العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية ليث العتابي
ليث العتابي
عضو جديد
رقم العضوية : 76682
الإنتساب : Dec 2012
المشاركات : 24
بمعدل : 0.01 يوميا

ليث العتابي غير متصل

 عرض البوم صور ليث العتابي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي عوامل النصر الذي حققته الثورة الحسينية
قديم بتاريخ : 20-12-2012 الساعة : 11:31 PM


عوامل النصر الذي حققته الثورة الحسينية
الشيخ
ليث عبد الحسين العتابي
الحوزة العلمية / النجف الأشرف
لقد حققت الثورة الحسينية نصراً كبيراً ضل خالداً و سيبقى إلى الأبد , لذا فإن من يتهم هذه الثورة العظيمة بعدم تحقيق أهدافها , و عدم انتصارها فإنه مخطأ قطعاً , و لا يفهم حقيقة النصر , فليس النصر يقاس بالمقاييس العسكرية المادية فقط , فهنالك النصر المعنوي الذي هو أكبر أنواع النصر الذي يبقى ما بقيت الدنيا . أما بخصوص عوامل النصر في الثورة الحسينية فنقول : إن من عوامل النصر الذي حققته الثورة الحسينية أمور كثيرة تحققت فيها , و بعدها تعكس انتصارها الحقيقي , لا المادي ( العسكري ) , و من أهم ما يؤيد ذلك :
1ـ كتاب الأمام الحسين ( ع ) إلى بني هاشم بما سيحققه من فتح : ـ
فقد كتب ( ع ) كتاباً إلى بني هاشم في المدينة قال فيه (( بسم الله الرحمن الرحيم . من الحسين بن علي إلى محمد بن علي و من قبله من بني هاشم . أما بعد فإن من لحق بي استشهد , و من لم يلحق بي لم يدرك الفتح )) .
فما المراد من الفتح ؟ و ما هذا الفتح ؟
لعل المراد بالفتح هو الفتح للدين و للدعوة الإسلامية التي أراد بني أمية ذبحها و إنهاء وجودها , لكن الأمام الحسين ( ع ) فتح الدين و نشره من جديد كما فعل جده المصطفى ( ص ) .فهو ( ع ) يقول في دعاءه يوم عاشوراء : (( اللهم أن كنت حبست عنا النصر , فاجعل ذلك لما هو خير في العاقبة , و أنتقم لنا من القوم الظالمين )) .
يقول الشيخ ( محمد عبده ) : ( لولا الأمام الحسين لما بقي لهذا الدين من أثر ) .
كما و تقول الكاتبة الإنكليزية ( فريا ستارك ) : ( إن كان الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية , فأنني لا أدرك لماذا أصطحب معه النساء و الصبية ؟
أذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام ) .
قال المستشرق الفرنسي ( لويس ماسينيون ) في الأمام الحسين ( ع ) : ( أخذ الحسين على عاتقه مصير الروح الإسلامية , و قُتل في سبيل العدل بكربلاء ) .
و لعل المراد بالفتح شيء آخر أسمى و أنبل من ذلك لا يمكننا إدراكه , و ليس في دار الدنيا بل في الآخرة من علو المنزلة و عظمة الشأن .و لعله النصر الأجل , بانتصار المبادئ التي قاتل من أجلها , و ليس القياس قياساً عسكرياً .
يقول الكاتب و المفكر و المستشرق الإنكليزي ( توماس كارلايل ) : ( أسمى درس نتعلمه من مأساة كربلاء هو أن الحسين و أنصاره كان لهم أيمان راسخ بالله , و قد أثبتوا فعلاً بعملهم ذاك أن التفوق العددي لا أهمية له وقت المواجهة بين الحق و الباطل , و الذي أثار دهشتي هو انتصار الحسين رغم قلة الفئة التي كانت معه ) .
كما و قال المؤرخ الأمريكي ( واشنطن أيروينغ ) في الأمام الحسين ( ع ) : ـ
( كان بميسور الأمام الحسين النجاة بنفسه عبر الاستسلام لإرادة يزيد , إلا أن رسالة القائد الذي كان سبباً لانبثاق الثورات في الإسلام لم تكن تسمح له الاعتراف بيزيد خليفة , بل وّطن نفسه لتحمل كل الضغوط و المآسي لأجل إنقاذ الإسلام من مخالب بني أمية , و بقيت روح الحسين خالدة , بينما سقط جسمه على الرمضاء اللاهبة . أيها البطل , و يا أسوة الشجاعة , و يا أيها الفارس يا حسين ) .
و لعل الفتح هم بخلق جيل جديد صالح , يميز الحق من الباطل , و يتربى التربية الإسلامية الحسينية .
يقول الكاتب و المفكر الغربي ( هربرت سبنسر ) في الأمام الحسين ( عليه السلام ) : ـ
( إن أرقى ما يأمل الوصول أليه الرجال الصالحون هو المشاركة في صناعة الإنسان الآدمي , أي : ـ الاشتراك في خلق جيل صالح , بينما مدرسة الحسين ليست فقط مدرسة تنبذ المذنبين , و لا يمكن لها أن تكون من صانعيهم , بل أنها لا تكتفي بكونها تسعى لخلق جيل صالح , أنها مدرسة لتخريج المصلحين ) .
أو غيره , لكن الأمام ( ع ) أخبر بالفتح و الحقيقة إن كل ما تحقق بعد الثورة الحسينية المباركة هو فتح , و هو انتصار , فالمكاسب التي تحققت عظيمة جداً و خلاف التوقعات البشرية المحدودة .
2ـ ما أخبر به الأمام السجاد ( ع ) من أنتصار أبيه الأمام الحسين ( ع ) : ـ
فقد قال إبراهيم بن طلحة للأمام السجاد ( ع ) : (( يا علي بن الحسين من غلب ؟ )) .
فقال له زين العابدين ( ع ) : (( إذا أردت أن تعلم من غلب و دخل وقت الصلاة فأذن ثم أقم ))
يقول علي شلق : ( بقي الحسين بن علي ( ع ) يذكر حياً , نضراً , فواحاً , كلما ذكر محمد و آل محمد و رسالة محمد ( ص ) , في كل صلاة , و في كل تسليم ) .
فقد حافظت الثورة الحسينية على الدين و على الصلاة التي هي عمود الدين , و التي أرادت طغمة بني أمية محوها , و يكفيك ما قاله أبو سفيان : ـ ( تلاقفوها يا بني أمية فأنه الملك و لا جنة و لا نار ) , و بالتالي لا دين و لا صلاة .
و ما قاله معاوية بن أبي سفيان لما سمع المؤذن يقول أشهد أن محمداً رسول الله : ـ ( إلا دفناً دفنا ) . , أي أنه سوف يسعى لدفن هذا الدين بدفن الأذان و دفن الصلاة , و دفن ذكر محمد ( ص ) , بل دفنه بدفن آل بيته ( ع ) . و كذلك ما فعله من سبه و لعنه للإمام علي ( ع ) على المنابر علناً , و هو بذلك و كما يقول الدكتور سعيد عاشور المصري : ( و كلنا نعلم ماذا كان يقول زياد ابن أبيه و غير زياد من سباب هو في حقيقة الأمر ليس موجهاً إلى علي بقدر ما هو موجه إلى المسلمين كافة و إلى نبي المسلمين , إلى رسول الله ( ص ) ... ) .
فهو بسب علي ( ع ) يسب النبي ( ص ) و يسب دين الإسلام , و الأحاديث واضحة جلية تشير بما لا يقبل الشك إن من يسب علي فهو يسب الرسول , و من يسب الرسول فهو يسب الله تعالى . فهل تحقق لبني أمية مبتغاهم , و هل نجحوا في سعيهم و أمانيهم و خططهم ؟
الجواب يأتي بالنفي ؛ و ذلك لأنهم حاربوا الله تعالى بحربهم للنبي ( ص ) و آل بيته ( ع ) ومن يحارب الله خائب خاسر جزاءه الخزي في الدنيا , و العذاب الأليم في الآخرة .
3ـ زلزلة عرش بني أمية و عدم استقرار ملكهم .
فحين أقدام بنو أمية على قتل نجل السلالة المحمدية , و حامل شعلة الرسالة , و وريث التعاليم المحمدية الأصيلة , و صاحب المكانة الدينية العليا في عصره , و انتهاك حرمته و هذه هي الجريمة الكبرى و المصيبة العظمى التي حلت بالإسلام و المسلمين , و التي أدت إلى زلزلة عرش بني أمية و كل الطغاة , و أبقت شعلة الإسلام وقادة و أزلية .
