سم اليهودية للنبي (ص) بين النفي والإثبات-من كتب الشيعة
بتاريخ : 10-01-2013 الساعة : 08:23 PM
سم اليهودية للنبي (ص) بين النفي والاثبات
الرواية الاولى
الكافي للكليني(ج6\ص315):
عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن ابن القداح ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمت اليهودية النبي صلى الله عليه وآله في ذراع وكان النبي صلى الله عليه وآله يحب الذراع والكتف ويكره الورك لقربها من المبال..
الرواية الثانية
المحاسن للبرقي(ج2\ص470):
عنه ، عن جعفر بن محمد ، عن ابن القداح ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه ( ع ) قال : سمت اليهودية رسول الله صلى الله عليه وآله في ذراع وكان النبي صلى الله عليه وآله يحب الذراع والكتف و يكره الورك لقربها من المبال.
الرواية الثالثة
بصائر الدرجات للصفار(ص523):
حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال سم رسول الله صلى الله عليه وآله يوم خيبر فتكلم اللحم فقال يا رسول الله صلى الله عليه وآله انى مسموم قال فقال النبي صلى الله عليه وآله عند موته اليوم قطعت مطاياي الاكلة التي اكلت بخيبر وما من نبي ولا وصى والا شهيد.
الرواية الرابعة
بصائر الدرجات للصفار(ص523):
حدثنا إبراهيم بن هاشم عن جعفر بن محمد عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمت اليهودية النبي صلى الله عليه وآله في ذراع قال وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يحب الذراع والكتف ويكره الورك لقربها من المبال قال لما اوتى بالشوا اكل من الذراع وكان يحبها فاكل ما شاء الله ثم قال الذراع يا رسول الله صلى الله عليه وآله انى مسموم فتركه وما ذاك ينتقض به سمه حتى مات صلى الله عليه وآله .
الرواية الخامسة
مستدرك الوسائل للميرزا النوري (ج16\ص350):
الحسين بن حمدان الحضيني في الهداية : عن أبي عبد الله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) ، قال "أتى رجل من قريش إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فدعاه إلى منزله ، وقرب له مائدة ، وكان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يحب من اللحم الذراع ، فنهشها نهشة واحدة ، فلما دخل إلى بطنه اللحم تكلمت الذراع وقالت : يا رسول الله ، لا تأكل مني شيئا فإني مسمومة ، فألقاها من يده "
الرواية السادسة
قرب الاسناد للحميري (ص317) :
الحسن بن ظريف ، عن معمر ، عن الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر عليهما السلام قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام ذات يوم وأنا طفل خماسي إذ دخل عليه نفر من اليهود فقالوا : أنت ابن محمد نبي هذه الأمة ، والحجة على أهل الأرض ؟ قال لهم : نعم ....خبر طويل الى ان يقول:
ومن ذلك أن امرأة عبد الله بن مسلم أتته بشاة مسمومة ، ومع النبي صلى الله عليه وآله بشر بن البراء بن عازب ، فتناول النبي صلى الله عليه وآله الذراع ، وتناول بشر الكراع ، فأما النبي صلى الله عليه وآله فلاكها ولفظها ، وقال : إنها لتخبرني أنها مسمومة ، وأما بشر فلاك المضغة وابتلعها فمات ، فأرسل إليها فأقرت ، فقال : ما حملك على ما فعلت ؟ قالت : قلت زوجي وأشراف قومي ، فقلت : إن كان ملكا قتلته ، وإن كان نبيا فسيطلعه الله تبارك وتعالى على ذلك .
الرواية السابعة
العلامة الكليني في كتاب الكافي (ج2ص89):
عن محمّد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضّال ، عن ابن بُكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر (الباقر) (عليه السّلام) ، قال : (( إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) أُتي باليهوديّة التي سمّت الشاة للنبي (صلّى اللّه عليه وآله) ، فقال لها : ما حملَكِ على ما صنعتِ ؟ فقالتْ : قلتُ : إنْ كان نبيّاً لم يضرَّه ، وإنْ كان ملِكاً أرحتُ الناسَ منه . قال : فعفا رسولُ اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) عنها.
الرواية الثامنة
الشيخ الصدوق رض في الامالي (ص184):
حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكّل، قال: حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن النصر، قال: حدّثني أبو جميلة المفضّل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن عليّ عليه السّلام قال: إن اليهود أتت امرأة عندهم يقال لها (عبدة)، فقالوا: يا عبدة، قد علمتِ أن محمداً صلّى الله عليه و آله و سلّم قد هدّ ركن بني إسرائيل وهدم اليهودية، وقد غالى الملأ من بني إسرائيل بهذا السمّ لهم، وهم جاعلون لك جعلاً على أن تسمّيه في هذه الشاة، فعمدتْ عبدة إلى الشاةشوتْها، ثم جمعتْ الرؤساء في بيتها، وأتتْ رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ، فقالت: يا محمّد، قد علمت ما توجب لي، وقد حضرني رؤساء اليهود فزيّنّي بأصحابك، فقام رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم ومعه عليّ عليه السّلام ، وأبو دجانة، وأبو أيّوب، وسهل بن حنيف، وجماعة من المهاجرين، فلمّا دخلوا وأخرجت الشاة سدّت اليهود آنافها بالصوف وقاموا على أرجلهم وتوكّأوا على عصيّهم، فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم اقعدوا، فقالوا: إنّا إذا زارنا نبيّ لم يقعد منّا أحد، وكرهنا أن يصل إليه من أنفاسنا ما يتأذّى به.
