لم يسبق، قبل اليوم، لعلامة تجارية شهيرة في عالم السيارة أن تحبط مرتين... ولكن هذا هو بالضبط ما حدث لسيارة «مايباخ» ليموزين الألمانية الفاخرة، والتي كانت تصنعها شركة «مرسيدس – بنز» برسم الأثرياء فقط. نحو ثلاثة آلاف ثري اشتروا هذه السيارة الفاخرة التي صنعت للقادرين ماليا والمشاهير. ولكن عندما انتهى تصنيعها الشهر الماضي، بعد عشر سنوات من بدء إنتاجها، غابت «مايباخ» عن عالم الأثرياء بلا وداع يليق بمقامها.
حتى الشركة المصنعة، «مرسيدس - بنز»، لم يصدر عنها في هذه المناسبة وداعا ولو تجاريا للسيارة إذ اكتفت بوضع كلمة «أوقفت» بجوار نماذج «مايباخ» في أحدث القوائم المصورة للشركة. وكانت الشائعات عن احتمال «تعليق» إنتاجها في مستقبل قريب قد راجت في ألمانيا منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي دون أن تلقى تأييدا أو نفيا رسميا من شركة «مرسيدس»... إلى أن قال أخيرا رئيس الشركة، ديتر زيتشه، لصحيفة «فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج» إنه من غير المجدي تطوير نموذج جديد من مايباخ. زيتشه اعتبر أن مرسيدس هي الوريث الشرعي لمايباخ حين قال: إن «الفئة المقبلة إس - كلاس ستكون مماثلة للسيارة الفائقة والتي يمكن أن تخلف مايباخ».
آخر نماذج من سيارات مايباخ المصنوعة يدويا غادرت المصنع في مدينة زيندلفينجين القريبة من شتوتغارت في يونيو (حزيران) الماضي، بعد 71 عاما من الإغلاق الأول لمايباخ عام 1941. في أوج الحرب العالمية الثانية. وحازت سيارة «مايباخ زيبلين» الشهيرة نفس الشهرة التي حظيت بها «مرسيدس770» في أنها أكثر السيارات المرغوب فيها بألمانيا في فترة الثلاثينات من القرن الماضي. لكن المعايير العالية في اللمسات النهائية والراحة والسكون لم تنقذ العلامة التجارية. وبيعت عشرات السيارات، وليس المئات، رغم اقتنائها من جانب مشاهير أمثال المغني انريكو كاروسو أو الملك بول، ملك اليونان. وبدأت شركة «مايباخ» الأصلية على يد فيليام مايباخ الذي ترك دايملر في عام 1907 ليؤسس مصنعا لمحركات الطائرات مع كونت زيبلين.
وكانت «مرسيدس - بنز» تعتزم بيع ما بين ألف إلى 1500 نسخة من سيارات مايباخ الجديدة، لكنها لم تستطع إنتاج أكثر من 200 وحدة سنويا. وذكر تقرير إعلامي أن الشركة المصنعة خسرت مبلغا كبيرا في كل سيارة مايباخ أنتجتها. ووفرت السيارة فخامة كبيرة بأقل مجهود من محرك «تربو تشارجر» مزود باثنتي عشرة أسطوانة، وتجهيزات داخلية محدثة، لكنها اعتبرت بشكل عام نسخة أكثر قوة من فئة مرسيدس بنز «إس كلاس صالون». وتتشارك في نفس خط التصميم والهيئة المعمارية مع السيارة الفاخرة التي تحتل مرتبة الصدارة والتي تخلفها الآن.