السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللهِ وابْنَ حُجَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قَتيلَ اللهِ وَابْنَ قَتيلِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثأرَ اللهِ وَابْنَ ثَأرِهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وِتْرَ الله المَوتُورَ في السَّماوات وَالأرْضِ ، أشْهَدُ أنَّ دَمَكَ سَكَن في الخُلُدِ ، وَاقْشَعَرَّتْ لَهُ أظلَّةُ العَرْشِ وَبَكى لَهُ جَميعُ الخلائِقِ ، وَبَكَتْ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالأرَضُونُ السَّبْعُ وَما فيهِنَّ وَما بَيْنَهُنَّ ، وَمَنْ في الجَنَّةِ وَالنّار مِنْ خَلْقِ رَبِّنا ، ما يُرىُ وَما لا يُرى
شهر المحرم قد أقبل إلينا حاملاً معه ذكرى عاشوراء الحسين عليه السلام يريد منا حسينيون قلبا وقالبا شكليا وباطنيا داخليا وخارجيا كخروجة كأنبعاثة كأنطلاقة نحو الباطل والفسوق والتأمر والعبث بالامة والجهر بقول الحق والصدق والفداء لهما وفي سبيل المباديء والقيميات والاهداف النبيلة الغالية / الحسين علية السلام يريد منا حسينيون نقفو أثره ونعيد مأثره ونلقن العدو للاسلام والاستكبار الدروس كما لقن هو / فنبدأ بتلقن الافكار الثورية والاهداف الاندفاعية والاهازيج الحماسية ولانوار الحسينية بنفس راضية وقلب مقتنع وفكر خالي من الانانية والمرضية والترسبية والاهواء الدنيوية والتعلق بفتاتها المشين / الحسين ما خرج الا ليحدث صدمة تجاه الباطل ورموزه وأوكاره الحقيره ليهشمها ولو بعد حين ويقلب عاليها سافلها
فهلموا لنقف وقفة اجلال أمام أروع أمثولة للشموخ..وننحني بخشوع أمام أروع أمثولة للبطولة شهدها تاريخ الشموخ والتضحيات والبطولات عبرالعصور...
لولا ما بذله الحسين (ع) في سبيل إحياء الدين من نفسه الزكية ونفوس أحبّائه بتلك الكيفية، لأمسى الاسلام خبراً من الاخبار السالفة، وأضحى المسلمون أمّة من الامم التالفة.
إنّ هذه المآتم دعوة إلى الدين بأحسن صورة وألطف أُسلوب، بل هي أعلا صرخة للاسلام توقظ الغافل من سباته، وتنبه الجاهل من سكراته، بما تشربه في قلوب المجتمعين، وتنفثه في آذان المستمعين، وتبثه في العالم وتصوره قالباً لجميع بني آدم، في إعلاء كلمة الله.
إن المصلحة التي استشهد الحسين بأبي وأمي في سبيلها وسفك دمه الزكي تلقاءها، تستوجب استمرار هذه المآتم، وتقتضي دوامها إلى يوم القيامة.
حركة الإمام الحسين عليه السلام من الأعمال التي ليست فيها شائبة ولو بمقدار رأس إبرة، لذا هو باقٍ إلى الآن، وسيبقى خالداً إلى الأبد.
قال رسول الله : (( إن لولدي الحسين حرارةً في قلوب المؤمنين لا تبرد إلى يوم القيامة ))
قُــتِلتَ وظــلَّت دِمـــاكَ حـــروفاً عــلى ألــسُنٍ حُـــرةٍ تُــنشــــــدُ
تُعــلِّمُــــنا كــيفَ تبـقى الدمــاء على شــفــةِ الــدهـــرِ لا تــبـرُدُ
عاشوراء أقبلت تعبئ من جديد فكر الثورة ومضامينها في عقول المؤمنين المحبين الممتزجة مع الإيثار الحسيني والخشوع الزينبي في مدد إلهي لا يرتقي لنيله إلا السابقون ممن قربهم الله وحفاهم بلطفه وعنايته، هلموا ننهل من عبقات الثورة الحسينية ما ننال به رفيع المقام في الدنيا والاخرة.
ومن هذا المنطلق علينا إستغلال هذه الأيام العظيمة ، وبذل الغالي والرخيص في سبيل إحياء هذه الشعائر المقدسة كما وندعوكم إلى العمل على المساعدة في إقامة هذه المجالس والمشاركة بمواكب العزاء .. ولبس السواد وإظهار المواساة لمولاتنا زينب .
وإحياءها من خلال صفحات المنتدى: بالمشاركة في كل المجالات ، من خلال المواضيع التي تشرح أبعاد واقعة الطف ، وتشرح حلية بعض الشعائر التي عمل البعض على توهينها ..
ومن خلال القصائد الشعرية والمقطوعات الأدبية التي تجسد هذه الواقعة ، وتنزيل كافة الروابط الصوتية التي تساعد في إحياء هذه المناسبة ليستفيد منها الجميع .. ونقل صور الإحتفالات بهذه الواقعة الأليمة .
لنعمل معاً على إيصال الرسالة التي سطرها الإمام الحسين بدمه إلى كافة الناس لتكون حجة عليهم يوم القيامة ..
قال الإمام الصادق (عليه السلام ) : أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا .
نعاهدك سيدي يا أبا عبدالله أن نعمل على إحياء أمرك ما دام فينا عرق ينبض ..
اللهم اجزِ الحسين وأهله وأصحابه عن هذه الأمة خير جزاء. اللهم أرنا الحق حقا فنتبعه، والباطل باطلا فتنجنبه. اللهم ما عرفتنا من الحق فحمّلناه، وما قصرنا عنه فبلّغناه. اللهم اجعلنا من الذين هدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد. واجعل اللهم لنا توفيقا بك في جميع الأحوال وفي جميع الأمور.
والحمدلله رب العالمين الذي كرَّمنا بولاية أمير المؤمنين والمعصومين من وُلدِه
صلوات الله عليهم اجمعين واللعنة الدائمة على اعدائهم الى يوم الدين