وكذبت اليهود ـ عليهم لعنة الله ـ إنما فعلتْ ذلك مخافة سَورة السمّ ودخانه.
فلمّا وضعت الشاة بين يديه تكلّم كتفها، فقالتْ: «مَهْ يامحمَّد، لا تأكلني، فإنّي مسمومة» فدعا رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم عبدة، فقال لها: ما حَمَلَكِ على ما صنعت؟
فقالت: قلت إن كان نبيّاً لم يضرّه، وإن كان كاذباً أو ساحراً أرحتُ قومي منهفهبط جبرئيل، فقال: الله يقرئك السلام ويقول: قل بسم الله الذي يسميه به كل مؤمن، وبه عزّ كل مؤمن، وبنوره الذي أضاءت به السماوات والأرض، وبقدرته التي خضع لها كل جبار عنيد، وأنتكس كل شيطان مريد من شر السم والسحر واللمم، بسم الله العلي الملك الفرد الذي لا إله إلاّ هو، وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلاّ خسارا، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ذلك وأمر أصحابه فتكلموا به، ثم قال: كلوا ثم أمرهم أن يحتجموا.
الرواية التاسعة
تفسير الامام العسكري عليه السلام (ص176(::
وأما كلام الذراع المسمومة فان رسول الله صلى الله عليه وآله لما رجع من خيبر إلى المدينة وقد فتح الله له جاءته امرأة من اليهود قد أظهرت الايمان، ومعها ذراع مسمومة مشوية فوضعتها بين يديه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما هذه ! قالت له: بأبي أنت وامي يا رسول الله همني أمرك في خروجك إلى خيبر، فاني علمتهم رجالا جلدا، وهذا حمل كان لي ربيته أعده كالولد لي، وعلمت أن أحب الطعام إليك الشواء، وأحب الشواء إليك الذراع، فنذرت لله لئن [سلمك الله منهم لاذبحنه ولاطعمنك من شواء ذراعه، والان فقد] سلمك الله منهم وأظفرك بهم، فجئت بهذا لافي بنذري.وكان مع رسول الله صلى الله عليه وآله البراء بن معرور وعلي بن أبي طالب عليه السلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ائتوا بخبز.فاتي به فمد البراء بن معرور يده وأخذ منه لقمة فوضعها في فيه. فقال له علي بن أبي طالب عليه السلام: يا براء لا تتقدم [على] رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال له البراء - وكان أعرابيا -: يا علي كأنك تبخل رسول الله صلى الله عليه وآله؟ ! فقال على عليه السلام: ما ابخل رسول الله صلى الله عليه وآله، ولكني ابجله واوقره، ليس لي ولا لك ولا لاحد من خلق الله أن يتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله بقول، ولا فعل، ولا أكل ولا شرب. فقال البراء: ما ابخل رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال على عليه السلام: ما لذلك قلت، ولكن هذا جاءت به هذه وكانت يهودية، ولسنا نعرف حالها، فاذا أكلته بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله فهو الضامن لسلامتك منه، وإذا أكلته بغير إذنه وكلت إلى نفسك.
يقول علي عليه السلام هذا والبراء يلوك اللقمة إذ أنطق الله الذراع فقالت: يا رسول الله لا تأكلني فاني مسمومة، وسقط البراء في سكرات الموت، ولم يرفع إلى ميتا. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ايتوني بالمرأة. فاتي بها، فقال لها: ما حملك على ما صنعت؟ فقالت: وترتني وترا عظيما: قتلت أبي وعمي وأخي وزوجي وابني ففعلت هذا وقلت: إن كان ملكا فسأنتقم منه، وإن كان نبيا كما يقول، وقد وعد فتح مكة والنصر والظفر، فسيمنعه الله ويحفظه منه ولن يضره.فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيتها المرأة لقد صدقت.
الرواية العاشرة
الاحتجاج للطبرسي(ج1\ص319):
قال له اليهودي : فإن إبراهيم عليه السلام قد أسلمه قومه إلى الحريق فصبر فجعل الله عز وجل عليه النار بردا وسلاما فهل فعل بمحمد شيئا من ذلك ؟ قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله لما نزل بخيبر سمته الخيبرية فصير الله السم في جوفه بردا وسلاما إلى منتهى أجله ، فالسم يحرق إذا استقر في الجوف كما أن النار تحرق ، فهذا من قدرته لا تنكره
فتاوى المثبتين
الاول
ابن شهر آشوب في مناقبه(ج1\ص186):
والبقاء أفضل من الابتداء ، صير الله حر النار على الخليل بردا وسلاما ، وصير السم في جوفه سلاما حين سمته الخيبرية ، ثم سخر له نار جهنم التي كانت نار الدنيا كلها جزءا منها..
