العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الثقافي

المنتدى الثقافي المنتدى مخصص للكتاب والقصة والشعر والنثر

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية علاء ناصر حسين
علاء ناصر حسين
عضو ذهبـي
رقم العضوية : 2764
الإنتساب : Mar 2007
المشاركات : 2,518
بمعدل : 0.40 يوميا

علاء ناصر حسين غير متصل

 عرض البوم صور علاء ناصر حسين

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الثقافي
Waz2 أنين شجي .. توارى من زمان
قديم بتاريخ : 14-12-2012 الساعة : 12:43 PM


أنين شجي .. توارى من زمان









قصّة من نايف عبوش :


لا زال حتى اللحظة ،لا يعرف لماذا كان ينتابه شعور غامر بالبهجة ، كلما صحبته والدته إلى أخواله ، عندما كانت تزورهم ، بين الفينة والأخرى ، كلما أحسّت بشوق لرؤيتهم .

لكنه لا زال يتذكر ، كيف كان يقتفي أثر الوالدة ، في الطريق ، وهو يساوق خطاه ، صوب آثار أقدامها ، في صعيد الطريق ، مهرولاً أحياناً ، وماشي ألهوينا حينا آخر ، فيلحق بها تارة ، ويسبقها تارةً أخرى ، مزهواً بسحر الطبيعة الخلاب .

وكم كان لا يفوته ، وهو يجري خلفها ، أن يلتقط جلمود حجر من جانب الطريق ، ليلقيه بعفوية في النهر ، متأملاً على عجل ، إنتشار أمواج الماء المتباعدة صوب الشاطيء الآخر ، حيث تتلاشى شيئاً فشيئاً ، دون أن تترك لها أثراً . فكانت أحلامه تتصارع في مخيلته اليافعة ، وتتلاشى هي الأخرى ، دون أن تترك أثراً ، ربما بسبب عفوية الطفولة .

وما أن يصعدا في الزورق ، حتى تمتزج في مخيلته البهجة ، بزرقة الماء ، وزقزقة النوارس في لوحة ساحرة .. والقلق من تأرجح الزورق بأمواج الماء ، إذ يسارع من تلقاء نفسه ، ليمسك بطرفي أذيال عباءة والدته ، لكي يتفادى التأرجح ، ويحفظ توازنه ، داخل الزورق ، ريثما يعبر إلى الضفة الأخرى .

وما هي إلا لحظات حتى يفاجئهم البلّام بقفزة محترفة ، على حافة الشاطيء ، فيحكم قبضته لمقدم الزورق ، فيرصفه على عجل ، على اليابسة ، لكيلا يجرفه التيار إلى أعماق النهر مرة أخرى ، حتى يطلب منهما الترجّل ، بعد أن حمد الله على سلامة العبور . عندها يطير الفتى فرحاً ، فهو الآن على مقربة من ناعور الخال ، إذ بمجرد أن يتجاوز غابة أشجار الغرب ، سيكون على مرمى حجر من البستان .

لقد سحره خرير الماء في الساقية ، بعد أن ينسكب من دلاء دولاب الناعور ، الذي تجره البغلة ، ويشجيه أنين الدولاب ، الذي يشتد كلما أسرعت البغلة في الحركة بحثّ من الناطور ، كأنه يشكو حملاً ينوء بثقله ، ليروي الزرع ، ويسقي الضرع . فهذا هو ديدنه ، منذ أن عرف الإنسان الفلاحة ، في رحلة المعاناة الأزلية ، لأعمار الأرض .

ولان الخال كان كريم العطاء ، سمح المحيّا ، فقد أكثر من الترحاب بهما ، وقطف لهما من خضار البستان ما شاء له أن يقطف ، ليأكلا منه بانشراح ، قبل أن ييمما وجهيهما إلى بيت ألخوال .

لكنه اليوم لم يعد يسمع أنين الناعور ، الذي انقرض واختفى من الوجود ، بعد أن كنسته المضخة الصناعية بالزراعة الممكننة ، على تلويثها للبيئة ، ونشاز ضجيجها . إلا أن أنين الناعور ، استوطن ذاكرته الرقيقة ، فظل في تلافيفها محفوراً ، عصيّاً على النسيان




من روائع ما قرأت فراق لي نقله لكم للفائدة .. :o

توقيع : علاء ناصر حسين
قال الحبيب محمّد ( ص ) :

إنّ الله أرتضى لكم الإسلام ديناً فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق .
من مواضيع : علاء ناصر حسين 0 صورة وعِــبرة ... 1
0 من حكايات العبرة
0 إلى جنّــــة الخُلد
0 صورة وعِــبرة ...
0 فوائد الصلاة على محمد وال محمد
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 04:24 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية