بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل سنتين من الآن كنت أرسم لوحاتي بألوان باهتة في مواضيع فقيرة تُشرقها ردود أحبتي وتُغنيها, ثم توقف القلم عن رسمه الباهت فترة من الزمن ليستجمع مداده القليل فكانت لوحة الإنتظار بعد لوحتيّ (الصباح والمساء, الدنيا) أتمنى أن تروق لكم فتنقذوني بتصحيح أخطائي.
لوحتي ... الانتظار
تكلمتك بعيني حينما صمتت شفتي فنطقتك دمعة تُبَصّر الصامتين.
ورسمتك بقولي حينما شُلّت يدي فرأيتك أبيض من ألف لون.
ورمت رؤيتك بصوتي حينما عجز عملي فوجدتني أتلو رحلة الانتظار...
فعدتُ سريعا الى ما وراء الذكريات بحثا عن يوم حبك الأول.
فوجدتني صغيرا يقرأ دعاء الفرج يُعلمه محبوه لقاء الحاضر الغائب.
وجدتني أبحثك في أرجاء النهار ويبحثك الليل في عيني.
أمشي على جرف الروح في شاطئ الحياة قرب بوابة الزمن.
باكيا عيني إن جفت دموعي يوما.
فتصارعت روحي وعيني أيهما أشد شوقا إليك.
فأباحت أنفاسي سرّها الوحيد فقالت:
أجد زفيره في كل شهيق فيمنحني صبر الإنتظار.
ثم وجدت بصوتي صرخة حينما اشتد بي خطب الزمن.
فقلت ....
يا حاضرا بيننا ينادينا لقد غيّبتكم عني أعمالكم.
ورحتم في غيابت جُب البُعد تبحثون عن قربي.
أرى دموعكم يعقوب يوسف وأفعالكم أخوته.
أرى أمانيكم هابيل آدم وأفعالكم قابيل قاتله.
وأنا بينكم أسقي الورود بماء الخلود.
وأسكب الأمل في نهر الفرات.
وأطعم الجائعين رغيف الصبر.
تجدوني أقرب من مناجاة موسى.
وأسرع من هدهد سليمان.
أشق لكم طريق النجاة كشق البحر.
أهبكم الوجود ان طلبتم وإن اشتعل الرأس شيبا.
أنجيكم في كهف حصني إن كنتم فتية تؤمنون بربكم.
أصلب أعدائكم على جذع الحياة ويُشبّه لهم أنكم.
فهل لما أقول فاعلين.؟
دعوا الصبح يأتي بلون الجرح وطعم الملح.
وأشربوا كأس الصبر وكلوا رغيف الانتظار.
وأغفوا على وسادة الألم واحلموا بالأمل.
وحققوه وسأنجيكم وأنا المهدي.