الثاني
قال السيد محمد سعيد الحكيم في كتابه أسئلة و أجوبة (ص409سؤال 1256):
أنا في مدينة الموصل، ونشأتنا من الصغر أن الرسول مات موت اعتيادي، وبعد معرفة ديني واهتدائي بالأئمة المعصومين سمعت صديقي يقول: إن الرسول مات مسموما مستندا إلى حديث يقول: ما مات منا إلا مسموما أو شهيدا . وإن صح ذلك فهل تعلمون من هي التي سمت الرسول، فقد سمعنا بعض الأقاويل من الأصحاب المعروفين بالتدين ، ولا أريد الخوض فيها؟
جواب: ورد في بعض الروايات أن المرض الذي توفي الرسول ص فيه كان من كتف شاة مسمومة قدمته له امرأة يهودية..
الثالث
مسائل وردود للسيد البهشتي (ص 499: سؤال 152) :
روي أن الرسول الأعظم ص مات مسموما فكيف جاءت هذه الكارثة ومن الذي وضع السم لرسول الله ص؟
الجواب: بسمه تعالى : في حديث عن أبي عبد الله الصادق (ع): سمت اليهودية رسول الله صلى الله عليه وآله في ذراع وكان النبي صلى الله عليه وآله يحب الذراع والكتف و يكره الورك لقربها من المبال وفي رواية أخرى إن أكله من السم كان في غزوة خيبر، فبقي أثره حتى توفي منه، والله العالم.
الرابع
الشيخ الصدوق في كتاب الاعتقادات( ص 109 )
اعتقادنا في النبيّ (صلّى اللّه عليه وآله) أنّه سُمّ في غزاة خيبر ، فما زالت هذه الأكلةُ تعاوده حتّى قطعتْ أبهرَه.
الخامس
السيد حسن الشيرازي في مجلة علوم الحديث (ص274 ) :
أن حديث الباب ممّا اتّفق على تخريجه الفريقان، ورووه بأسانيد صحاحٍ وحسان،
السادس
إعلام الورى بأعلام الهدى الشيخ الطبرسي (ج 1 ص٨٠) :
ومنها: كلام الذراع، وهو أنه أوتي بشاة مسمومة أهدتها له امرأة من اليهود بخيبر، وكانت سألت أي شئ أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الشاة؟ فقيل لها: الذراع، فسمت الذراع، فدعا صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه إليه فوضع يده، ثم قال: (ارفعوا فإنها تخبرني أنها مسمومة).
ولو كان ذلك لعلة الارتياب باليهودية لما قبلها بدءا ولا جمع عليها أصحابه، وقد كان صلى الله عليه وآله وسلم تناول منها أقل شئ قبل أن تكلمه فكان يعاوده كل سنة حتى جعل الله ذلك سبب الشهادة، وكان ذلك بابا من التمحيص ليعلم أنه مخلوق وعبد.
السابع
العلامة المجلسي رض في مراة العقول( ج8ص196) :
و ظاهر أكثر الروايات أنه صلى الله عليه و آله و سلم أكل منها و لكن بإعجازه لم يؤثر فيه عاجلا، و في بعض الروايات أن أثره بقي في جسده صلى الله عليه و آله و سلم حتى توفي به بعد سنين، فصار شهيدا فجمع الله له بذلك بين كرم النبوة و فضل الشهادة.
الثامن
مسالك الأفهام الشهيد الثاني (ج ١١ ص٤٥٩) :
فمنها: الخبر المستفيض أو المتواتر بأكل النبي صلى الله عليه وآله من الذراع المسموم الذي أهدته اليهودية إليه صلى الله عليه وآله، وأكل منه هو وبعض أصحابه، فمات رفيقه وبقي يعاوده ألمه في كل أوان إلى أن مات منه صلى الله عليه وآله.
التاسع
الشيخ الاخباري محسن ال عصفور:
المروي هو اناليهود هم من دبروا ذلك وان المشيئة الالهية شاءت ان تختتم حياة خاتم المرسلين صلىالله عليه وآله وسلم بالذراع المسمومة التي اهدتها اياه المرأة اليهودية وأن دور منذكرت كان مقصوراً على مرحلة ما بعد ارتحاله صلى الله عليه وآله الى الرفيقالأعلى.
http://www.al-asfoor.org/fatawa/index.php?id=162
العاشر
الشيخ السبزواري في كتاب معارج اليقين (ص70):
وقبض (عليه السلام) بالمدينة مسموما يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى وعشر من هجرته وهو ابن ثلاث وستين سنة.وقبره (عليه السلام) بالمدينة في حجرته التي توفي فيها، وكان قد أسكنها في حياته عائشة بنت أبي بكر، سم في غزوة خيبر فما زالت هذه الأكلة تعاد حتى قطعت أبهره فمات منها.
