البهلول يضرب ابا حنيفه ردا على ادعائه على الامام الصادق عليه السلام (منقول)
بتاريخ : 13-02-2013 الساعة : 01:10 PM
جاء في كتاب كشكول دستغيب هذه القصة وهي مذكورة في كتاب القلب السليم / الجزء الأول / صفحة 213
يوما كان البهلول مارا بالقرب من مسجد فرأى أبا حنيفة جالسا يحيطه ثلة من طلابه وهو يلقي عليهم درسه المعتاد ، فوقف البهلول وأخذ ينصت لكلام أبي حنيفة ، فسمعه يقول :
سمعت الصادق يقول أمورا أدهشني سماعها، فإنه يقول : ( إن الله لا يمكن أن يرى ل في الدنيا ولا في الآخرة ) فتعجبت لقوله ، فهل يمكن لشيء أن يكون موجودا لكنه لا يرى ؟
وسمعته يقول : ( إن الشيطان سيحرق في نار جهنم ) فتعجبت لقوله أيضا لأن الشيطان هو نفسه مخلوق من النار ، وما خلق من النار لا يُعذَّب بها 0
وسمعته يقول : ( ان الناس مسؤولون عن أعمالهم ) ولكنني أعتقد أن كل أعمالنا مرتبطة بإرادة الله ومردّها إلى مشيئته ، وأننا لسنا مسؤولين عن أعمالنا
وأراد البهلول أن يجيب على ادعاءات أبي حنيفة فاستخدم في ذلك أسلوب ( من فمك ادينك) إذ رفع حجرا ورمى به أبا حنيفة فسقط على أم رأسه ، فشكاه إلى القاضي ، فما كان من الأخير إلا أن استدعى البهلول إلى المحكمة وسأله عن سبب اقدامه على هذا العمل الذي أدى إلى إصابة رأس أبي حنيفة بوجع شديد فأجاب البهلول :
- أيها القاضي !
يقول أبو حنيفة : ( كل شيء موجود مرئي ومشهود حتماً ) وهو يدعي أن رأسه مصاب بوجع وألم ، فإذا كان ادعاؤه صادقا فليريني "الألم والوجع"!
وهو يقول : ( بما أن الشيطان مخلوق من النار فإنه لا يحترق بها ) وأبو حنيفة مخلوق من التراب والحجر مخلوق من التراب أيضا، إذن فينبغي أن لا يؤلم الحجر أبا حنيفة أو يجرحه، فإذا كان يدّعي أنني أوجعت رأسه وجرحته بالحجر فإنه كاذب في ادعائه !
وهو يقول : ( ان الإنسان ليس مخيرا في ما يقوم به وهو مسخّر لإرادة الله مجبور على أعماله بمشيئة الله ) فإن كنت ضربتُ أبي حنيفة بالحجر فإني لست المقصّر في ذلك وعليه أن يشكو الله لا أن يشكوني !
فبهت أبو حنيفة ودهش لسماع أجوبة البهلول وخرج من المحكمة بعد أن أسقط ما في يده وخاب سعيه