سجدتْ شرايين الحياة ببابه
ومنابع الجبروت بعض رضابه
يستنشق الأكبار صمت طفولتي
من جانبيه ... ليختفي بركابه
تتسائل الأنهار عن أوصافه
فتضيع أروقةً بنهر سرابه
تتدفق الكلمات بين حروفه
لتضج أغنية الهوى لشبابه
قمٌر تكامل في مجرة مجده
فهمى على الأحياء فيض سحابه
من كل مئذنة يذاع نشيده
أنا للحسين جزيئة بترابه
بحشاه ينبجس الضما أهزوجةَ
وعلى شفاه الماء عذر شرابه
كسر الوجود بقبضتيه وما انحنى
هذا الذي الكرار قد أوصى به
في الحرب كبّر فاستطارت ارؤسا
والسيف أبلغ من عظيم خطابه
سقطت يمين الجيش من نظراته
وهوى يسار من رفيف قرابه
وصل الفرات فأينعت أحلامه
ولسوف تختصر النفوس ببابه
ملأ المياه من الحياة بكفه
فتكربلت قطراته بمُـذابه
سكب الفرات على يدي اطفاله
فغفى صهيل الأرض فوق عُرابه
نهضت دماء المرتضى بعروقه
فاستلّه موتا ....لكي يحيا به
وسقى جفاف الأرض مقلة عينه
فنمى حياء في جبين قبابه
سكرت رقاب في نشيد حسامه
فمضى يراقصهم بسوط عقابه
من شيبة للحمد حمرة سيفه
إذ يختفي الكرار تحت إهابه
بطل زمام الغيم بين كفوفه
وطفولة الأنهار فوق رحابه
هو قال (تباً للمياه ) فاُخرست
كل البحور تخاف من إغضابه
منذ ابتكرت الجرح ينزف عاشقا
وبقيت..وحدك..دون أي مشابه
أنت اشتهاك الله شمعة عرشه
ولذا اصطفاك الماء حلم سرابه
هَرِمَ الفرات وظل ظلك شامخ
كيف المسيح علا على صُلّابه
عقمت طقوس الأنتظار لزينب
إذ أنت من يتـفـتـتوا لغيابه
رقصت بجرح الله ألف رصاصة
وعلى ضفاف الحزن رجع عبابه
وأناخ كيوان الطبيعة عنده
فعلاه بحر هاج في أهدابه
وتسورتْ كل السيوف مدينة
لله....كفرا ما عثت بكتابه
دعني لأسقي الفجر سمرة قهوتي
فأنا كحرف تاه من سيّــابه
ولأنت في شفة العراق قصيدة
فكلاكما آذِن الهوى بعذابه