فتاوى النافون
الاول
الشيخ البهائي رسالة ذبائح اهل الكتاب (ص520) :
الحديث لم تثبت صحته عندنا.
الثاني
السيد الخوئي : السؤال :يقول المخالفون: ان حديث تناول النبي صلى الله عليه وآله من لحم الشاة التي قدمتها اليهودية دليل على جواز أكل ذبائح اليهود والنصارى .. فما هو جوابنا عليهم ؟ الجواب :جوابنا عليهم أولا: انه لم يثبت لنا صحة تلك الرواية ، وثانيا: ان الاحكام كانت تشرع تدريجية ، وربما كانت القضية قبل تشريع المنع ، وثالثا: لم يتحقق من الرواية ان الشاة ذبحت بذبح اليهود ، فلعلهم كانوا يعلمون بامتناع أكل النبي صلى الله عليه وآله عن ذبائحهم ، فصنعوا اللحم من ذبيحة المسلم ( أي مشترى ) من سوق المسلمين ، والله العالم. http://www.al-khoei.us/fatawa1/index.php?id=200
وايضا صراط النجاة - الميرزا جواد التبريزي - ج ٢ - الصفحة ٤٥٠
الثالث
نجاح الطائي في كتابه اغتيال النبي ص (ص152) :
لذلك جاء في الرواية المزيفة: اليهود سموه (صلى الله عليه وآله) في خيبر (1). بينما الحقيقة تنص على إخبار الله سبحانه وتعالى رسوله بذلك فامتنع عن الأكل. وهذا يشير إلى دلائل النبوة أولا وزيف روايات الحزب الأموي. إن أعراض السم لم تظهر على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في السنوات التالية لحادثة خيبر، فكيف يموت بذلك السم القديم. وثانيا: كيف يموت بسم قديم لم يأكله! إذن أكل الرسول (صلى الله عليه وآله) السم مرة واحدة في حياته بيد رجال الحزب القرشي ومات بسبب ذلك.
الرابع
الشيخ الكوراني في جواهر التاريخ (ج3ص216) :
المسألة الثانية : معنى قوله ( عليه السلام ) أموت بالسم كما مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والمعنى الذي فهمه السنيون أنه يقصد بسم النبي ( صلى الله عليه وآله ) حادثة خيبر حيث أهدى اليهود إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) شاة مشوية مسمومة فأكل منها لقمة فنطق اللحم بإذن الله بأنه مسموم ، وقد أثرت تلك اللقمة في بدن النبي ( صلى الله عليه وآله ) فكانت وفاته بعد سنتين بسببها ! ففي الجامع الصغير : 2 / 497 : ( ما زالت أكلة خيبر تعتادني كل عام ، حتى ‹ صفحة 217 › كان هذا أوان قطع أبهري ( شرياني ) ) . ( ونحوه تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة / 169 ، وأسد الغابة : 1 / 23 ، كما روت ذلك مصادرنا كما في المناقب : 1 / 81 ، ومختصر بصائر الدرجات / 15 ) لكن المقصود لأئمتنا ( عليه السلام ) مع ذلك أو بدونه ، هو أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد سم في مرض وفاته بالدواء الذي نهاهم أن يسقوه إياه عندما يغمى عليه ! ومع ذلك سقوه فأفاق وغضب من فعلهم وأمرهم أن يشربوا منه جميعا إلا بني هاشم ! وقد روته صحاحهم فقال بخاري : 7 / 17 : ( قالت عائشة : لددناه في مرضه فجعل يشير الينا أن لا تلدوني ، فقلنا كراهية المريض للدواء . فلما أفاق قال : ألم أنهكم أن تلدوني ؟ ! قلنا : كراهية المريض للدواء ، فقال : لا يبقى في البيت أحد إلا لد وأنا أنظر ! إلا العباس فإنه لم يشهدكم ) . ورواه الحاكم : 4 / 202 ، وفيه : والذي نفسي بيده لا يبقى في البيت أحد إلا لد إلا عمي . قال فرأيتهم يلدونهم رجلا رجلا . . . فلد الرجال أجمعون ، وبلغ اللدود أزواج النبي فلددن امرأة امرأة ) ! انتهى . ولا أستبعد أن يكون الدواء مأخوذا من اليهود فنهى الله نبيه ( صلى الله عليه وآله ) عن استعماله ، أو يكون اليهود وجدوا منفذا إلى طعام النبي ( صلى الله عليه وآله ) وشرابه ودوائه ، فقد كانت عدة يهوديات يترددن على نسائه ، ولا يتسع المجال لهذا البحث .انتهى