قال المستشرق الانكليزي المعروف ( نيكلسون ) في الأمام الحسين ( ع ) : ـ
( كان بنو أمية طغاة مستبدين , تجاهلوا أحكام الإسلام , و استهانوا بالمسلمين , و لو درسنا التاريخ لوجدنا أن الدين قام ضد الطغيان والتسلط , و أن الدولة الدينية قد واجهت النظم الإمبراطورية , و على هذا فالتاريخ يقضي بالإنصاف في أن دم الحسين في رقبة بني أمية ) .
و بذلك ترسخ للناس حقيقة أن طاعة بني أمية ليست من الدين بشيء , بل على العكس من ذلك , فإن الدين الحقيقي يدعوا إلى البراءة منهم , و الوقوف بوجههم , و محاربتهم , و الإطاحة بهم
يقول الكاتب المصري ( عباس محمود العقاد ) : ـ( ثورة الحسين واحدة من الثورات الفريدة في التاريخ لم يظهر نظير لها حتى ألان في مجال الدعوات الدينية أو الثورات السياسية , فلم تدم الدولة الأموية بعدها حتى بقدر عمر الإنسان الطبيعي , و لم يمض من تاريخ ثورة الحسين حتى سقوطها أكثر من ستين سنة و نيف ) .
4ـ التعريف بالدين , و العودة للإسلام الحقيقي .
لقد كان للثورة الحسينية الأثر البالغ في التعريف بالدين على حقيقته , و إيضاح معالمه , و رفع الشك و الارتياب و الحيرة عنه , و الشاهد على ذلك الزيارات الخاصة بالأمام الحسين ( ع ) و ما بها من توضيح لما قام به الأمام ( ع ) من أجل رفعة الدين الإسلامي و بقاءه .
فنقراء في زيارته ( ع ) : (( ... فأعذر في الدعاء , و بذل مهجته فيك , ليستنقذ عبادك من الضلالة و الجهالة و العمى و الشك و الارتياب إلى باب الهدى من الردى )) .
و الكثير من الزيارات لمن أراد الإطلاع عليها و الواردة عن المعصوم .
يقول العالم الأمريكي الأنثروبويولوجي (كارلتون كون ) في الأمام الحسين ( ع ) : ( دلت صفوف الزوار التي تدخل إلى مشهد الحسين في كربلاء و العواطف التي ما تزال تؤججها في العاشر من محرم في العالم الإسلامي بأسره , كل هذه المظاهر استمرت لتدل على أن الموت ينفع القديسين أكثر من أيام حياتهم مجتمعة ..) .
5ـ فاجعة الطف صرخة الحق بوجه الباطل .
ما حققته فاجعة الطف من كونها الصرخة المدوية التي هزت كيان الأمة , و أخرجتها من سباتها العميق , و نبهتها من غفلتها , فزعزعت أسس الظالمين , و دكت عروشهم , و أفشلت مخططاتهم القديمة و المستقبلية , و أكبر دليل على ذلك الثورات التي تلت الفاجعة و التي لم تقف إلا بإسقاط ملك بني أمية إلى الأبد .
يقول الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء : ( نهض الحسين ( ع ) تلك النهضة الباهرة , فقشع سحب الأوهام , و أنتزع النور من الظلام , و أصحر بالهدى لطالبه , و بالحق الضائع لناشده ... و يتفرع من هذه المزية مزايا تفوق حد العد , و يحصر عنها لسان الحصر ) .
بل إن الثورة الحسينية أصبحت شعاراً للثوار و المظلومين و المضطهدين في كل دول العالم , باختلاف لغاتهم , و ألوانهم , و دياناتهم , فحتى غير المسلم يستلهم العزم من الثورة الحسينية فهذا ( غاندي ) يقول : ( تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر ) .
و هذا الزعيم الأفريقي ( نيلسون مانديلا ) يقول : ( تعلمت الثبات و الصمود و الصبر من الحسين و عائلته و أصحابه ) .
كما و قال القائد و المناضل الصيني ( ماو تسي تونغ ) في الأمام الحسين ( ع ) حينما زاره وفد من منظمة التحرير الفلسطينية برأسة ياسر عرفات , و ذلك بعد نكسة ـ خيانة ـ حزيران 1967 , و ذلك للحصول على الدعم , و للتعرف على أساليب النضال و سبل الكفاح الثوري في التجربة الصينية , فقال ( ماوتسي تونغ ) لياسر عرفات : ـ ( عد إلى وطنك فعندكم أيها العرب الثورة الحسينية فتعلم منها كما تعلمنا منها !!!؟ ) .
