[ابو نور الحسن]

بعض تواضع الامام الحسين (ع) انه مر بمساكين وهم يأكلون كسرا لهم على كساء فسلم عليهم فدعوه الى طعامهم فجلس معهم وقال : ( لولا انه صدقة لاكلت معطكم ) ثم قال (ع) قوموا الى منزلي فاطعمهم وكساهم وامر لهم بدراهم وبمقدارنا ان نكشف مدى تواضعه وعمقه من خلال هذا المصداق العملي الذي ذكرناه اذا اعدنا الى الاذهان ما يتمتع به الامام الحسين (ع) من مستوى قيادي في الامة فهو مرجعها الفكري والقيادي وامامها المنصوص عليه من الله ورسوله (ص) ومكانته الاجتماعية لايرقى اليها رجل في عصره قط حتى ابن عباس الصحابي الجليل وهو اسن منه كان يمسك فرسه اجلالا له واعظاما ولعظم منزلته كان الناس اذا التقو به اثناء مسيره الى الحج ماشيا ينزلون عن ركائبهم اجلالا طالما هو يسير ومن المصاديق العملية على تواضعه (ع) كذلك انه مر على مساكين ياكلون في الصفة فدعوه للطعام فنزل (ع) وقال : ( ان الله لايحب المستكبرين ) ثم تناول معهم الطعام وقال لهم (قد اجبتكم فاجيبوني ) قالو نعم فمضى بهم الى منزله وقال للرباب ( اخرجي ما كنت تدخرين ) ومما يدل على مدى تفاعه الايجابي مع الناس ورعليته لشؤون الامة وما رواه شعيب بن عبد الرحمان قال : وجد على ظهر الحسين بن علي يوم الطف اثر فسالوا زين العابدين عن ذلك قال هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره الى منازل الارامل واليتامى والمساكين)