دراسة الروايات سندا ومتنا
سند الرواية الاولى
بالنسبة الى سند الرواية الاولى فهي من كتاب الكافي للعلامة الكليني رضوان الله عليه وهو من كتب الاربعة المعتبرة عندنا فالشيخ الكليني وهو محمد بن يعقوب قال عنه الشيخ في الرجال جليل القدر عالم بالاخبار وقال في الفهرست ثقة عارف بالاخبار وقال النجاشي عنه شيخ اصحابنا ووجههم وكان اوثق الناس في الحديث واثبتهم والاسانيد الى كتابه الكافي كلها معتبرة لا شك فيها واما العدة من اصحابنا فكثر البحث فيها ولا نريد الاطالة فيها فمن اراد القراءة عنها فليراجع الكتب التي تكلمت عن العدة واما سهل بن زياد فنقسم العلماء بين موثق له ومضعف له فهو مختلف في حاله فمن ضعفه استند بعضهم الى تضعيف الشيخ له في الفهرست والاستبصار واستثاء ابن الوليد والصدوق وابن نوح له من كتاب نوادر الحكمة وايضا قال عنه النجاشي ضعيف في حديثه غير معتمد وايضا ضعفه ابن الغضائري واخرجه الاشعري من قم وكان الفضل بن شاذان لا يرتضيه ويقول هو احمق واما من وثق فاعتمد بعضه الى توثيق الشيخ له في الرجال في بعض النسخ وكثرة رواية الاجلاء عنه وكثرة العلامة الكليني الرواية عنه في الكافي وايضا وقوعه في اسانيد كتاب كامل الزياارات وايضا وجوده في اسانيد كتاب تفسير القمي فالعلماء اختلفو في حال سهل بن زياد بين موثق ومضعف ونحن هنا نبين اسباب الضعف والتوثيق ولا نريد مناقشة الادلة فنحن لسنا بصدد هذا ونكتفي بتبين اسباب التوثيق والتضعيف واما جعفر بن محمد الاشعري اختلف العلماء فيه بين قائلا بوثاقته وقائل بجهالته فمن قال بوثاقته اعتمد على كونه لم يستثنى من نوادر الحكمة وكونه وقع في اسانيد كتاب كامل الزيارات ومن قال بالجهالة فلم يرى اعتبار أي دليل يدل على وثاقته واما ابن القداح وهو عبدالله بن ميمون فهو ثقة لتوثيق النجاشي له وعدم استثنائه من نوادر الحكمة فلا اشكال في وثاقته فسند هذه الرواية صحيحة عند البعض عند من يرى وثاقة سهل بن زياد والاشعري وغير صحيح عند الاخر من ناحية السند.
متن الرواية الاولى
ما يستفاد من الرواية ان اليهودية سمت النبي ص في ذراع وكان يحب الذراع والكتف ويكره الورك لقربها من المبال.
سند الرواية الثانية
اما الرواية الثاني فيرويها البرقي في محسانه اما كتاب المحاسن فهو كتاب معتبر ويعد الكتاب الخامس للشيعة من الكتب الحديثية ولعلمائنا طريق معتبر الى كتابه المعروف بالمحاسن فمن اراد فيراجع اسانيد واجازات العلماء الى الكتاب اما بالبرقي فهو احمد بن محمد بن خالد البرقي ثقة في نفسه غير انه يروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل قالها النجاشي والطوسي في كتابيهما فالرجل ثقة اما كونه يروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل فها ليس طعن في نفس البرقي وايضا لم يستثنى من نوادر الحكمة وروى عنه الاجلاء فلا اشكال في وثاقة البرقي واعتماد كتابه اما الاشعري والقداح قد مر الكلام عن حالهم في مناقشة اسناد الرواية الاولى فتكون هذه الرواية معتبرة عند من يرى وثاقة الاشعري وغير معتبرة سندا عند من لم يرى وثاقته.
متن الرواية الثاني
نفس متن الرواية الاولى.
