أكرهك يا حسن نصرالله..
من أنت..؟ ما أنت..؟ من أين جئت..؟
لقد أقلقتَ سريرتي، وحطّمتَ أهدافي على صخرة عزيمتك
لقد بدّدتَ أحلامي، وشتّتَ غروري على جبال سجيتك
كنت أعتقد أن أمثالك قد انقرضوا منذ قرون
وبقي من يعتاش على بحر من الإثم والمجون
أنت لست من البشر، إما أن تكون مجنون أو لله مرهون
أكرهك يا حسن نصرالله..
أرسلت لك شر الناس ليعرّوك من كل خير لك لباس
أرسلت لك عجيب الهدايا يَركَع لها أكبر سَيّاس
مال وسلطة من أبناء قوم الخنّاس الوسواس
فزهدتَ بالدنيا ومتاعها الكياس، لتبقى روحك عصية عن المساس
أكرهك يا حسن نصرالله..
حرضت عليك قوم الجهالة والميسر والقمار
حرضت عليك قوم السفالة لتلحقَ بك من دار الى دار
حرضت عليك قلوبا حاقدة مغلفة بالحب والغار
فما رأيت مثل قلبك محصن ومتين كالصخر وشجر الدردار
أكرهك يا حسن نصرالله..
سلطت عليك ألسنة الوبال لتمطرك بشتائم في كل حال وحال
سلطت عليك كثاث اللحى وشيوخ الفتنة وعبدة المال
سلطت عليك إعلام النفاق بعيون أعور الدجال
فبات الناس في ضلال لا يعرفون الحرام من الحلال
أكرهك يا حسن نصرالله..
زرعتُ البغضاء في قلوب الضعفاء.. فازددتَ حبا لهم
زرعتُ الغرور في نفوس السفهاء.. فازددتَ تواضعا لهم
زرعتُ الحسد في عقول الطلقاء.. فازدادت دعواتك لهم
كره.. حقد.. حسد.. غرور...، وتبقى محبتك تنادي لهم
من أنت..؟ ماأنت..؟ من أين جئت..؟
عبادي طائفيون.. عبادي عنصريون.. عبادي تكفيريون ومنافقون
عبادي رؤوس بلا عقول.. يقولون ما لا يفعلون ثم يتغنون
.. أنا أؤمن بالله.. فهو خالقي وهم به أيضا مؤمنون
فما الفرق بيني وبينهم إن كان كلانا عن أمر الله مصدفون
أما أنت.. فأكرهك..
أكره عمامتك التي تأوي رأسك ذو العقل الحكيم
أكره عبائتك التي تفوح منها رائحة العزة والكرامة
أكره ابتسامتك التي يعشقها كل طيب حليم
حتى إسمك "حسن ونصرالله".. وقعه على مسمعي لئيم
كلما سمعته أرتجف وأرتعد وأتمنى الجحيم
أكرهك يا حسن نصرالله..
موعدي معك غدا.. موعدي معك كل يوم
أصدقائي كثر.. شركائي كثر.. والجُهّال أكثر
سأستعين بهم حتى لا تهنئ بِقرّة عين ولا نوم
فزت عليّ كثيرا.. أفشلتني كثيرا.. فأصبح غضبي أكثر
فالحرب معي لا تنتهي حتى يزول البشر وكل القوم
فانتبه وتحضّر.. إن الآتي أعظم وأكبر يا حسن نصرالله.. يا حبيب الله
عدوك اللدود: إبليس الخسيس