت نكبه من نكبات الدهر تصيب البر و الفاجر، فان كانت أنها إصابتهم لردهم عليك فى أمر محمد و على و آلهما، فسال الله ربك بمحمد و آله هولاء الذين تدعونا أليهم ان يحيى هولاء المصعوقين لسنالهم لماذا أصابهم ما أصابهم.
فدعا الله عز و جل لهم موسى، فأحياهم الله عز و جل، فقال لهم موسى: سلوهم لماذا أصابهم؟
فسألوا هم، فقالوا: يا بنى إسرائيل! أصابنا ما أصابنا لإبائنا اعتقاد نبوه محمد صلى الله عليه و آله و سلم مع اعتقاد أمامه على عليه السلام لقد رأينا بعد موتنا هذا ممالك ربنا من سماواته و حجبه و كرسيه و عرشه و جنانه و نيرانه، فما رأينا أنفذ أمرا فى جميع تلك الممالك و أعظم سلطانا من محمد و على و فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)والحسن والحسين عليهم السلام.
وأنا لما متنا بهذه الصاعقة ذهب بنا إلى النيران فناداهم محمد وعلى عليهما السلام: كفوا عن هولاء عذابكم فهولاء يحيون بمسالة سائل ربنا عز و جل بنا و بآلنا الطيبين، و ذلك حين لم يقذفوا فى الهاوية، فاخرونا إلى أن بعثنا بدعائك يا موسى بن عمران بمحمد و آله الطيبين.
فقال الله عز و جل لأهل عصر محمد صلى الله عليه و آله و سلم: فإذا كان بالدعاء بمحمد و آله الطيبين نشر ظلمه أسلافكم المصعوقين بظلمهم، أفما يجب عليكم أن لا تتعرضوا لمثل ما هلكوا به إلى أن أحياهم الله عز و جل.
3- (البحار: 26/ 330 ح 12) في تفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لليهود: معاشر اليهود! تعاندون رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و تابون الاعتراف بانكم كنتم تكذبون، و لستم من الجاهلين بان الله لا يعذب بها أحدا، و لا يزيل عن فاعل هذه عذابه ابدا، ان آدم عليه السلام لم يقترح على ربه المغفرة لذنبه الا بالتوبة فكيف تقترحونها انتم مع عنادكم؟
قيل: و كيف كان ذلك يا رسول الله؟
فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: لما وقعت الخطيئة من آدم، و اخرج من الجنة و عوتب و وبخ قال: يا رب! ان تبت و أصلحت اتردنى إلى الجنة؟
قال: بلى.
قال آدم: فكيف اصنع يا رب! حتى أكون تائبا تقبل توبتي؟
فقال الله تعالى: تسبحنى بما انا اهله، و تعترف بخطيئتك كما أنت أهله، و تتوسل الى بالفاضلين الذين علمت أسمائهم، و فضلتك بهم على ملائكتى، و هم محمد و آله الطيبون و أصحابه الخيرون.
فوفقه الله تعالى، فقال: يا رب! لا اله الا انت سبحانك اللهم و بحمدك عملت سوءا و ظلمت نفسى فارحمنى و انت ارحم الراحمين بحق محمد و آله الطيبين، و خيار اصحابه المنتجبين، سبحانك و بحمدك لا اله الا انت عملت سوءا و ظلمت نفسى فتب على انك انت التواب الرحيم بحق محمد و آله الطيبين و خيار اصحابه المنتجبين.
فقال الله تعالى: لقد قبلت توبتك، و آيه ذلك ان انقى بشرتك فقد تغيرت- و كان ذلك لثلاث عشر من شهر رمضان- فصم هذه الثلاثه الايام التى تستقبلك فهى ايام البيض ينقى الله فى كل يوم بعض بشرتك.
فصامها فنقى فى كل يوم منها ثلث بشرته.
فعند ذلك قال آدم: يا رب! ما اعظم شان محمد و آله و خيار أصحابه؟
فاوحى الله اليه: يا آدم! انك لو عرفت كنه جلال محمد عندى و آله، و خيار اصحابه لاجبته حبا يكون افضل أعمالك.
قال: يا رب! عرفني لأعرف.