سند الرواية الثالثة
الرواية الثالثة هي من كتاب بصائر الدرجات للصفار اما كتاب بصائر الدرجات فالمشهور بين العلماء اعتبار الكتاب وصحة الطريق اليه لذا عده العلامة المجلسي في الكتب المعتبرة واما الصفار فهو محمد بن الحسن الصفار قال فيه النجاشي وجها من اصحابنا القميين ثقة عظيم القدر فالصفار مجمع على وثاقته وعظم قدره عند الطائفة واما احمد بن محمد فهو مشترك بين اربعة كلهم ثقات اجلاء وهم البرقي والاشعري وبن الوليد وبن ابي النصر ورجح العلماء انه الاشعري واي راوي كان فهم كلهم ثقات اجلاء فنرجح انه الاشعري وهو احمد بن محمد بن عيسى الاشعري قال عنه الطوسي في رجاله ثقة وفي فهرسته شيخ قم ووجهها وفقيهها وايضا قال عنه النجاشي ذلك فهو ثقة بالاجماع واما الحسين بن سعيد وهو الاهوازي وثقه الشيخ في رجاله والفهرست فهو ثقة بالاجماع واما القاسم بن محمد فهو مشترك بين جماعة ويرجح انه الجوهري لروايته عن الطائني ورواية حسين بن سعيد اياه فيكون المرجح انه الجوهري وهو واقفي وقع في اسانيد كامل الزيارات فيحكم بتوثيقه الى من يذهبون ان كل من وقع في كامل الزيارات فهو ثقة ومن لم يرو ذلك يحكمون بجهالته واما علي بن ابي حمزة البطائني وهو اصل الوقف كما روى الثقات قاله الطوسي وتوجد روايات كثيرة في ذمه ذكرها الشيخ الطوسي في الغيبة والكشي في رجاله وتوجد روايات صحيحة منها في ذمه وقد عادا الامام الرضا عليهم السلام اضافة الى ابن فضال اتهمه بالكذب فالرجل مذموم لعنه الله واما ابو بصير فهو مشترك بين ثلاثة ولكن يرجح انه يحيى بن ابي القاسم الاسدي لرواية البطائني عنه وهو ثقة بالاجماع فقد وثقه النجاشي وذكره الكشي من الجماعة التي اجمعة العصابة على تصديقهم هذا بالنسبة الى سند الرواية الثالثة.
متن الرواية الثالثة
الرواية تثبت ان النبي ص سم من اليهودية وعند وفاته ذكر ان السبب هي تلك الاكلة.
سند الرواية الرابعة
الرواية الرابعة من كتاب بصائر الدرجات للصفار وقد تكلمنا عنهم في الرواية الثالثة واما ابراهيم بن هاشم فالبعض عده ثقة والبعض عده ممدوح ولم اجد احد قال بجهالته اما اسباب تعديله فقد روى عنه ابنه كثيرا في تفسيره المعروف بتفسير القمي والسيد ابن طاووس ادعى الاتفاق على وثاقته وانه اول من نشر حديث الكوفيين بقم وغيرها فالرجل روايته معتبرة عند علماء الطائفة اما الاشعري والقداح قد تم ذكره سابقا.
متن الرواية الرابعة
ان اليهودين سمت النبي (ص) ومات النبي (ص) بسمها.
سند الرواية الخامسة
يكفي الارسال الواضح بين الحسين بن حمدان والامام الصادق عليه السلام.
متن الرواية الخامسة
ان شخص من قريش اعطى النبي ص ذراع مسمومة فنهشها النبي ص ونطق الذراع وقال للنبي ص لا تاكلني فانني مسمومة فتركها النبي ص.
سند الرواية السادسة
اما الرواية السادسة فهي من كتاب قرب الاسناد للحميري اما طريق الشيخ الطوسي الى الكتاب فصحيح كما قال السيد الخوئي في المعجم اما الحميري فهو عبدالله بن جعفر الحميري قال النجاشي عنه شيخ القميين ووجههم وقال الشيخ عنه ثقة اما الحسن بن ظريف فقد وثقه النجاشي في رجاله واما معمر فهو معمر بن خلاد بن ابي خلاد وهو ثقة كما قال النجاشي في رجاله فسند هذه الرواية صحيح بالاجماع.
متن الرواية السادسة
ان امرأة قدمت الى النبي ص طعام مسموم فاكل النبي ص الطعام واخرجه وقال انها قالت لي انها مسمومة وقد اكل منه بشر بن البراء بن عازب وابتلعها فمات.
الرواية السابعة
اما سند الرواية السابعة فهي من كتاب الكافي للعلامة الكليني وقد مر الكلام عنهم واما محمد بن يحيى وهو العطار قال النجاشي عنه شيخ اصحابنا في زمانه فقيه عين كثير الرواية واما ابن عيسى قد تم الكلام عنه واما ابن فضال فهو ثقة بالاجماع واما ابن بكير وثقه الشيخ الطوسي واما زرارة ممن اجمعت العصابة عليه كما اشار الكشي ناهيك عن الروايات المتواترة في مدحه.
متن الرواية السابعة
الرواية تفيد ان النبي ص اتى باليهودية وسئلها عن فعلتها التي فعلتها فقالت فعلته لكي اعرف هل انت نبي او رجل عادي.
