|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 64604
|
الإنتساب : Mar 2011
|
المشاركات : 65
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
نقاط هامة في معتبرة معاوية بن وهب حول الشعائر الحسينية
بتاريخ : 07-12-2012 الساعة : 11:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله
الشعائر الحسينية
في رواية المعتبرة المعروفة عن معاوية بن وهب قَالَ اسْتَأْذَنْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّه ع فَقِيلَ لِي ادْخُلْ فَدَخَلْتُ فَوَجَدْتُه فِي مُصَلَّاه فِي بَيْتِه فَجَلَسْتُ حَتَّى قَضَى صَلَاتَه فَسَمِعْتُه وهُوَ يُنَاجِي رَبَّه ويَقُولُ - يَا مَنْ خَصَّنَا بِالْكَرَامَةِ وخَصَّنَا بِالْوَصِيَّةِ ووَعَدَنَا الشَّفَاعَةَ وأَعْطَانَا عِلْمَ مَا مَضَى ومَا بَقِيَ وجَعَلَ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْنَا اغْفِرْ لِي ولإِخْوَانِي ولِزُوَّارِ قَبْرِ أَبِي عَبْدِ اللَّه الْحُسَيْنِ ع الَّذِينَ أَنْفَقُوا أَمْوَالَهُمْ وأَشْخَصُوا أَبْدَانَهُمْ رَغْبَةً فِي بِرِّنَا ورَجَاءً لِمَا عِنْدَكَ فِي صِلَتِنَا وسُرُوراً أَدْخَلُوه عَلَى نَبِيِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْه وآلِه وإِجَابَةً مِنْهُمْ لأَمْرِنَا وغَيْظاً أَدْخَلُوه عَلَى عَدُوِّنَا أَرَادُوا بِذَلِكَ رِضَاكَ فَكَافِهِمْ عَنَّا بِالرِّضْوَانِ واكْلأْهُمْ بِاللَّيْلِ والنَّهَارِ واخْلُفْ عَلَى أَهَالِيهِمْ وأَوْلَادِهِمُ الَّذِينَ خُلِّفُوا بِأَحْسَنِ الْخَلَفِ واصْحَبْهُمْ واكْفِهِمْ شَرَّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وكُلِّ ضَعِيفٍ مِنْ خَلْقِكَ أَوْ شَدِيدٍ وشَرَّ شَيَاطِينِ الإِنْسِ والْجِنِّ وأَعْطِهِمْ أَفْضَلَ مَا أَمَّلُوا مِنْكَ فِي غُرْبَتِهِمْ عَنْ أَوْطَانِهِمْ ومَا آثَرُونَا بِه عَلَى أَبْنَائِهِمْ وأَهَالِيهِمْ وقَرَابَاتِهِمْ اللَّهُمَّ إِنَّ أَعْدَاءَنَا عَابُوا عَلَيْهِمْ خُرُوجَهُمْ فَلَمْ يَنْهَهُمْ ذَلِكَ عَنِ الشُّخُوصِ إِلَيْنَا وخِلَافاً مِنْهُمْ عَلَى مَنْ خَالَفَنَا فَارْحَمْ تِلْكَ الْوُجُوه الَّتِي قَدْ غَيَّرَتْهَا الشَّمْسُ وارْحَمْ تِلْكَ الْخُدُودَ الَّتِي تَقَلَّبَتْ عَلَى حُفْرَةِ أَبِي عَبْدِ اللَّه ع وارْحَمْ تِلْكَ الأَعْيُنَ الَّتِي جَرَتْ دُمُوعُهَا رَحْمَةً لَنَا وارْحَمْ تِلْكَ الْقُلُوبَ الَّتِي جَزِعَتْ واحْتَرَقَتْ لَنَا وارْحَمِ الصَّرْخَةَ الَّتِي كَانَتْ لَنَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ تِلْكَ الأَنْفُسَ وتِلْكَ الأَبْدَانَ حَتَّى نُوَافِيَهُمْ عَلَى الْحَوْضِ يَوْمَ الْعَطَشِ فَمَا زَالَ وهُوَ سَاجِدٌ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَوْ أَنَّ هَذَا الَّذِي سَمِعْتُ مِنْكَ كَانَ لِمَنْ لَا يَعْرِفُ اللَّه لَظَنَنْتُ أَنَّ النَّارَ لَا تَطْعَمُ مِنْه شَيْئاً واللَّه لَقَدْ تَمَنَّيْتُ أَنْ كُنْتُ زُرْتُه ولَمْ أَحُجَّ فَقَالَ لِي مَا أَقْرَبَكَ مِنْه فَمَا الَّذِي يَمْنَعُكَ مِنْ إِتْيَانِه ثُمَّ قَالَ يَا مُعَاوِيَةُ لِمَ تَدَعُ ذَلِكَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لَمْ أَدْرِ أَنَّ الأَمْرَ يَبْلُغُ هَذَا كُلَّه قَالَ يَا مُعَاوِيَةُ مَنْ يَدْعُو لِزُوَّارِه فِي السَّمَاءِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَدْعُو لَهُمْ فِي الأَرْضِ
هذا ما ورد في الكافي وفي ثواب الأعمال هذه الزيادة:
يا معاوية لا تدعه فمن تركه رأى من الحسرة ما يتمنّى أنّ قبره كان عنده أما تحب أن يرى اللَّه شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وعلي وفاطمة والأئمة عليهم السّلام أما تحب أن تكون غدا ممن ينقلب بالمغفرة لما مضى ويغفر له ذنوب سبعين سنة ، أما تحب أن تكون غدا ممن تصافحه الملائكة ، أما تحب أن تكون غدا فيمن يخرج وليس له ذنب فيتبع به ، أما تحب أن تكون ممن تصافح رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله ؟ !
نقف في هذه الرواية عند عدة نقاط:
الأولى:نقلت هذه الرواية بثلاثة طرق:
طريقين عن ثقة الإسلام الكليني، والثالث عن الشيخ الصدوق، عن أبيه، علي بن موسى بن بابويه، (وثقه الشيخ، والعلامة والنجاشي) عن سعد بن عبدالله، (وثقه الشيخ وإبن شهر آشوب، والعلامة)، عن يعقوب بن يزيد،(وثقه الشيخ والنجاشي) عن إبن أبي عمير؛ (وحاله في الوثاقة والجلالة معروفة وهو ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه)، عن معاوية بن وهب (وثقه النجاشي والعلامة) فهي رواية معتبرة ، نستطيع من خلال هكذا روايات إسناد ما نستخرجه من مفاهيم وأحكام إلى الدين والشريعة المقدسة، بخلاف ما لو كانت الرواية غير معتبرة .
الثانية: إن قوله عليه السلام (الَّذِينَ أَنْفَقُوا أَمْوَالَهُمْ وأَشْخَصُوا أَبْدَانَهُمْ رَغْبَةً فِي بِرِّنَا ورَجَاءً لِمَا عِنْدَكَ فِي صِلَتِنَا وسُرُوراً أَدْخَلُوه عَلَى نَبِيِّكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْه وآلِه وإِجَابَةً مِنْهُمْ لأَمْرِنَا وغَيْظاً أَدْخَلُوه عَلَى عَدُوِّنَا أَرَادُوا بِذَلِكَ رِضَاكَ فَكَافِهِمْ عَنَّا بِالرِّضْوَانِ واكْلأْهُمْ بِاللَّيْلِ والنَّهَارِ) مشعر بكون هذه الأمور محبوبة ومرغوبة وتترتب عليها تلك الآثار مطلقا أعني في مطلق الشعائر الولائية سواء كانت لأجل الزيارة أم غيرها.
الثالثة: ذهب جماعة من الفقهاء إلى أن هذه الرواية وأمثالها آمرة بالزيارة في ظرف الخوف مطلقاً من غير تفصيل بين أنواع الضرر ، وقد عمموا ذلك إلى كل الشعائر الحسينية فأدرجوا شعيرة الحسين عليه السلام في باب الجهاد وإقامة فريضة الولاية والتولّي لأهل البيت (عليهم السلام) نعم ذكر العلامة المجلسيّ في البحار حيث قال : لعلّ هذا الخبر - صحيح معاوية بن وهب – بتلك الأسانيد الجمّة محمول على خوف ضعيف يكون مع ظنّ السلامة ، أو على خوف فوات العزّة والجاه ، وذهاب المال ، لا تلف النفس والعِرض لعمومات التقيّة والنهي عن إلقاء النفس في التهلكة ، والله يعلم
وبالتأمل في روايات الباب يظهر أنّ شعائر الحسين عليه السلام ممّا يجب على الأمة إقامتها في الجملة نظير ما ورد في بعض الفرائض التي تعتبر من أركان الدين ،كما في صحيح جميل ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : « إنّ الله يدفع بمن يصلّي من شيعتنا عمّن لا يصلّي من شيعتنا ، ولو أجمعوا على ترك الصلاة لهلكوا ; وإنّ الله يَدفع بمَن يُزكّي من شيعتنا عمّن لا يزكّي من شيعيتنا ، ولو أجمعوا على ترك الزكاة لهلكوا ; وإنّ الله ليدفع بمَن يحجّ من شيعتنا عمّن لا يحجّ من شيعتنا ، ولو أجمعوا على ترك الحجّ لهلكوا ; وهو قوله ( وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْض لَفَسَدَتِ الأَرْضُ )
وفي صحيح أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « لا يزال الدين قائماً ما قامت الكعبة » وغيرهما من الأحاديث.
وقد ورد في شأن الشعائر الحسينية في التهذيب عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : (لو أن أحدكم حج دهره ثم لم يزر الحسين بن علي ( عليهما السلام ) لكان تاركا حقا من حقوق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لان حق الحسين ( عليه السلام ) فريضة من الله تعالى واجبة على كل مسلم ). والتعليل عام غير خاص في مورد الزيارة
على أن المتأمل في كثير من النصوص يجد التشابه الكبير بين لسان أدلّة شعيرة الحجّ وبين لسان أدلّة شعيرة زيارة الحسين عليه السلام .
الرابعة:ذكر الإمام خمسة أمور هي من أهم ما أعطاه الله لأهل البيت عليهم السلام حيث قال يَا مَنْ خَصَّنَا بِالْكَرَامَةِ وخَصَّنَا بِالْوَصِيَّةِ ووَعَدَنَا الشَّفَاعَةَ وأَعْطَانَا عِلْمَ مَا مَضَى ومَا بَقِيَ وجَعَلَ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْنَا) ثم رتب على ذلك دعاءا مختصرا فقال: (إغفر لي ولإخواني) وهو دعاء في سياقه الطبيعي إلا أنه خصص بدعائه فئة خاصة بقوله( ولزوار قبر الحسين).
الخامسة: قوله (عليه السلام) (اللَّهُمَّ إِنَّ أَعْدَاءَنَا عَابُوا عَلَيْهِمْ خُرُوجَهُمْ فَلَمْ يَنْهَهُمْ ذَلِكَ عَنِ الشُّخُوصِ إِلَيْنَا وخِلَافاً مِنْهُمْ عَلَى مَنْ خَالَفَنَا فَارْحَمْ تِلْكَ الْوُجُوه الَّتِي قَدْ غَيَّرَتْهَا الشَّمْسُ وارْحَمْ تِلْكَ الْخُدُودَ الَّتِي تَقَلَّبَتْ عَلَى حُفْرَةِ أَبِي عَبْدِ اللَّه ع وارْحَمْ تِلْكَ الأَعْيُنَ الَّتِي جَرَتْ دُمُوعُهَا رَحْمَةً لَنَا وارْحَمْ تِلْكَ الْقُلُوبَ الَّتِي جَزِعَتْ واحْتَرَقَتْ لَنَا وارْحَمِ الصَّرْخَةَ الَّتِي كَانَتْ لَنَا) هذا المقطع فيه إشارة إلى الرضا والفرح والسرور الذي انتاب الإمام الصادق عليه السلام والذي ينتاب عامة أهل البيت عليهم السلام جراء تحدي الموالين لتلك الدعايات التي يبثها أعداؤهم، ولشدة ما انتابه من الفرح والسرور تصدى لأن يدعو بدعاء خاص يمتاز بالطلب من الله لأن يجعل لكل مفردة من تلك المفردات رحمة خاصة، هذه الرحمة التي قال الله عنها في كتابه (ورحمة ربك خير مما يجمعون)، فكيف إذا كان المسترحم هو الإمام الصادق؟
والحمد لهم رب العالمين
|
|
|
|
|