قال الله تعالى: يا آدم! ان محمد لو وزن به جميع الخلق من النبيين و المرسلين و الملائكة المقربين و سائر عبادى الصالحين من اول الدهر الى آخره و من الثرى الى العرش لرجح بهم، و ان رجلا من خيار آل محمد لو وزن به جميع آل النبيين لرجح به، و ان رجلا من خيار أصحاب محمد لو وزن به جميع أصحاب المرسلين لرجح بهم.
يا آدم! لو احب رجل من الكفار او جميعهم رجلا من آل محمد و اصحابه الخيرين، فعافاه الله عن ذلك ان يختم له بالتوبه و الايمان ثم يدخله الله الجنه، ان الله ليفيض على كل واحد من محبى محمد و آل محمد و اصحابه من الرحمه ما لو قسمت على عدد كعدد كل ما خلق الله من اول الدهر الى آخره، و كانوا كفارا؛
لكفاهم و لأداهم الى عاقبه محموده الايمان بالله حتى يستحقوا به الجنه.
و لو ان رجلا ممن يبغض آل محمد و اصحابه الخيرين او واحدا منهم لعذبه الله عذابا لو قسم على مثل عدد ما خلق الله لاهلكهم الله اجمعين.
4-( البحار 26/ 331 ح 13) بالإسناد يرفعه الى ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: لما خلق آدم فسال ربه ان يريه ذريته من الأنبياء و الأوصياء المقربين الى الله عز و جل:
فانزل الله عليه صحيفه، فقراها كما علمه الله تعالى الى ان انتهى الى محمد النبى العربى عليه افضل الصلاه و السلام، فوجد عند اسمه اسم على بن ابى طالب عليه السلام، فقال آدم: هذا نبى بعد محمد صلى الله عليه و آله و سلم؟
فهتف به هاتف يسمع صوته و لا يرى شخصه يقول: هذا وارث علمه و زوج ابنته و وصيه و ابو ذريته عليهم السلام.
فلما وقع آدم فى الخطيئة جعل يتوسل الى الله تعالى بهم عليهم السلام، فتاب الله عليه.
5-( البحار: 26/ 332 ح 14، عن امان الاخطار) رويت عن شيخي محمد بن النجار- من ثقات العامة من كتابه الذى جعله تذييلا على تاريخ الخطيب- عن محمد بن احمد بن بختيار، عن محمد بن الحسن بن محمد الهمدانى، عن الحسين بن الحسن بن زيد، عن الحسن بن احمد العلوي، عن الحسن بن عبد الرحمان بن خلاد؛ و بكر بن احمد مخلد؛ و ابى عبدالله الغالبى، عن محمد بن هارون المنصوري، عن احمد بن شاكر، عن يحيى بن اكثم القاضى، عن المامون، عن عطيه العوفى، عن ثابت البانى، عن انس بن مالك، عن النبى صلى الله عليه و آله و سلم انه قال: لما اراد الله عز و جل ان يهلك قوم نوح عليه السلام أوحى الله اليه: ان شق ألواح الساج، فلما شقها لم يدر ما يضع بها، فهبط جبرائيل فأراه هيئه السفينة و معه تابوت فيه مائه ألف مسمار و تسعه و عشرون ألف مسمار، فسمر بالمسامير كلها السفينة إلى أن بقيت خمسه مسامير، فضرب بيده إلى مسمار منها فأشرق فى يده و أضاء كما يضئ الكوكب الدري فى أفق السماء.
فتحير من ذلك نوح، فانطق الله ذلك المسمار بلسان طلق ذلق، فقال له: يا جبرئيل! ما هذا المسمار الذى ما رايت مثله؟
قال: هذا باسم خير الأولين و الآخرين محمد بن عبدا لله صلى الله عليه و آله و سلم اسمره فى اولها على جانب السفينة اليمين.
ثم ضرب بيده على مسمار ثان، فأشرق و أنار فقال نوح: و ما هذا المسمار؟
فقال: هذا مسمار أخيه و ابن عمه على بن أبى طالب عليه السلام، فأسمره على جانب السفينة اليسار فى أولها.
ثم ضرب بيده إلى مسمار ثالث، فزهر و أشرق و أنار، فقال هذا مسمار فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)عليها السلام فارسمه إلى جانب مسمار أبيها.
ثم ضرب بيده إلى مسمار رابع، فزهر و انار، فقال: هذا مسمار الحسن عليه السلام، فأسمره إلى جانب مسمار أبيه.
ثم ضرب بيده الى مسمار خامس، فأشرق و أنار و بكى، فقال: يا جبرائيل! ما هذه النداوة؟
فقال: هذا مسمار الحسين بن على سيد الشهداء عليه السلام، فأسمره الى جانب مسمار آخيه.
ثم قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم: (و حملناه على ذات ألواح و دسر).
قال النبى صلى الله عليه و آله و سلم: الألواح؛ خشب السفينة، و نحن الدسر، لولانا ما سارت السفينة بأهلها.
6-( البحار: 26/ 325 ح 7، عن قصص الأنبياء) بالإسناد إلى الصدوق، عن النقاش، عن ابن عقده، عن على بن الحسن بن فضال، عن ابيه، عن الرضا عليه السلام قال:
لما اشرف نوح عليه السلام على الغرق دعا الله بحقنا، فدفع الله عنه الغرق.
و لما رمى ابراهيم عليه السلام فى النار دعا الله بحقنا، فجعل الله النار عليه بردا و سلام.
و ان موسى عليه السلام لما ضرب طريقا فى البحر دعا الله بحقنا، فجعله يبسا.
و ان عيسى عليه السلام لما اراد اليهود قتله دعا الله بحقنا، فنجى من القتل، فرفعه اليه.
7- تفسير منسوب الى الامام العسكرى عليه السلام قال الله تعالى: (و اذ استسقى موسى لقومه).
قال: واذكروا بنى اسرائيل (اذ استسقى موسى لقومه) طلب لهم السقى لما لحقهم العطش فى التيه، و ضجوا بالبكاء الى موسى عليه السلام و قالوا: هلكنا بالعطش.
فقال موسى: الهى! بحق محمد سيد الانبياء، و بحق على سيد الأوصياء، و بحق فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)سيده النساء، و بحق الحسن سيد الاولياء، و بحق الحسين افضل الشهداء، و بحق عترتهم و خلفائهم ساده الازكياء، لما سقيت عبادك هولاء.
فأوحى الله تعالى: يا موسى! (اضرب بعصاك الحجر).
فضربه بها (فانفجرت منه اثنتا عشره عينا قد علم كل أناس) كل قبيله من بني أب من أولاد يعقوب (مشربهم) فلا يزاحم الآخرين فى مشربهم.
قال الله تعالى: (كلوا و اشربوا من رزق الله) الذي آتاكموه (و لا تعثوا فى الأرض مفسدين) قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: من أقام على موالاتنا أهل البيت، سقاه الله تعالى من محبته كأسا لا يبغون به بدلا، و لا يريدون سواه كافيا و لا كاليا و لا ناصرا، و من وطن نفسه على احتمال المكاره فى موالاتنا، جعله الله يوم القيامه فى عرصاتها بحيث يقصر كل من تضمنه تلك العصرات أبصارهم عما يشاهدون من درجاتهم، و ان كل واحد منهم ليحيط بماله من درجاته كإحاطته فى الدنيا لما يلقاه بين يديه.
ثم يقال له: وطنت نفسك على احتمال المكاره فى موالاه محمد و آله الطيبين، فقد جعل الله اليك، و مكنك من تخليص كل ما تحب تخليصه من اهل الشدائد فى هذه العصرات، فيمد بصره فيحيط ثم ينتقد من بينهم احسن اليه او بره فى الدنيا بفوق او فعل او رد غيبه او حسن محض او أرفاق، فينتقده من بينهم كما ينتقد الدرهم الصحيح من المكسور.
ثم يقال له: اجعل هولاء فى الجنة حيث شئت، فينزلهم لهم جنات ربنا.
ثم يقال: قد جعلنا لك و مكناك من لقاء من تريد فى نار جهنم، فيراهم فيحيط بهم و ينتقدهم من بينهم، كما ينتقد الدينار من القراضه.
ثم يقال له: صيرهم في النيران إلى حيث تشاء فيصيرهم حيث يشاء من مضائق النار.