سند الرواية الثامنة
الرواية يرويها الشيخ الصدوق وهو محمد بن علي القمي قال عنه الشيخ كان جليلاً حافظاً للأحاديث، بصيراً بالرجال، ناقداً للأخبار، لم يُرَ في القمّيين مثله في حفظه وكثرة علمه واما محمد بن موسى المتوكل فقد قال العلماء بوثاقته لترضي الشيخ الصدوق عنه وكونه وقع في سند حكم عليه العلامة ابن طاووس انه معتبر بالاجماع وعند من يرى اعتبار هذه المباني قد يحكم بجهالته واما علي بن الحسين السعد آبادي وثقه بعض العلماء لكونه من مشايخ ابن قاوليه المباشرين الذين روى عنهم في كامل الزيارات ورواية الاجلاء عنه وانه شيخ الكليني واما احمد البرقي قال عنه الشيخان النجاشي والطوسي انه ثقة فيه نفسه واما ابوه محمد البرقي قال عنه الشيخ الطوسي ثقة وقال الشيخ النجاشي ضعيف في حديثه وفيه مقال ولكن الارجح وثاقته واما احمد بن النصر والظاهر انه هو نفسه احمد بن النضر لرواية البرقي عنه فهو من يروي كتابه كما في رجال النجاشي قال فيه النجاشي ثقة اما اذا كان غيره فلم نعرفه واما المفضل بن صالح اختلف العلماء فيه فمنهم من قال بضعفهم لتضعيف النجاشي وابن الغضائري له ومنهم من قال بوثاقته لكونه من رواة تفسير القمي وكامل الزيارات ورواية الاجلاء عنه واما سعد بن طريف ثقة قال عنه الشيخ صحيح الحديث وقال النجاشي يعرف وينكر وقال ابن الغضائري ضعيف والارجح وثاقته عندنا واما الاصبغ بن نباتة ثقة قال عنه النجاشي من خاصة امير المؤمنين ع وهو من رواة كامل الزيارات وتفسير القمي .
متن الرواية الثامنة
ما يستفاد من الرواية ان اليهود حاول سم النبي ص ولكن حينما اراد الاكل منها نطقت الشاة فليس فيها ان االنبي ص اكل الشاة او مات منها.
سند الرواية التاسعة
الرواية من كتاب تفسير الامام العسكري ع وهو مختلف في ثبوته فمن العلماء من قال بثبوته ومنه من قال بالعدم ونكتفي بهذا لكي لا نطيل.
متن الرواية التاسعة
الرواية يستفاد منها ان اليهودية قدمت شاة مسومة للنبي ص ولاصحابه واكل منها البراء ومات منها.
سند الرواية العاشرة
من كتاب الاحتجاج للطبرسي والكتاب كله مراسيل
متن الرواية العاشرة
ان اليهودية سمت النبي (ص) وحلصت معجزة ان السم لم يؤثر في النبي (ص) في البداية كما ان النار لم تحرق النبي ابراهيم عليه السلام.
اشكالات وردود
الاشكال الاول
قد يقال كيف يعقل أن يبق النبي صلى الله عليه و آله مسموما لمدة 3 سنوات و المعروف أن السم يفتك بصاحبه مباشرة أو يمهله قليلا و الجواب على هذا أن الأمر كان بالاعجاز وقد وردت رواية بهذا المضمون في كتاب الاحتجاج للطبرسي(ج1\ص319): قال له اليهودي : فإن إبراهيم عليه السلام قد أسلمه قومه إلى الحريق فصبر فجعل الله عز وجل عليه النار بردا وسلاما فهل فعل بمحمد شيئا من ذلك ؟ قال له علي عليه السلام : لقد كان كذلك ، ومحمد صلى الله عليه وآله لما نزل بخيبر سمته الخيبرية فصير الله السم في جوفه بردا وسلاما إلى منتهى أجله ، فالسم يحرق إذا استقر في الجوف كما أن النار تحرق ، فهذا من قدرته لا تنكره. انتهى
الاشكال الثاني
وردت رواية في تفسير العياشي في ج1ص224:عن عبد الصمد بن بشير ، عن الإمام جعفر الصادق (عليه السّلام) أنّه قال يوماً لأصحابه : (( تدرون مات النبيُّ (صلّى اللّه عليه وآله ) أو قُتل ؟ إنّ اللّه يقول : ( أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ )(2) , فسُمّ قبل الموت ، إنّهما سمّتاه. انتهى
قد يقول قائل كيف نحل معارضة الاحاديث فترة ان النبي ص مات من سم يهودية والثاني ان عائشة وحفصة هي من سمت النبي ص؟؟
ونقول اولا يوجد لدينا قاعدة لترجيح بين الروايات المتعارضة مثل مقبولة عمر بن حنظة التي رواها الكليني رض في كتاب الكافي ج1 ص67 وقد قال العلامة المجلسي رض عن الرواية في مراة العقول ج1ص221 انها موثقة تلقاها الاصحاب بالقبول مفاد الرواية ان لو حديث تعارض بالحديث فعليك الاخد بالاصدق في الحديث والافق والاورع ولا يلتفت بما يروي الاخر ونقول ان روايات التي تشير ان اليهودية سمت النبي ص مستفيضة وبعضها صحيح السند كما سنشير في نهاية البحث ونضع باب خاص في تحليل اسانيد الروايات التي وضعناها واما الرواية التي اوردها العياشي فكما هو معروف ان تفسير العياشي كله مراسيل ويقال ان الذي روى او نسخ الكتاب قد حذف اسانيده لكي لا يكون التفسير طويل فهنا نحل التعارض على ان المسند المستفيض الضحيح يرجح على المرسل الضعيف كما بينا في القاعدة السابقة ولكن يبقى امر. هل يمكن ان نحل التعارض بالاخد بالروايتين؟؟