و ما قاله المناضل ( موريس دوكابري ريس ) في الأمام الحسين ( ع ) : ـ
( يقال في مجالس العزاء أن الحسين ضحى بنفسه لصيانة شرف و أعراض الناس , و لحفظ حرمة الإسلام , و لم يرضخ لتسلط و نزوات يزيد , إذن تعالوا نتخذه لنا قدوة لنتخلص من نير الاستعمار , و أن نفضل الموت الكريم على الحياة الذليلة ) . و غيرهم .
يقول الكاتب المسيحي ( أنطوان بارا ) عن تأثير الثورة الحسينية في الحس الثوري العالمي : ( المظلومون و المضطهدون و المقهورون و المروعون من كل المذاهب و البقاع يتجهون في كل رغباتهم إلى جوهر ثورة الحسين ففي اتجاههم الفطري ورود إلى منبع الكرامة و الأنصاف و العدل و الأمان ) .
كما و قال ( ونستون تشرشل ) وزير الحرب البريطاني في الكلمة التي ألقاها في مجلس اللوردات البريطاني , حول ما لثورة الأمام الحسين من أهمية في الإبقاء على روح الإسلام الأصيلة : ( ما دام للمسلمين قرأن يتلى , و كعبة تقصد , و حسين يذكر , فأنه لا يمكن أن يُسيطر عليهم ) .
و يقول القائد الألماني ( أدولف هتلر ) و هو يحث قواته على الصمود في القتال : ( أثبتوا في القتال كما ثبت الحسين بن علي سبط محمد و أصحابه في كربلاء و هم نفر قليل بين ألوف تفوقهم عدداً فنالوا بذلك المجد الخالد ) .
و لقد صرح ( عمرو بن الحجاج ) عن حقيقة أصحاب الحسين ( ع ) و شجاعتهم , و عزمهم على الموت إذ يقول لأصحابه محرضاً : ( أتدرون من تقاتلون ؟ تقاتلون فرسان المصر , و أهل البصائر , و قوماً مستميتين لا يبرز إليهم أحد منكم إلا قتلوه على قلتهم ... ) .
و قيل لرجل شهد الطف مع أبن سعد : ( ويحك أقتلتم ذرية الرسول ؟ ! فقال : عضضت بالجندل , إنك لو شهدت ما شهدنا لفعلت ما فعلنا , ثارت علينا عصابة أيديهم على مقابض سيوفهم كالأسود الضارية تحطم الفرسان يميناً و شمالاً تلقي نفسها على الموت لا تقبل الأمان و لا ترغب في المال و لا يحول حائل بينها و بين المنية أو الاستيلاء على الملك , فلو كففنا عنها رويداً لأتت على نفوس العسكر بحذافيرها فما كنا فاعلين لا أم لك ) .
و قد أجاد السيد باقر الهندي ( رحمه الله ) بقوله :
لو لم تكن جمعت كل العلى فينا لكان ما كان يوم الطف يكفينا
يوم نهضنا كأمثال الأســــود به و أقبلت كالدبا زحفاً أعاديــنا
جاؤوا بسبعين ألفاً سل بقيتـهم هل قابلونا و قد جئنا بسبعينا
و من أدلة النصر التي كانت للحق يوم كربلاء هو طلب عزرة بن قيس و هو على الخيل التي كانت في جند أبن سعد للمدد بعد أن رأى الوهن بادٍ في أصحابه , فمده بالحصين بن نمير مع خمسمائة من الرماة .
و كذلك اعتراف شبث بن ربعي بأحقية الثورة الحسينية , و ضلال من حاربه : ( قاتلنا مع علي بن أبي طالب , و مع أبنه من بعده ـ أي الأمام الحسن ( ع ) ـ آل أبي سفيان خمس سنين , ثم عدونا على ولده و هو خير أهل الأرض , نقاتله مع آل معاوية و أبن سمية الزانية ؟ ! ضلال يا لك من ضلال . و الله لا يعطي الله أهل هذا المصر خيراً أبداً , و لا يسددهم لرشد ) .
يقول إبراهيم بيضون : ( ... فلقد وضع الحسين في استشهاده العظيم قانوناً للشعوب التي ترفض الأنصياع للظلم و تأبى إلا أن تكون لها الحرية و الكرامة و القضية . و ما زال دمه الثائر يطارد الطغاة و يدك عروش الظالمين في كل زمن ... و يزيد نفسه الذي هو بُعيد كربلاء إنما سقط في تلك اللحظة و من هذا المكان بالذات , و ما تبقى منه لوقت قصير لم يثبت غير ذلك , و إن تمادى في الترهيب و أستباحة المقدسات ) .
