عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام أنه قال: «نَحْنُ حُجج الله على خلقه، وجدّتنا فاطمة عليهاالسلام حُجّة الله علينا» [تفسير أطيب البيان: ١٣ / ٢٢٦]
يعتبر هذا الحديث من الأحاديث المهمة التي وردت عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام، لذا ونحن نقف نستلهم الدروس العقائدية من سلالة بيت النبوة ومعدن الرسالة لابد لنا أن نتأمل في هذا الحديث ونرى مدى مصداقيته في عالم الواقع والثبوت، وبعبارة أخرى هل لهذا الحديث وجه للاستدلال به في المحاورات العقائدية التي تخص حياة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام أم لا؟
وهل هناك وجه من الصحة بحيث تكون الصديقة الطاهرة عليها السلام الحجة على الأئمة أم يتجاوز الأمر الىٰ أبعد من ذلك؟
وما هي الثمرة لهذا الحديث إذا ثبت له الواقعية والمصداقية ومدى تأثيره على الجانب العقائدي للفرد المؤمن؟
كل هذه الأسئلة نحتاج الوقوف عليها والتأمل فيها واستجلاء حقائقها وإدراك مغازي هذا الحديث العقائدي. وهذا ما سيتبين لنا من خلال البحث الذي سنقسمه إلىٰ ثلاث أمور أساسية وهي:
الأمر الأوّل: معنى الحجة؟
الأمر الثاني: شرعية الحجة.
الأمر الثالث: كيف كانت فاطمة عليهاالسلام حجة الله على الأئمة؟ اه
أقول: هذا ما كتبه اخينا فضيلة الشيخ المؤمن الموالي محمد فاضل المسعودي في كتابه (الاسرار الفاطمية)، وهو يشعر نوعا ما بأن هناك أمور تحوم حول هذا الحديث، وهو يحاول اثباتها من وجهة نظره، بخلاف من تصدى لنقد الحديث كما عرضناه في هذا الموضوع (اضغط هنا).
ونستمر بعرض مطالب الكتاب وبه تعالى نستعين.