لا زلت ؛ أتذكر بيوت الطين ~
وظلال النخيل تلقي بوشمها على عتبة الدار ~
وجلسة جدتي البهية الوجه ؛ وهي تمسك مسبحتها في زاويتها المعهودة ~
وفي يمينها يبرق خاتمها الفضي بفصها الأزرق المائل للخضرة ~
تتمتم بتسبيحات وصلوات ؛ تتبعها خشوع وركوع ~
بما يملئ المكان بدف القرب من الخالق العظيم ~
وتفاصيل الحياة الآخرى ،، الأزقة الضيقة ~
وحلقات الشيبة وهم يلتحفون ظلال الجدران ~
وأصوات البلابل لا تفارق أفنية البيوت ~
أتذكر جيداً وكأني أغرق في نكهة المساء ؛ حين يجمعنا الموقد ~
الآن وكأن عبقها يخترق السنين ليلقي الينا التحية ~
ويذكرنا أن الدنيا لا زالت بخير ~
وأن للطيب جسد ~
الآن وقد صارت تلك الصور جزءاً من الحكايات ~
نستحضرها لنمنح الحاضر بعضاً من الألق ~
فتستقر القلوب التي أجهدها الزمن ~
6-2-2013