6ـ مراسم باقية ما بقيت الدنيا , فكل يوم عاشوراء , و كل أرض كربلاء .
من أدلة انتصار الثورة الحسينية أن كل الطغاة في العالم يمنعون أقامة مراسمها و مراسم تذكرها , في حين يحيون كل المناسبات الدينية , لكن فاجعة الطف ممنوع تذكرها و ممنوع أحياها , و ممنوع ذكرها أو جعل ذكر لها في التاريخ , كل ذلك لأنها الشبح الذي يخيف الطغاة , و الصوت الذي يصك أسماعهم , و النور الذي يعمي أبصارهم , و هي بحق ملك الموت الذي يتربص بهم , فأن أرادوا التخلص من كل ذلك فلابد من التخلص من فاجعة الطف و كل ما يتعلق بها , و هذا ما جرى عليه طغاتهم و وعاظ سلاطينهم من حرمة ذلك و المنع منه .
يقول المؤرخ و الكاتب المسيحي الأمريكي ( فيليب حتى ) في الأمام الحسين ( ع ) : ( أصبح اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي يوم حداد و نوح عند المسلمين , ففي مثل هذا اليوم ـ أي يوم عاشوراء ـ من كل عام تمثل مأساة النضال الباسل و الحدث المفجع الذي وقع للأمام الشهيد , و غدت كربلاء من الأماكن المقدسة في العالم , و أصبح يوم كربلاء و ثأر الحسين ( ع ) صيحة الاستنفار في مناهضة الظلم ) .
فأحياء فاجعة الطف مما يثير حفيظة الظالمين , مما حدا بهم إلى منع ذلك و التنكيل بمن يفعله , و الإنكار له , و التشنيع بمختلف الطرق و الأساليب عليه .و ما زاد ذلك الشيعة و المحبين إلا إصراراً و عزماً على مواصلة ذلك , بل إن الطغاة مارسوا بالإضافةِ للقتل و التشنيع و الترويع سياسة التهجير و الأبعاد مما أدى إلى انتشارِ مذهب التشيع و الفكر الحسيني و فاجعة الطف في جميع دول العالم و بذلك أنقلب السحر على الساحر .
يقول المستشرق الانكليزي ( وليم لوفتس ) في الأمام الحسين ( ع ) : ( و هل ثمة قلب لا يغشاه الحزن و الألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء ؟ و حتى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلها ) .
كما و يقول الرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي ( تاملاس توندون ) الهندوسي في الأمام الحسين ( ع ) : ( هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الأمام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري , و خليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد , و تذكر على الدوام ) .
7ـ بقاء قبر الأمام الحسين ( ع ) علماً للمؤمنين , و مناراً للثائرين , و شوكة في عيون الظالمين و الحاسدين أبد الأبدين .
فهذا قبر أبي عبدالله ( ع ) منار و مزار من سالف الزمان و إلى قيامه , فأين قبور الطغاة , بل أين قصورهم ؟ . أن قتلة الأمام الحسين ( ع ) ليس لهم قبر في الدنيا يدل عليهم من يزيد إلى أدناهم , فهم قد مسخوا في الدنيا و الآخرة .
يقول الشيخ محمد حسين المظفر : ( .. و لو رأيت اليوم القبور العلوية المشيدة في دمشق عاصمة بني أمية , مع اندراس قبور بني أمية , لعرفت كيف يعلوا الحق , و إن أجتهد أعداؤه طول الزمن في طمسه ) .
و أشنع من ذلك ما فعله بهم بنو العباس إذ أخرجوا جميع جثث بني أمية المدفونة و أحرقوها كلها .و يصور الشاعر الطرطوسي السوري ( محمد مجذوب ) خريج الأزهر ما شاهده عندما زار النجف الأشرف و رأى قبر أمير المؤمنين ( ع ) , و ليقارن بذلك قبر معاوية بن أبي سفيان , لذا فقد وقف على قبر معاوية و قال :
أين القصور أبا يزيد و لهوها و الصافنات و زهوها و السؤددُ
أين الدهاء نحرت عزته على أعتاب دنيا سحرها لا يـــــنفدُ
ثم يقول :
هذا ضريحك لو بصرت ببؤسه لأسال مدمعك المصير الأسودُ
كتل من الترب المهين بخربة سكر الذباب بها فراح يعربدُ
ثم يقول :
قم و أرمق النجف الشريف بنظرةٍ يرتد طرفك و هو باكٍ أرمدُ
تلك العظام أعز ربك قدرهــــــا فتكاد لولا خوف ربك تعبدُ
أبداً تباركها الوفود , يحثــــــــها من كل حدبٍ شوقها المتوقدُ .
يقول المستشرق الفرنسي ( جوزف ) عن أسباب ترقي فرقة الشيعة و تطورها : ( اليوم لا يوجد نقطة من نقاط العالم يكون فيها شخصان من الشيعة إلا و يقيمان فيها المآتم , و يبذلان المال و الطعام , رأيت في بندر ( مارسل ) في الفندق شخصاً واحداً عربياً شيعياً من أهل البحرين يقيم المآتم منفرداً جالساً على الكرسي بيده الكتاب يقرأ و يبكي , و كان قد أعد مائدة من الطعام ففرقها على الفقراء ! هذه الطائفة تصرف في هذا السبيل الأموال على قسمين ؛ فبعضهم يبذلون في كل سنة من أموالهم خاصة في هذا السبيل بقدر استطاعتهم ما يقدر بالملايين من الفرنكات , و البعض الآخر من أوقاف خصصت لإقامة هذه المآتم , و هذا المبلغ طائل جداً , و يمكن القول بأن جميع فرق المسلمين منضمّة بعضها إلى بعض لا تبذل في سبيل مذهبها ما تبذله الطائفة , و موقوفات هذه الفرقة هي في ضعف أوقاف سائر المسلمين أو ثلاثة أضعافها . كل واحد من هذه الفرقة بلا استثناء سائر في طريق الدعوة إلى مذهبه , و هذه النكتة مستورة عن جميع المسلمين حتى الشيعة أنفسهم , فإنهم لا يتصورون هذه الفائدة من عملهم هذا , بل قصدهم الثواب الأخروي , و لكن بما أن كل عمل في هذا العالم لا بد أن يظهر له بطبيعته أثر , فهذا العمل أيضاً يؤثر ثمرات للشيعة , من المسلم أن المذهب الذي دعاته من خمسين إلى ستين مليوناً لا محالة يترقى على التدريج ترقياً لائقاً بهم , حتى أن الرؤساء الروحانية , و الملوك و الوزراء لهذه الفرقة ليسوا بخارجين عن صفة الدعوة , فقراء و ضعفاء هذه الفرقة بما أنهم حصلوا و يحصلون على فوائد كلية من هذا الطريق , فهم يحافظون على إقامة هذه المآتم أكثر من كبرائها ؛ لأنهم رأوا في هذا العمل ثواب الآخرة و أجر الدنيا , فلهذا ترك جمع غفير من عرفاء هذه الفرقة أسباب معاشهم , و أشتغلوا بهذا العمل , فهم يتحملون المشاق ليتمكنوا من ذكر فضائل كبراء دينهم , و المصائب التي أصابت أهل هذا البيت ( ع ) بأحسن وجه و أقوى تقرير على رؤوس المنابر و في المجالس العامة .... و من جملة الأمور الطبيعية التي صارت مؤيدة لفرقة الشيعة في التأثير في قلوب سائر الفرق هو أظهار مظلومية أكابر دينهم , و هذه المسألة من الأمور الطبيعية ؛ لأن كل أحد بالطبع ينتصر للمظلوم , و يحب غلبة الضعيف على القوي , و الطبائع البشرية أميل إلى الضعيف , و لو كان مبطلاً و المظلوم منها إلى القوي و إن كان محقاً و الظالم خصوصاً إذا كان بعيداً أو مرت عليه أعوام . و منصفوا أوربا الذين كتبوا تفصيل مقاتلة الحسين ( ع ) و أصحابه ( رض ) و قتلهم مع أنه ليس لهم عقيدة بهم أصلاً , أذعنوا بظلم قاتليهم و تعديهم و عدم رحمتهم , و يذكرون أسماء قاتليهم بالاشمئزاز .و هذه الأمور طبيعية لا يقف أمامها شيء , و هذه النكتة من المؤيدات الطبيعية لفرقة الشيعة ))
8ـ الاستبشار و السرور بالشهادة الموجود في معسكر الأمام الحسين ( ع ) .
فقد هازل برير عبد الرحمن الأنصاري فقال له عبد الرحمن : ما هذه ساعة باطل ؟
فقال برير : لقد علم قومي ما أحببت الباطل كهلاً و لا شاباً , و لكني مستبشر بما نحن لاقون , و الله ما بيننا و بين الحور العين إلا أن يميل علينا هؤلاء بأسيافهم , و لوددت أنهم مالوا علينا الساعة .