نعم ممكن قد اورد صاحب كتاب ما منا الا مسموم او مقتول الاستاذ جعفر البياتي هذا الاشكال وذكر الحل في الصفحة 43 وقال:
كتب العلامة المجلسي بيان: يُحتَمل أن يكون كلا السُّمَّينِ دخيلَينِ في شهادته (ص) وهذا أمرٌ وارد ؛ فالمرءُ يُطعَنُ طعنةً يعاني منها ثمّ لا يموت ، فتأتي طعنةٌ ثانيةٌ أو ثالثة فتكون هي القاتلة ، ويكون هو المقتول بها .على سبيل المثال : يذكر أصحاب السير وأرباب المقاتل أنّ السهمَ المثلّث هو الذي كان السببَ في شهادة سيّدنا الإمام الحسين(ع) أو أنّ سنان بن أنس النخعيّ (لع) هو القاتل ؛ لأنّ رميتَه أو ضربته أو طعنته كانت هي القاتلة ؛ إذْ بها وبسببها المباشر فاضت الروح القدسيّةُ الشريفة لسيّد الشهداء (ع) وكذا السمُّ اللاّحق ، فقد جاء على أثر سمٍّ سابقٍ تناول منه النبيّ (ص) بعد غَزاة خيبر ، فما زال ينتقض به ، وكان يعاني منه ، لكنّه لم يكنْ ـ ربما ـ سبباً لوفاته (ص) حتّى جاء السمُّ الأخير فكانت فيه شهادته ، فكلاهما ـ على أقلّ الفروض ـ شكّل جزء العلّة في قتل المولى سيّد الأنام(ص) انتهى
الاشكال الثالث
قد يقول البعض ان حديث تناول النبي صلى الله عليه وآله من لحم الشاة التي قدمتها اليهودية دليل على جواز أكل ذبائح اليهود والنصارى فنقول له ان الاحكام كانت تشرع تدريجية ، وربما كانت القضية قبل تشريع المنع ، ولم يتحقق من الرواية ان الشاة ذبحت بذبح اليهود ، فلعلهم كانوا يعلمون بامتناع أكل النبي صلى الله عليه وآله عن ذبائحهم ، فصنعوا اللحم من ذبيحة المسلم ( أي مشترى ) من سوق المسلمين كما ذكر السيد الخوئي (رض).
الخلاصة
ما تلخص لنا في بحثنا السابق ان علمائنا اختلفوا في صحة القضية لكن الظاهر والله اعلم ان اكثر علمائنا يعتقدون بهذا الاعتقاد وقد سردنا سابقا الاقوال فمنهم من ادعى التواتر ومنهم من صحح اسانيد الروايات فالمشهور بن علمائنا سم اليهودية الى النبي صل الله عليه واله واما الروايات في الموضوع فحسب تتبعنا ان هناك عشر روايات تتكلم في القضية وقد ذكرناها سابقا مع تفصيل السند والمتن ووجدنا ان اكثرها واضحة الدلالة على ان النبي (ص) قد سمته اليهودية واقل ما يقال ان الروايات مستفيضة في ذلك مع وضوح بعض الروايات انه مات بسبب السم كما وضحنا سابقا.
نعم هناك روايتين لم تكونا واضحتا الدلالة وهي رواية قرب الاسناد ورواية تفسير الامام العسكري عليه السلام فدلالة رواية قرب الاسناد ان النبي (ص) لما اكل من الشاة المسمومة لاكها ولفظها أي بمعنى انه اخرجها في فمه واما الرواية الثانية فدلالتها ان اليهودية قدمت شاة مسومة للنبي ص ولاصحابه واكل منها البراء ومات منها ولم يفهم من الرواية ان النبي ص اكله منها او مات منها وقد يشكل البعض ان هذه الروايتين متعارضتين مع الثمان الروايات الاخرى فماذا يكون الجواب؟
نقول: بالنسبة الى رواية تفسير الامام العسكري (ع) فالرواية كما انها لم تثبت ان النبي (ص) اكل من السم فهي ايضا لم تنفي انه (ص) اكل منها فلا نستطيع القول ان الرواية متعارضة مع الروايات الاخرى ولكن نقول ان الرواية لم تطرق هل النبي (ص) اكل او لم يأكل فعليه لا تعارض بين الروايات واما رواية قرب الاسناد فنقول: ان هذا المقدار كافي لوصول السم الى جوف النبي ص حتى لو يم يبلع الاكل فلا معارضة بين الروايات هذا ما توصلنا اليه في بحثنا المتواضع وباب الحواز والنقاش مفتوح لمن اراد فقد نكون مخطأين فنحن بشر نخطأ فنحن فإن كنا مخطإن نرجوا ابلاغنا بذلك هذا وصل اللهم على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين .