أبو السبطين حيدرةٌ أميري
أقولُ ونبعهُ الصافي نميري =أبو السبطينِ حيدرةٌ أميري
وأهتفُ في المحافلِ أن ذاتي = نمت والله في دوح الغديرِ
ومُذ كُنتُ الجنين ببطنِ أمي = لهُ أعطيتُ عهداً في ضَميري
توطنَ حبُه الأسمى بروحي = وعطرُ ولائه الأزكى عبيري
لَقد فَاز الذي ولاهُ حقاً = ومَنْ عاداهُ يُرمى في السعير
ومَنْ جَحِد الولايةَ وازدراها = وأنكرَ ما أتى يومَ الغدير
لأن غديرهُ أمرٌ تجلى = مِنَ الرحمنِ للهادي البشيرِ
وقَدْ وافاهُ جبريلٌ ينادي = ألا بلغ وأوقفْ للمسير
فأوقف جَمعهم في دوحِ خُمٍّ = وقامَ الناسُ في حرِّ الهجير
تطَاولت الرقابُ أليه تعنو = وجالَ الصمتُ في الجمع الغفير
وكلٌ راحَ يَرقبهُ مليّـــا = ليعرفَ جوهرَ الأمر الخطير
على الأقتاب يُسمعهم عظيــــم الأمر بالصوتِ الجهوري =
ألا يا أيها الناس أسمعوني = وعّوا ما جَاء مِنْ ربّي القديرِ
أنا أولى بأنفُسِكم جَميعا = لَكمْ أمنٌ لدى الفزعِ الكبير
فقالوا أنت مولانا شَهِــدنا = وأنكَ مَلجاٌ للمُستَجِيرِ
هُنا ناداهُ أن قُمْ يا عليُّ = ويا ونفسي وظهري بل ظهيري *1
فأكرمْ بالمُشارِ أليه أكرمْ = وأكرم ثم أنعمْ بالمُشيرِ
ألا مَنْ كُنتُ مولاهُ فهذا = لهُ المولى إلى يومِ النشورِ
أقروا ثُمَّ قالوا قَدْ رَضيــــنا = ولا نُبدي بهذا من قصورِ
وقَاموا نحو بيعتهُ سِراعاً = وأبدوا للسعـــــادةِ والحبورِ
وبَخ بَخ منهمُ مَنْ قَال بَخاً = فيآللهِ للخَطبِ المريرِ
لَقدْ خانوا الوصيةَ مَا رعوها = وجُيّشت الضغائنَ في الصدور
وحوربَ مَنْ لهُ قَالوا رَضيِنا = وتِلكَ سقيفةُ الغدرِّ الشهيرِ
وكانت بعدَ هذا حادِثاتٌ = فضيعاتٌ كقاصمةِ الظهورِ
فدوّن بالدماءِ لنا تُراثاً = يسيلُ مضمخاً وجهَ العصور
لعيدِ غديرنا شُنت فكانت = حروبٌ من قديمٍ في الدهورِ
فأن قُلتم هي الشورى اعتراضا = كما قد جاء في الذكر المنير
فَتلكَ أميةٌ لما استعادت = أعادت مُلكَ كسرى في القصورِ
وصارت لعبةً فتلاقفوها = وسُلِمت الخلافةُ للفجور
فقولوا أين شوراكم بهذا = ألا أين الزعيقُ من النكيرِ
أذا كان الوليدُ يعبُّ كأساً = ويضربُ عازفا لحنَ الخمور
يصلي الفجرَ اربعةً ينادي = أزيدكمُ بهذا من كثيرِ ؟
أذا كان الأميرُ يُحبُ قِرداً = ويجلسَهُ على العرشِّ الوفيرِ
أذا كانَ السوادُّ لهم عطايا = وقَدْ مَصوا الحقوقَ من الفقيرِ
أذا نَعبَ الغرابُ لهم بقصرٍ = فقالوا ليسَ من هادٍ نذيرِ
أذن هاكم لقولي وهو أجدى = ألا يا زمرة الاحقادِ طيــري
نعم طيري فأني في عليٍّ = تَحدّدَ في ولايتهِ مصيري
ويومِ غديرهُ هذا سيبقى = لنا عيدٌ ويبعثُ للسرورِ
على مرِّ السنينِ لهُ سنحيي = مبايعةً إلى يومِ الظهورِ
*******
شعر – عمار جبار خضير 2011
♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦♦
* وهو قوله تبارك وتعالى (وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكُة بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ)
وصالح المؤمنين هو أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يحمله على صدره ويطوف به جبال مكة وشعابها وأوديتها ويقول: هذا أخي ووليي وناصري وصفيي وذخري وكهفي وظهري وظهيري (2) و وصيي، وزوج كريمتي، وأميني على وصيتي، وخليفتي، وكان يحمله دائما.