و خرج حبيب بن مظاهر يضحك فقال له يزيد بن الحصين الهمداني : ما هذه ساعة ضحك !
قال حبيب : و أي موضع أحق بالسرور من هذا ؟ ما هو إلا أن يميل علينا هؤلاء بأسيافهم فنعانق الحور .
و كان معسكر الأمام الحسين ( ع ) يطغى عليه التعبد و التبتل , و الصلاة و التهجد , مما أثر في معسكر أبن سعد , ذلك المعسكر الواجم , المظلم , الغارق بالذنوب , و سواد القلوب مع سواد الليل .و لقد أثر معسكر الحسين ( ع ) في أصحاب ابن سعد فخرج منه من ألتحق بمعسكر الحسين ( ع ) لما شاهد سيماء الطاعة و الخضوع لله تعالى عليه . و فعلاً فقد بشرهم الأمام الحسين ( ع ) بالجنة في يوم العاشر من محرم , فلما فرغ ( ع ) من صلاة الظهر من ذلك اليوم قال لأصحابه : ( يا كرام هذه الجنة قد فتحت أبوابها و اتصلت أنهارها و أينعت ثمارها و زينت قصورها و تؤلفت ولدانها و حورها . و هذا رسول الله ( ص ) و الشهداء الذين قتلوا معه , و أبي و أمي , يتوقعون قدومكم عليهم , و يتباشرون بكم و هم مشتاقون إليكم ... )
و قال عنهم رسول الله ( ص ) : ( ... و أعلم يا أبا ذر أن للواحد منهم سبعين بدرياً . يا أبا ذر واحد منهم أكرم على الله من كل شيء خلق الله على وجه الأرض ... ) .
و قال ( ص ) : ( إن أبني هذا ـ يعني الحسين ـ يقتل بأرض يقال لها كربلاء , فمن شهد ذلك منكم فلينصره ... ) .
و قال عنهم أمير المؤمنين ( ع ) : ( ... لا يسبقهم من كان قبلهم , و لا يلحقهم من كان بعدهم ) .
و قال سلمان المحمدي : ( ... فإن القتيل معه ـ أي مع الأمام الحسين ( ع ) ـ يعطى أجر سبعين شهيداً , كلهم كشهداء بدر و أحد و حنين و خيبر ) .
9ـ الثبات الحسيني المنقطع النظير .
قول عبد الله بن عمار بن يغوث : ( ما رأيت مكثوراً قط قد قتل ولده و أهل بيته و صحبه أربط جأشاً منه , و لا أمضى جناناً و لا أجراً مقدماً , و لقد كانت الرجال تنكشف بين يديه إذا شد فيها , و لم يثبت له أحد ) .
و قول السيدة زينب ( ع ) لمن قال في مجلس أبن زياد : إن الحسين جاء في نفر من أصحابه و عترته , فهجمنا عليهم , و كان يلوذ بعضهم بالبعض , فلم تمض ساعة إلا قتلناهم عن آخرهم .
فكان جواب السيدة زينب ( ع ) : ( ثكلتك الثواكل أيها الكذاب , إن سيف أخي الحسين لم يترك في الكوفة بيتاً إلا و فيه باكٍ و باكية , و نائح و نائحة ) .
10ـ خوف الأعداء من الأمام الحسين ( ع ) و من أبيه علي ( ع ) .
فالأمام الحسين ( عليه السلام ) يخيف الأعداء حياً و ميتاً
فنجد عمر بن سعد يقول لجيشه : ( هذا أبن الأنزع البطين , هذا أبن قتال العرب ) .
و يقول : ( ويحكم اهجموا عليه ما دام مشغولاً بنفسه و حرمه , و الله إن فرغ لكم لا تمتاز ميمنتكم عن ميسرتكم ) .
11ـ كسر الطوق المفروض على الحديث النبوي .
فقد تعرض الحديث النبوي للمنع و التزوير , و إن الثورة الحسينية فتحت الطريق لنشر الصحيح منه و الذي خفي عن الأمة بسبب سياسة الخلفاء الثلاثة , و سياسة بني أمية بعدهم و على رأسهم معاوية , و بعد الثورة الحسينية فتح الباب على مصراعيه ليطرح أهل البيت ( ع ) بكونهم الامتداد الحقيقي للرسالة النبوية , و محور الإسلام , و الملجأ الصحيح للناس . بعد أن غفل عنهم الناس و تركوهم و أنكروا حقهم , و حاربوهم . و قد أشار الأمام الحسين ( ع ) لهذا بقوله : ( ... فإن السنة قد أميتت , و البدعة قد أحييت ) .
يقول الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء : ( ... و لولا شهادته سلام الله عليه لكانت الشريعة أموية , و لعادت الملة الحنيفية يزيدية ... ) .
يقول الدكتور علي شريعتي : ( و ها هم بن أمية يلجأون إلى سلاح غير سلاح القهر و القمع و البطش و المال , بل أسلحة أفتك , و أشد و أدهى , فيطلقون تيار (( الجاهلية الجديدة )) لاجئين إلى مخطط جديد يهدف إلى زعزعة الإيمان و تجميد الفكر و شل القيم و إطلاق الرغبات و إشاعة الأبتذال و خنق الحرية و نشر الفكر العبودي . و كان هدف الحملة الجاهلية الجديدة ؛ العقول و النفوس لهدم البناء الروحي الذي كان أحد معطيات الإسلام و شل قواه و طمس معالمه في القلوب . ) .
فكانت الثورة الحسينية الفتح الذي أخذ من خلاله أهل البيت مكانتهم في المجتمع بكونهم قادة و أئمة هدى منصوص عليهم من قبل الله تعالى على لسان نبيه الأكرم ( ص ) .
يقول إبراهيم بيضون : ( ... و في ضوء ذلك , يسقط التفسير الذي توحي به الروايات التاريخية , رابطة تحرك الحسين بموت معاوية القوي , و مجيء يزيد الضعيف , فالمسألة ليست خاضعة في الأساس لهذا الاعتبار , و لم يكن كلاهما , الأب و الابن , هدفاً في حد ذاته , و إنما كانت حالة الانحراف الآخذة في التفاقم , و إن كان الابن قد فرض تسريعاً لهذا التحرك بما يحمله استخلافه من ضرورة للمواجهة , فيما كان حكم الأب ما يزال يمثل في رأي الرافضين له , حالة اغتصابية للخلافة , تم التعامل معها و كأنها حالة مؤقتة لابد من تصحيحها و إن طال الزمن ...و الجماهير الخاضعة رغماً عنها كانت في أمس الحاجة إلى تلك ( الهجرة ) الجديدة , لتحصين الأمة من الأنحراف الذي أستفحل و أستعادة قيمها التي التبست , و تقويم المسار الذي افتقدت معالمه , و كاد ينقطع بها عن ( الهجرة ) الأولى ) .
12ـ أصبحت كربلاء مدرسة للأجيال .
فكربلاء و نظائرها من ملامح التاريخ الإنساني , هي التي سارت بالبشرية نحو الكمال , و خلقت لدى الناس حس التضحية في سبيل الحق و العدل و الإنسانية , فلقد تجلى في ملحمة كربلاء الاستعداد البشري للتضحية عن دين الله , و الكرامة الإنسانية , كما و قد تجلت فيها حقيقة المواجهة مع الظلم و الطغيان أياً كان و كيف كان , فلا حسابات عسكرية , و لا عدة أو عدد فقط ( لا سكوت عن الظلم )
كما و تجلت في كربلاء حقيقة عدم التعلق بالمغريات الدنيوية , أو التمسك بالحياة و الحرص عليها , فقد كان المهيمن عليها ( إن الموت لابد منه ) , ( خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة ) . فلابد إذاً من الحرص على موتةٍ كريمة كالحرص على الحياة الكريمة بل أكثر , فأن لم تكن هنالك حياة كريمة فهنالك موت كريم , موت به رضا الله تعالى .
و هذا ما جسده الأمام الحسين ( ع ) بقوله : ( ألا و إن الدعي أبن الدعي قد ركز بين اثنتين ؛ بين السلة , و الذلة , و هيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك و رسوله و المؤمنون و حجور طابت و طهرت و أنوف حمية و نفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام , ألا و إني زاحف بهذه الأسرة على قلة العدد و خذلان الناصر ) .

من مواضيع : ليث العتابي 0 تخرصات سهيل قاشا حول القرآن الكريم
0 ما ذُكر في كتب التاريخ عن مقتل الأمام الحسين عليه السلام
0 النظريات التي عرفت بالثورة الحسينية / المحاضرة الثالثة
0 النظريات التي عرفت بالثورة الحسينية / المحاضرة الثانية
0 النظريات التي عرفت بالثورة الحسينية / المحاضرة الآولى
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 01:00 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية