بقلمي
---------
يتولد التواضع بين معرفة الانسان بالله تعالى وبين معرفته بنفسه وتفاصيلها وعيوب عملها وآفاتها ، فخلق التواضع وهو انكسار القلب لله وخفض جناح الذل والرحمة لعباده ، فلا يرى له على أحد فضلا ولا يرى له عند أحد حقا ، بل يرى الفضل للناس عليه والحقوق لهم قبله ، وهذا خلق إنما يعطيه الله عز وجل من يحبه ويكرمه ويقربه بخلاف المهابة التي هي الدناءة والخسة وبذل النفس .
والله سبحانه وتعالى يحب التواضع ويبغض الضعة والمهانة وقال صلى الله عليه وآله : " وأوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد "..وقال صلى الله عليه وآله (( من تواضع لله رفعه)).
والتواضع المحمود على نوعين :
النوع الأول : تواضع العبد عند أمر الله امتثالا وعند نهيه اجتنابا ، فإذا تواضع العبد نفسه لأمر الله ونهيه فقد تواضع للعبودية ..
النوع الثاني : تواضعه لعظمة الله وجلاله وخضوعه لعزته وكبريائه فكلما شمخت نفسه ذكر عظمة الرب تعالى وتفردّه وغضبه الشديد على من نازعه فتتواضع إليه نفسه وينكسر لعظمة الله قلبه ويطمئن لمهابته ويخبت لسلطانه وهذا غاية التواضع ..