فقال الله تعالى لبنى اسرائيل الموجودين فى عصر محمد صلى الله عليه و آله و سلم: فاذا كان أسلافكم أنما دعوا إلى موالاه محمد و آله فانتم لما شاهدتموهم فقد وصلتم إلى الغرض و المطلب الأفضل إلى موالاه محمد و آله،
فانتم الان فتقربوا الى الله عز و جل بالتقرب اليهم، و لا تتقربوا من سخطه، و لا تباعوا من رحمته بالإزراء عنا.
8- (البحار: 94/ 19 ح 13، عن تفسير العياشى) شعيب العقرقوفى، عن أبى عبد الله عليه السلام- فى حديث-.. الى ان قال: لما انقضت مده سجن يوسف وضع خده على الأرض ثم قال:
اللهم ان كانت ذنوبى قد اخلقت وجهى عندك، فانى اتوجه اليك بوجه آبائى الصالحين إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب.
قال: ففرج الله عنه.
قال: فقلت له: جعلت فداك؛ أندعو نحن بهذا الدعاء؟
فقال ادع بمثله: اللهم ان كانت ذنوبى قد اخلقت وجهى عندك، فانى اتوجه اليك بوجه نبيك نبى الرحمه صلى الله عليه و آله و سلم و على و فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)والحسن و الحسين و ألائمه عليهم السلام، الحديث.
تفسير القمى: الحسن بن على، عن أبيه، عن إسماعيل بن عمرو، عن شعيب العقرقوفى، عن ابى عبدالله (مثله).
9- سال سعد بن عبدا لله؛ القائم عليه السلام عن تأويل (كهيعص(سوره مريم: 1)) قال عليه السلام: هذه الحروف من إنباء الغيب اطلع الله عليها عبده زكريا، ثم قصها على محمد صلى الله عليه و آله و سلم و ذلك ان زكريا سال ربه أن يعلمه أسماء ألخمسه، فاهبط عليه جبرائيل عليه السلام، فعلمه إياها.
فكان زكريا عليه السلام اذا ذكر محمدا صلى الله عليه و آله و سلم و عليا و فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)والحسن عليهم السلام سرى عنه همه، و انجلى كربه، و اذا ذكر اسم الحسين عليه السلام خنقته العبره، و وقعت عليه البهره.
أن الأنبياء كانوا يتحدثون فيما بينهم عن فضائل فاطمة(عليها السلام)
1-( البحار: 26/ 283 ح 40، عن قصص الانبياء) الصدوق، عن ابيه، عن سعد، عن ابن عيسى عن البزنطى، عن ابى بصير، عن احدهما صلوات الله عليهما قال: لما كان من امر موسى الذى كان أعطى مكتلا فيه حوت مالح، فقيل له: هذا يدلك على صاحبك عند عين لا يصيب منها شى ء ألا حي.
فانطلقا حتى بلغا الصخرة و جاوزا، ثم قال لفتاه: آتنا غداءنا.
فقال: الحوت اتخذ فى البحر سربا، فاقتصا الاثر حتى اتيا صاحبهما فى جزيرة في كساء جالسا، فسلم عليه، و أجاب و تعجب و هو بأرض ليس بها سلام. فقال: من أنت؟
قال: موسى.
فقال: ابن عمران الذي كلمه الله؟
قال: نعم.
قال: فما جاء بك؟
قال: أتيتك على أن تعلمني.
قال: أنى وكلت بأمر لا تطيقه، فحدثه عن آل محمد عليهم السلام وعن بلائهم و عما يصيبهم حتى اشتد بكاوهما، و ذكر له فضل محمد و على و فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)والحسن والحسين عليهم السلام و ما أعطوا و ما ابتلوا به، فجعل يقول: يا ليتنى من أمه محمد صلى الله عليه و آله و سلم.
يدل على هذا المعنى رواية الصدوق رحمه الله عن ابن ظبيان، عن الصادق عليه السلام فى اجتماع ولد آدم و تشاجرهم فى خير خلق الله، و سوال هبه الله عن آدم فى ذلك، و أخبار آدم عليه السلام بأنه رأى على وجه العرش مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم، محمد و آل محمد خير من برا الله.
و قد مرت الرواية فى عنوان: (أن فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)عليها السلام من الكلمات التي تلقاها آدم من ربه»، و روايات أخرى يجد من تتبع فى ذلك.
2- و يدل أيضا رواية: من كتاب بكر بن محمد الشامي، عن محمد بن صالح ألتمار، عن الحسين بن على، عن زهير بن محمد، عن محمد بن الحسين الطائي، عن إبراهيم بن محمد بن على بن محمد، عن ابن رئاب، عن محمد بن فضيل، عن ابى الصباح الكنانى، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال:
أتى رجل أمير المومنين عليه السلام و هو فى مسجد الكوفة... (سأله عن آيه) (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) فقال له على صلوات الله عليه: اجلس أخبرك.
فذكر معراج النبي صلى الله عليه و آله و سلم و تقدمه فى الصلاة في بيت المعمور على الأنبياء كلهم فصلى بهم، و قوله تعالى: (واسأل من أرسلنا...)
أن العرب فى الجاهلية كانوا يدعون الله باسم فاطمة(عليها السلام) عند الشدائد
1- الحسن بن احمد بن يحيى العطار، عن احمد بن محمد بن إسماعيل الفاروسى، عن عمر بن روق الخطابي، عن الحجاج بن منهال، عن الحسن بن عمران، عن شاذان بن العلاء، عن عبد العزيز، عن عبد الصمد، عن سالم، عن خالد بن السري، عن جابر بن عبد الله الانصارى قال: سالت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عن ميلاد على بن أبى طالب عليه السلام.
فقال: آه آه سالت عجبا! يا جابر عن خير مولد ولد فى شبه المسيح، ان الله خلق عليا نورا من نورى، و خلقني نورا من نوره، و كلانا من نوره نورا واحدا، و خلقنا من قبل ان يخلق سماء مبنية و لا أرضا مدحيه، أو طولا أو عرضا، او ظلمه او ضياء او بحرا إلى هواء بخمسين ألف عام.
ثم ان الله عز و جل سبح نفسه، فسبحناه، و قدس ذاته، فقدسناه، و مجد عظمته، فمجدناه، فشكر الله تعالى ذلك لنا، فخلق من تسبيحى السماء فسمكها، و الأرض فبطحها، و البحار فعمقها.
و خلق من تسبيح على الملائكه المقربين، فكلما سبحت الملائكة المقربون منذ أول يوم خلقها الله عز و جل إلى أن تقوم الساعة فهو لعلى عليه السلام و شيعته.
يا جابر! أن الله عزوجل نقلنا فقذف بنا فى صلب آدم، فأما إنا فستقررت فى جانبه الايمن، و أما على؛ فاستقر فى جانبه الأيسر.
ثم ان الله عز و جل نقلنا من صلب آدم فى الأصلاب الطاهرة، فما نقلني من صلب الا نقل عليا معى، فلم ننزل كذلك حتى اطلعنا الله تعالى من ظهر طاهر و هو ظهر عبد المطلب، ثم نقلني عن ظهر طاهر و هو عبد الله، و استودعني خير رحم وهي آمنه.
فلما ان ظهرت ارتجت الملائكة و ضجت و قالت: الهنا و سيدنا! ما بال وليك على عليه السلام لا تراه مع النور الأزهر؟ يعنون بذلك محمدا صلى الله عليه و آله و سلم.
فقال الله عز و جل: فاقروا انى اعلم بوليى و اشفق عليه منكم.
فاطلع الله عز و جل عليا عليه السلام من ظهر طاهر و هو خير ظهر من بنى هاشم بعد ابى، و استودعه خير رحم و هى فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)بنت اسد.
فمن قبل أن صار فى الرحم كان رجل فى ذلك الزمان، (و كان) زاهدا عابدا يقال له: (المثرم بن رعيب بن الشيقيان»، و كان من احد العباد قد عبدالله تعالى ماتين و سبعين سنه لم يساله حاجه حتى ان الله عز و جل اسكن فى قبله الحكمه و الهمه لحسن طاعته لربه.
فسال الله تعالى ان يريه وليا له، فبعث الله تعالى له بابى طالب.
فلما بصر به المثرم قام أليه و قبل راسه و اجلسه بين يديه، ثم قال: من انت يرحمك الله؟
فقال له: رجل من تهامه.
فقال: من اى تهامه؟
فقال: من عبدمناف؟
فقال: من اى عبدمناف؟
قال: من هاشم.
فوثب العابد و قبل رأسه ثانيه، و قال: الحمد لله لم يمتنى حتى ارانى وليه. ثم قال ابشر يا هذا! فان العلى الهمنى إلهاما فيه بشارتك.
فقال أبو طالب: و ما هو؟
قال: ولد يولد من ظهرك هو ولى الله عز و جل، و أمام المتقين، و وصى رسول رب العالمين، فان انت ادركت ذلك الولد من ذلك فاقرءه منى السلام، و قل له: ان المثرم يقرء عليك السلام و يقول: اشهد ان لا اله الا الله، و ان محمدا رسول الله، به تتم النبوة، و بعلى تتم الوصية.
قال: فبكى أبو طالب و قال: فما اسم هذا المولود؟
قال: اسمه على.
قال أبو طالب: أنى لا اعلم حقيقة ما تقول ألا ببرهان مبين و دلاله واضحة.
قال المثرم: ما تريد؟
قال: أريد ان اعلم ان ما تقوله حق، و ان رب العالمين ألهمك ذلك.
قال: فما تريد ان أسال لك الله تعالى ان يطعمك فى مكانك هذا؟
قال أبو طالب: أريد طعاما من الجنة فى وقتي هذا.
قال: فدعا الراهب ربه.
قال جابر: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: فما استتم المثرم الدعاء حتى أتى بطبق عليه فاكهه من الجنة، و عذق رطب و عنب و رمان، فجاء به المثرم الى ابى طالب، فتناول منه رمانه، فنهض من ساعته الى فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)بنت اسد.
فلما أن نحى و استودعها النور ارتجت الأرض و تزلزلت بهم سبعه أيام حتى أصاب قريشا من ذلك شده ففزعوا فقالوا: مروا بإلهتكم الى ذروه جبل أبى قبيس حتى نسألهم يسكنون لنا ما قد نزل بنا، و حل بساحتنا.
فلما ان اجتمعو الى جبل ابى قبيس و هو يرتج ارتجاجا و يضطرب اضطرابا فتساقطت الالهه على وجوهها، فلما نظروا إلى ذلك قالوا: لا طاقه لنا بذلك.
ثم صعد أبو طالب الجبل، و قال لهم: أيها الناس! اعلموا ان الله عز و جل قد احدث فى هذه الليله حادث، و خلق فيها خلقا ان تطيعوه و تقروا له بالطاعة .
أن إبليس لعنه الله يطمع بالنجاة و يسأل الله بحق فاطمة (عليها السلام)
1-( البحار: 94/ 20 و 21، عن كشف الغمه) روى عن جعفر بن محمد عليهما السلام: أن آمراه من الجن يقال لها: عفراء، و كانت تنتاب النبى صلى الله عليه و آله و سلم فتسمع من كلامه فتاتي صالحي الجن فيسلمون على يديها.
و فقدها النبي صلى الله عليه و آله و سلم و سال عنها جبرائيل عليه السلام فقال: أنها زارت أختا لها تحبها فى الله تعالى.
فقال عليه السلام: طوبى للمتحابين في الله، أن الله تبارك و تعالى خلق فى الجنة عمودا من ياقوته حمراء، عليها سبعون ألف قصر، فى كل قصر سبعون ألف غرفه، خلقها الله عز و جل للمتحابين في الله.
و جاءت عفراء فقال لها النبي صلى الله عليه و آله و سلم: يا عفراء! اين كنت؟
فقال: زرت أختا لي.
فقال: طوبى للمتحابين في الله، و المتزاورين يا عفراء! اى شى ء رأيت؟
قالت: رأيت عجائب كثيرة.
قال: فأعجب ما رأيت؟
قالت: رأيت إبليس فى البحر الأخضر على صخره بيضاء مادا يديه الى السماء و هو يقول:
الهي أذا بررت قسمك، و ادخلتنى نار جهنم، فالسالك بحق محمد و على و فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)و الحسن والحسين الا خلصتني منها و حشرتني معهم.
قلت: يا أبا حارث: ما هذه الأسماء التي تدعو بها؟
فقال: رايتها على ساق العرش من قبل أن يخلق الله عز و جل آدم بسبعه ألف سنه، فعلمت إنها أكرم الخلق على الله، فانا أساله بحقهم.
فقال النبي صلى الله عليه و آله و سلم: والله؛ لو اقسم أهل الأرض بهذه الأسماء لأجابهم الله تعالى.
نورانية الزهراء (عليها السلام)
المعرفة النورانية لها وذلك بالاطلاع على حقيقة نورها سلام الله عليها والمبدأ الذي منه انحدر وفيه علا ذلك النور ، ويمكن مراجعة الكثير من الروايات الواردة في المقام لكي تعرف هذه المعرفة النورانية لها والتي هي كفوا لعلي عليه السلام والذي يقول هو نفسه عندما سأله أبو ذر الغفاري وسلمان رضوان الله عليهما عن معرفته بالنورانية فقال . " إنه لا يستكمل أحد الإيمان حتى يعرفني كنه معرفتي بالنورانية فإذا عرفني بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه للإيمان وشرح صدره للإسلام وصار عارفا مستبصرا ومن قصر عن معرفة ذلك فهو شاك مرتاب . يا سلمان ويا جندب ، قالا : لبيك يا أمير المؤمنين ، قال : معرفتي بالنورانية معرفة الله عز وجل ، معرفة الله عز وجل ، ومعرفة الله عز وجل معرفتي بالنورانية وهو الدين الخالص الذي قال الله تعالى : * ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له حنفاء ويقيمون الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) * .
إلى أن يقول : ( يا سلمان ويا جندب ، قالا : لبيك صلوات الله عليك ، قال : أنا أمير كل مؤمن ومؤمنة ممن مضى وممن بقي ، وأيدت بروح العظمة ، وإنما أنا عبد من عبيد الله لا تسمونا أربابا وقولوا في فضلنا ما شئتم فإنكم لن تبلغوا من فضلنا كنه ما جعله الله لنا ، ولا معشار العشر " .
وهذا يؤيده على ما ورد في الزيارة الجامعة الكبيرة " من عرفكم فقد عرف الله " أي أن معرفتكم من شأنها أن تؤدي إلى معرفة الله تعالى لأنهم هم الدالين عليه تعالى لذا ورد في الحديث عن جابر عن عبد الله الأنصاري يقول : " سمعت أبا جعفر يقول : إنما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف وعرف إمامه منا أهل البيت ومن لا يعرف الله عز وجل ولا يعرف الإمام منا أهل البيت فإنما يعرف ويعبد غير الله هكذا والله ضلالا " .
إذن معرفة فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)بالنورانية كمعرفة علي بالنورانية " نحن أهل البيت عجنت طينتنا بيد العناية بعد رش علينا فيض الهداية ثم خمرت بخميرة النبوة وسقيت بماء والوحي ونفخ فيها روح الأمر فلا أقدامنا تنزل ، ولا أبصارنا تضل ، ولا أنوارنا تفل ، وإذا ضللنا فمن بالقوم يدل " . الناس من شجرة شتى وشجرة النبوة واحدة محمد رسول الله أصلها وأنا فرعها وفاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)الزهراء ثمرها ، والحسن والحسين أغصانها ، أصلها نور وفرعها نور وثمرها نور ، وغصنها نور ، يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار ، نور على نور " .
على أن هناك مراتب عديدة للمعرفة فهي كلي مشكك له مراتب طولية وعرضية وقد قسموهما إلى :
1 - المعرفة البرهانية : والتي تكون بالدليل العقلي
2 - المعرفة الإيمانية : والتي تكون بالدليل النقلي من الكتاب والسنة .
3 - المعرفة الشهودية : والتي تكون بالإشراف والكشف والشهود بالقلب . ولقد أضاف إليها سيدنا الأستاذ آية الله السيد عادل العلوي ( دام ظله ) تقسيما آخر كما يلي :
1 - المعرفة الجلالية : وهي تعني معرفة الشئ في حدوده وشكله الهندسي كمعرفة الجبل من بعيد .
2 - المعرفة الجمالية : وهي تعني معرفة الشئ من باطنه وجوهره .
3 - المعرفة الكمالية : وهي تعني الوقف على هدف الشئ وغايته .
====
المصادر والهوامش:
1 ـ (البحار) ج43، ص37
2 ـ (يوميات فاطمة الزهراء) لأحمد الكاتب ص21.
3 ـ (عدة الداعي) الباب الرابع ص139. النهج ـبالتحريكـ والنهيج: تواتر النفس من شدة الحركة.
4 ـ (البحار) 43، ص81 ـ82.
5 ـ الجواء: داخل البيت والبرا: ظاهر البيت.
6 ـ المشاش: رأس العظم اللين.
7 ـ (المناقب) لابن شهر آشوب.
8 ـ (منلقب) لابن شهر آشوب، ج3، ص337
9 ـ المصدر، ص356.
10 ـ (البحار) ج43، ص84.
11 ـ (الأمالي) للصدوق، المجلس 24، ص100.
12 ـ قال ابن حجر القسطلاني في (إرشاد الساري) ج6، ص117، بمطبعة الكبرى الأميرية مصر: قال ابن تيمية فيه: إن من واظب على هذا الذكر عند النوم لم يصبه أعباء، لأن فاطمة رضي الله عنها شكت التعب من العمل فأحالها صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك. وقال عياض: معنى الخيرية (وهو قوله: خير لكما من الخادم) أن عمل الآخرة أفضل من أمور الدنيا.
13 ـ (مرآة العقول) ج15، ص176.
14 ـ كذا، والصواب (أربعاً وثلاثين) وهكذا ما بعده
15 ـ راجع للبحث الوافي عنه (مفتاح الفلاح) للعلامة البهائي (رحمه الله): الباب الخامس.
16 ـ (وفاة الصديقة الزهراء) للعلامة المقرم، ص41.
17 ـ المصدر السابق.
18 ـ (فروع الكافي) بهامش (مرآة العقول) ج15، ص174 و173.
19 ـ مجلت يداها أي ظهر فيها المجل وهو ماء يكون بين الجلد واللحم من كثرة العمل الشاق. والمجلة: القشرة الرقيقة التي يجتمع فيها ماء من أثر العمل الشاق.
20 ـ الدكنة: لون يضرب إلى السواد.
21 ـ الحداث: جماعة يتحدثون
22 ـ (من لا يحضره الفقيه) ج1، ص320 ـ 321.
23 ـ المصدر السابق.
24 ـ (البحار) ج21، ص24.
25 ـ (البحار) ج85، ص336.
26 ـ المصدر، ص339
27 ـ (الجواهر) ج10، ص402
28 ـ (وسائل الشيعة) الباب 10 و11 من أبواب التعقيب.
29 ـ (الجواهر) ج10، ص399.
30 ـ (الوسائل) الباب 9 من أبواب التعقيب.
31 ـ (الجواهر) ج10، ص396.
32 ـ المصدر، ص397 ـ398.
33 ـ انتبه هامش
34 ـ انتبه هامش
35 ـ انتبه هامش
36 ـ (مكارم الأخلاق) فيما يتعلق باليوم والليلة، ص281.
37 ـ (دعوات الراوندي) ص61.
38 ـ مصباح المتهجد) ص265 ـ266.
39 ـ المصدر، ص266 ـ268.
40 ـ جزاء الشرط محذوف لدلالة الكلام عليه.
41 ـ (جمال الأسبوع) ص132 ـ133.
42 ـ (من لا يحضره الفقيه) ج1، ص564.
43 ـ المصدر السابق.
44 ـ (وسائل الشيعة) ج5، ص243 ـ244، باب استحباب صلاة فاطمة عليها السلام وكيفيتها.
45 ـ (جمال الأسبوع) ص127 ـ128.
46 ـ مستدرك الوسائل) ج1، ص460
47 ـ المصدر السابق
48 ـ (مكارم الأخلاق) ص330،، باب نوادر الصلوات.
49- الكوثر في أحوال فاطمة بنت النبي الأطهر/ سيد محمد باقر موسوى / مصحح: محمد حسين رحيميان
50- موسوعة اهل البيت.
|
|
|
|
|