|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 76190
|
الإنتساب : Nov 2012
|
المشاركات : 1,222
|
بمعدل : 0.28 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
أول إنقلاب في الإسلام: مؤامرة السقيفة والإنقلاب على الرسول الأكرم (ص) !!
بتاريخ : 07-12-2012 الساعة : 01:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
أول إنقلاب في الإسلام: مؤامرة السقيفة والإنقلاب على الرسول الأكرم (ص) !!
التوطئة:
أخبرت الأوامر الإلهية ومنها تحذير الأمة من الانقلاب والارتداد بعده صلى الله عليه وآله، وهو ما نبأ به (صلى الله عليه وآله) فعلياً.
وقد قال الله عز وجل: ”وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ“ (آل عمران: 145).
أما رسولنا الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد حذر مرارا وتكرارا من أن كثيرا من أصحابه سينقلبون بعده، وأنهم سيأخذون بسنن اليهود والنصارى، ومعلوم أن على رأس تلك السنن اليهودية والنصرانية هو تحريف الدين السماوي.
فقال (صلى الله عليه وآله) كما رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد: ”لتتبعنّ سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم! قلنا: يا رسول الله؛ اليهود والنصارى؟ قال: فمن“؟! (صحيح البخاري ج8 ص151 وصحيح مسلم ج8 ص57).
وقال (صلى الله عليه وآله) كما رواه البخاري: ”أنا فرطكم على الحوض وليرفعن رجال منكم ثم ليختلجن دوني فأقول: يا رب أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك“! (صحيح البخاري ج7 ص206).
وأخرج البخاري أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ”يرد على يوم القيامة رهط من أصحابي فيجلون عن الحوض فأقول: يا رب أصحابي! فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، انهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى“. (المصدر نفسه).
وأخرج البخاري أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ”بينا أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم، فقلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: وما شأنهم؟ قال: انهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى. ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم، قلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال: انهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى. فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم“.
====
إختار الله تعالى أهل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام؛ فأعطاهم دوراً خاصاً ومميزاً لقيادة الأمة؛ وبــأمر من الله بيّن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إستحـآلة إدراك الأمة للهدى إلا بالتمسك بـأثنين وهما كتاب الله بإعتباره: (القانون النافذ في مجتمع الأمة الإسلامية) وبأهل بيت النبوة بإعتبار عميدهم في كل زمـآن وهو قائد الأمة، وإمامهـآ ومرجعها، مثلما بيّن الرسول إستحالة تجنب الضلالة بغير التمسك بـالإثنين.
ولم يكتف الرسول بذلك إنما حدد الأئمة من بعده وسمى اثنى عشر إماما بإسمائهم وكلهم من ذريته الطاهرة، وكلهم عمداء لأهل بيت النبوة، فـ علي، وحسن، وحسين، وزين العابدين علي بن الحسين، والباقر.. سماهم الرسول، تسعة منهم لم يولدوا بعد.
وهكذا تلقى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمراً من ربه يعلن عليّ بن أبي طالب ولياً لعهده وإماماً من بعده، وكلف الله رسوله أن يعد الإمام علي إعداداً خاصآ للإمامة من بعده، وقبل ان ينتقل النبي إلى جوآر ربه أكد عهده لعلي وتوجه أمآم مئة ألف لإعلان البيعة وكان ذلك بغدير خم في حجة الودآع كما أشتهر في تاريخ وتوآتر في الحديث.
وحيث أن الأمة قد دلها الله ورسوله على الشخص المتصف بصفـات الإمامة أو القيادة أو المرجعية فإنها بهذه الحالة تقبل على إمامها الجديد فتبايعه بيسر وسهولة بدون هزة ولا رجة فيسير الجميع ضمن إطار الشرعية والمشروعة الإلهية، تحت قيادة الرجل الذي ارتضاه الله ورسوله لقيادة الأمة.
وقبلت الأمة اللإسلامية بالترتيبات الإلهية المتعلقة بالقيادة، أو الأمامة، أو المرجعية من بعد النبي، والتي بينهآ الرسول بيانا كاملاً، وأقتنعت الأمة أو تظاهرت بالأقتناع بإن أهل البيت وآل محمـد أحق بميرآث محمـد من غيرهم، ولم يندهش النآس من جمع الهاشميون للنبوة والملك معاً، (وربك يخلق مايشاء، ويختار، وماكان لهم الخيرة وماكان لمؤمن ولا مؤمنة إذ قضى الله ورسوله أمرآ أن يكون لهم الخيرة من أمرهم). ثم إن الله أعطى آل إبراهيم النبوة والملك والكتـآب،كمـآ ورد بالتنزيل.
ولم يثُر هذا الجمع حفيظة أحد، خاصة وأن المسلمين قد سمعوا بإن رسول الله خير من إبراهيم عليهما وآلهما الصلاة والسلام، وأحيطو علمـاً بالدور المميز لبني هاشم عامة ولأهل بيت النبوة خاصة في نصرة قضية الإسلام طوال عهدي النبوة في الدعوة والدولة ، وبالمكانة الدينية التي يتمتع بها علي بن أبي طالب عليه السلام وأهل بيت النبوة عليهم السلام ومن هنـآ تقبل الجميع الترتيبات الإلهية أو تظاهروا بقبولها، صحيح أن بطون قريش لم تقبل قلبياً بهذه الترتيبات، فهي تحسد الهاشميين، وتحقد على الامام علي لأنه قتل ساداتها، ومن هذا المنطلق عارضت بطون قريش النبوة الهاشمية وقاومتها بكل وسائل المقاومة، ثم فشلت وظهر أمر الله، ودخل الناس في دين الله افواجاً، ثم فشلت بطون قريش أمام حالة القناعة العامة بالترتيبات الإلهية التي أعلنها الرسول، وتظاهرت بقبولها، لان البطون موقنة بتعذر تغييرها أو تبديلها بذلك الوقت ، ولإنها مهزومة نفسيا ويائسة من الإنتصار على محمد في أي مواجهة، ثم إنها لم تعرف من يعلق الجرس! وهي كغيرها تفهم أو تتفهم بإن محمدً رجل وأقارب الرجل أولى به.
ولعلنا نجد شــــهآدة من معاوية بن أبي سفيان لعنهما الله توضح هذا الأمر جلياً، إذا جاء أنه أرسل رسالة إلى محمد بن أبي بكر وجاء فيها بالحرف: ((وقد كنـآ وأبوك معنـآ في حياة من نبينا نرى حق أبن أبي طالب لازماً لنآ، وفضله مبرزاً علينا، فلما إختار الله لنبيه ماعنده، وأتم له ماوعده، أظهر دعوته وأفلج حجته قبضه الله إليه فكان أبوك وفاروقه أول من إبتزه وخالفه على ذلك، أتفقا وأتسقا..إلخ)) (مروج الذهب ج3 ص11).
فإذا كان معاوية الطليق إبن الطليق الذي قاد وأبوه الشرك والمواجهة ضد النبي طوآل 21 عاما، والذي قتل علي عليه السلام أخاه وجده وخاله وأبن خاله وسادات بني أميه يرى حق أبن أبي طالب لازما له، وفضله مبرزاً عليه، فالأولى بغيره أن يرى هذا الحق وهذا الفضل مما يعني أن الترتيبات الإلهية التي أعلنها النبي والمتعلقة بـالإمامة أو القيادة من بعده صارت قناعة عامة لدى النآس ،وقبلوا بها ولاتنزع هذه القناعة إلا بتدبير وجهد جبار وقوة خاصة.
وهناك شهادة أخرى من عمر بن الخطاب، فمع أن عمر هو الذي قاد الانقلاب على الرعية، ونفد نسف الترتيبات الإلهية المتعلقة بالقيادة والتي اعلنها الرسول وبينها بيانا كاملاً، وعلى الرغم من أنه قد نصب أبا بكر خليفة، ثم وصل إلى سدة الخلافة إلا أنه قد صدرت منه مجموعة من الاعترافات تفيد، بـإن آل محمـد هم الأولى بميراثه، وأن علي بن أبي طالب هو أولى النآس بخلافة النبي (ص) ليظمن عمر وقوف الأنصار إلى جانبه أو حيادهم فقط خاطبهم في سقيفة بني ساعدة قائلاً: ((إنه والله لاترضى العرب أن تؤمركم ونبيها من غيركم، ولكن العرب لاينبغي أن تولي هذا الأمر إلا من كانت النبوة فيهم، لنا بذلك على من خالفنا من العرب الحجة الظاهرة والسلطان المبين، من ينازعنا سلطان محمد وميراثه ونحن أوليائه وعشيرته إلا مدل بباطل)). (الإمامة والسياسة ج1 ص6).
أنت تلاحظ أن حجة عمر هي حجة أهل بيت النبوة وقد وظفها عمر لصالحه، مع أنه من بني عدي ومحمد من بني هاشم ولكن عمر يقر صراحة بإن أهل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أولى بميراثه، وقد نقلت إقرار عمر بصيغته هذه الاكثرية من المؤرخين!
وفيما كان عمر يجلس على كرسي الخلافة؛ قال يوماً لابن عباس: ((أما والله يابني عبدالمطلب لقد كان علي أبن أبي طالب فيكم أولى بهذا الأمر مني ومن أبي بكر)) (الراغب في محاظراته 7/13، وكنز العمال 6/391).
وقال يوماً لابن عباس: ((يابن عباس والله صاحبك هذا لأولى بالأمر من بعد رسول الله ولكننا خفنا..)) (شرح النهج لعلامة المعتزلة أبن أبي الحديد 2/20).
وقال يوماً لابن عباس: ((ما أظن صاحبك إلا مظلوماً)) (شرح النهج لأبي الحديد 2/18).
ثم أعلن عمر بصراحة تامة: ((بأن الأمر كان لعلي بن أبي طالب فزحزحوه عنه لحداثة سنه، والدماء التي عليه)). (الطبقات لابن سعد 3/130).
فهذا إقرار واضح بإن عمر بن الخطاب يعلم علم اليقين بإن الأمر لعلي، وكيف ينسى ذلك، وهو أول من قدم التهاني لعلي بن أبي طالب في غدير خم!! ولكنه مقتنع بإن إختيار الرسول لعلي بن أبي طالب ليس مناسباً لحداثة سن علي!! هذا أولاً.
|
|
|
|
|