[علاء ناصر حسين]

القطعــــة الأخيــــرة









أخرجت علبة البسكويت من حقيبتها وهي جالسة على كرسي الإنتظار فى إحدى المطارات ، كان يجلس بجانبها رجل يقرأ في كتابه !

عندما بدأت فى قضم أول قطعة بسكويت والتي كانت موضوعة على الكرسي بينها وبين الرجل فوجئت بأن الرجل بدأ في قضم قطعة

بسكويت من نفس العلبة التى كانت هي تأكل منها ! بدأت هي بعصبية تفكر أن تلكمه لكمة فى وجهه لقلة ذوقه ، كل قضمة كانت تأكلها هي

من علبة البسكويت كان الرجل يأكل قضمة أيضاً ، زادت عصبيتها لكنها كتمت في نفسها ! عندما بقي في كيس البسكويت قطعة واحدة فقط

نظرت إليها وقالت فى نفسها ”ماذا سيفعل هذا الرجل قليل الذوق الآن“ لدهشتها قسم الرجل القطعة إلى نصفين ثم أكل النصف وترك لها النصف !

قالت فى نفسها ”هذا لا يحتمل“ كظمت غيظها وبدأت بالصعود إلى الطائرة ، عندما جلست فى مقعدها بالطائرة فتحت حقيبتها لتأخذ نظارتها وعندها

وجدت مفأجاة مذهلة ، رأت علبة البسكويت الخاصة بها كما هي مغلفة بالحقيبة صـُدمت وشعرت بالخجل الشديد أدركت فقط الآن بأن علبتها كانت في

حقيبتها وأنها كانت تأكل مع الرجل من علبته هو ، أدركت متأخرة بأن الرجل كان كريما ً جدا ًمعها وقاسمها في علبة البسكويت الخاصة به بدون أن

يتذمر أو يشتكي وإزداد شعورها بالعار والخجل إذ أنها لن تجد لا الرجل ولا الوقت أو الكلمات المناسبة لتعتذر بها للرجل عما حدث من قلة ذوقها .




أفكارك تقود مشاعرك ، يمكن ان تحفزك أو تقضي عليك




إذا عرفت كل الحقائق فلن يصعب عليك صنع القرار " هوراس "