تحدي واصرار المرأة العراقية ..... قصة واقعية , الجزء الاول
بتاريخ : 30-10-2012 الساعة : 04:06 PM
تحدت القدر والاهل والمجتمع الظالم بحقها وحق اولادها الخمسة بعد ان اصبح زوجها معاقا عن العمل ولم يكن لديهم معين سوى الله وراتب متقاعد ضئيل جدا لا يسد رمقهم ومرت عليهم ايام واشهر حيث عانو ماعانوه من الجوع والفقر والمرض وازدادت مشاكلها كلما مشى قطار العمر من محطة الى اخرى .في يوم قرروا اخوتها مساعدتهم لها بعد ان فكرت بان تعمل فراشة لتعيل زوجها المريض والذي بحاجة الى دواء شهري يقضي على كذا مبلغ من راتبهم التقاعدي ناهيك عن متطلبات المعيشة الصعبة للغاية . وقالوا لها بالحرف الواحد نعينك مقابل كذا شروط واولهم التخلي عن اية فكرة عمل ولو حتى بالاحلام . فرضيت وكانها تجرعت قدحا من السم الزعاف لانها ادركت ماهذه المطالب الا من زوجات اخوتها ولاذلالها وهي كانت الامرة والنهية في زمن ابيها رحمه الله واسكنه فسيح جننانه وكانت متيقنه تمام اليقين بان هذه المعونه لن تمر بدون ثمن وانها فتنه وامام اختبار صعب بينها وبين الاودها الاطفال الخمسة وزوجها المريض . فقالت في قرارتِ نفسها لنسايرهم ونرى وان غدا لناظره لقريب . ورفعت يداها الكريمتين الى الله عز وجل وقالت الهي انهم يكيدون كيد فانصرني على القوم الماكرين واحفظني وعيالي واهلي مما اخاف واحذر واليك فوضت امرنا وعليك توكلت ياخير الناصرين ياالله ..... فقبلت وتخلت ونفذت الشروط بحذافيرها وبشهادت المقربين .ولم تمر سوى شهرا ونيف او اقل من ذلك الا وتفاجئت بقدوم نفر من الاهل المتعاقدين ومرتسمة على وجهه علامات الحزن والالم فقفز الحاضرين لاستعلام الخبر فاجاب وراسه ناكس نحو الارض لا اعرف كيف ابداء وما اقول !!!!! قل ياخي استحلفك بتربة ابي وامي مالخطب ؟؟؟؟؟ الحقيقة اننا لا نستطيع تلبية احتاجاتكم العائلية فاما اذا كنت لحالك فنحن بالخدمة واما اذا اصريتي على البقاء مع عيالكِ وزوجك المريض فنحن نتخلى عنكم واعتبري كل الاتفاق ملغي من طء طء الى السلام عليكم كما يقولون, ونحن اسفون وخرج فورا من البيت .!!!!! فاعتلى البكاء والعويل من العائلة جمعا وزجها اخذ يتلوا من الالم ولبكاء والاطفاء يبكون على امهم وهي تندب حظها العاثر بكذا اهل وفجأة نهضت ومسحت دموعها ورسمت على وجهها ابتسامة الامل لتزرعها في نفوس الاخرين وصاحت لن اركع واذل ولنا ربُ كريم لا ينسى عبده اذا ناداه بصدق وايمان وان الله يااولادي لا يحب المؤمن الضعيف والتفتت لزوجهها واحتضنتهُ من الله ومنك استمد قوتي يازوجي الحبيب لن يفرقنا الا الموت الحق مهما تكالبت عليّ مصائب الحياة ولنهدي دموعنا لال البيت الطاهرين وحسيننا الشهيد ومن الان ساذهب وابحث عن عمل فخرجت مع احد اولادها الى المدرسة التي كانت تنوي العمل فيها فقالوا لها انتهى التسجيل وانتظري للعام القادم واخذت تبحث وتبحث هنا وهناك ومضت ايام بلا بصيص امل وفي يوم قررت ان تبيع الصمون كهربائي ( صمون ابو الخمسة) هكذا تعريفه بالعامية . فذهبت الى الجهات ذات العلاقة ونصبت كشك صمون لمعشة عيالها وكانت تخرج فجرا ليكون الصمون جاهزا للزبائن على الافطار وبعدها اشتغلت خدامه في بيت احدى المدرسات من صديقاتها واستمرت الاحوال على هذا المنوال بعز وشرف وزوجت البعض من اولادها دون منة من احد وبافتخار حتى نهايات الحرب العراقية الايرانية في منتصف الثمانينيات . ولاسباب كثيرة اخذت عيالها وسافرت الى خارج البلد ..... هنا تنتهي اصعب مشوار في حياتها . السؤال هو هل لدينا هكذا ايمان وعقلية وترابط واصرار على خوض غمار التحدي لنعيش بعز وكرامة وحفاظ على الاسرة والفداء للحبيب ( الزوج الكريم )؟؟؟؟؟ وما هي اخلاقيات الزوج تجاهها لكي تبذل قصارى جهدها لاسعاده ؟؟؟؟؟ استمحيكم عذرا ان اطلت الحديث ولكم من كل التقدير والاحترام وكا عام انتم بخير (بقلمي من كتابات آهات غريب ) سيد علي الموسوي ....[IMG]