برغم الحكايات الأسطورية والخرافات عن الجبل الذي تستند إليه مدرستنا والذي لا أعرف إلى الآن لماذا بُنيت المدرسة في حضن جبل تدور حوله كل هذه ألشبهات
فكل جيل من المتعاقبين على هذه المدرسة كان لديه ما يرويه من الحكايات عن هذا الجبل وغرائبه.. إلا أن كل تلك الحكايات لم تؤثر فينا نحن جيل أفلام الرعب كما
يقال عنا نحب الخوض في المغفول عنه. وبرغم مايقال عن هذا الجبل الأمرد الذي لا توجد فيه نبته أو شجرة ولا يوجد فيه أي شيء من كائنات الأرض نبات كان أو
حيوان .. وبرغم أنه كيان مُهاب لم يتجرأ أحد على تسلقه أو التفكير حتى في محاولة كشف حقيقة ما يدور حوله .. فقد راودتنا انا وأصدقائي فكرة سبر غور هذه الاسطورة
كثيراً لكنا انتظرنا الوقت المناسب.
اغتنمنا اول فرصة مناسبة لمراودة قمة هذا ألجبل حثينا السير حتى ارتقينا إلى القمة , كنا نظن بأن قمة الجبل ستكون محدبة أو أكثر ضيقاً من قاعدة الجبل ولكن ما رأيناه
كان مفاجأة فقد رأينا القمة مسطحة مستوية . كانت سماءها شبه غائمة وكنا كمن دخل إلى بعد آخر .. مرت ثواني قليلة قبل ان نفاجأ بكلاب سوداء كبيرة بأحجام غير طبيعية
تخرج من فوهات في السطح الصخري هذا الذي لا توجد فيه شجرة او نبته أو أي شيء يدل على الحياة , اتجهت هذه الكلاب نحونا بسرعة ووقفت أمامنا في خط مستقيم مواجه
لنا وأخذت تزأر وتكشر عن انياب بيضاء كأنما رُكبت للتو.. وقفت وأصدقائي ببلاهة أمامها وبعجز لا نصدق مانراه.. نظرت انا في عين الكائن المقابل لي فوجدت في عينيه نظرات
التحذير تلك التي أراها أحياناً في عيون أساتذتي , استدرت دون تفكير وأخذت أطوي ارتفاع الجبل إلى الأسفل بسرعة جنونية وليس في عقلي إلا الذهول من كلاب تسكن سطح جبل
في منطقة غير آهلة بالسكان .. تذكرت كم كان فراءها أسود ونظيف.. وتذكرت وقوفها أمامي وأصدقائي بذلك الثبات.. فقد وقفت تحذر ولا تهاجم .. عدنا إلى منازلنا سالمين نسرد