|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 78079
|
الإنتساب : Apr 2013
|
المشاركات : 328
|
بمعدل : 0.08 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
أحداث سنة الظهور حسب التسلسل الزمني
بتاريخ : 29-06-2013 الساعة : 01:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد
أحداث سنة الظهور حسب التسلسل الزمني
القسم الأول:
أحداث عامه مجملة: أولا: علامات قبل الظهور: في البدء لابدّ من الإشارة إلى أن الأحاديث التي تصف أحداثاً قريبة يمكن بواسطتها أن نحدد عصر الظهور ، أو تلك التي تصف أحداث سنوات الظهور ، وبالأخص سنة الظهور ، كثيرة تبلغ المئات.
سنوات الظهور:
ومن ذلك ، العلامات التي ذكرها الشيخ المفيد في الإرشاد – وقد ذكرنا الرواية بالكامل في الفصل الثاني ويمكن الرجوع إليها - ومن الروايات كذلك ، حديث عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (بينما الناس وقوف بعرفات إذ أتاهم راكب على ناقة ذعلبة – بالكسر وهي الناقة السريعة - يخبرهم بموت خليفة ، يكون عند موته فرج آل محمد صلى الله عليه وآله وفرج الناس جميعا) (1). (والناس اغلب الظن هو الامام المهدي.)
ومن تلك الروايات أيضا: عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (من يضمن لي موت عبد الله اضمن له القائم ، ثم قال: إذا مات عبد الله ، لم يجتمع الناس بعده على أحد ، ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله ، و يذهب ملك السنيين ويصير ملك الشهور والأيام ، فقلت يطول ذلك؟ قال: كلا) (2)
ومن تلك الروايات أيضا : عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: ( إذا اختلف بنو فلان فيما بينهم ، فعند ذلك فانتظروا الفرج ، وليس فرجكم إلا في اختلاف بني فلان ، فإذا اختلفوا ، فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان ، وخروج القائم ، إن الله يفعل ما يشاء ، ولن يخرج القائم ولا ترون ما تحبون حتى يختلف بنوا فلان فيما بينهم ، فإذا كان ، طمع الناس فيهم ، واختلفت الكلمة وخرج السفياني ، و قال لابد لبني فلان من أن يملكوا فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق ملكهم وتشتت أمرهم … الحديث) (3)
ظهور نار من المشرق و الحمرة في السماء:
(النعماني) بسنده عن الباقر (ع) اذا رأيتم نارا من المشرق شبه الهردي (1) العظيم تطلع ثلاثة ايام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد (ص) (و بسنده عنه) (ع) اذا رأيتم علامة في السماء نارا عظيمة من قبل المشرق تطلع ليالي فعندها فرج الناس و هي قدام القائم بقليل.
المفيد بسنده عن الصادق (ع) يزجر الناس قبل قيام القائم عن معاصيهم بنار تظهر في السماء و حمرة تجلل السماء (الحديث) .
طلوع كوكب مذنب:
رواه صاحب كفاية النصوص بسنده عن امير المؤمنين (ع) و مر في العلامات التي ذكرها المفيد و طلوع نجم بالمشرق يضيء كما يضيء القمر ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه.
3-سنة الظهور:
وتحدد الروايات أحداثاً مفصلة بشكل دقيق ، خاصة في النصف الثاني منها ، ابتداءً من خروج السفياني في رجب ، إلى النداء في رمضان ، إلى قتل النفس الزكية في 25 من ذي الحجة ، إلى ظهور نور الفجر المقدس {المهدي (عليه السلام)} يوم السبت العاشر من محرم .. وتتضمن أحاديثها علامات حتمية ، و لا بدّ من إيضاح أن العلامات الحتمية التي تزامن ظهور الإمام (عليه السلام) بفترة زمنية قصيرة جداً ، هي من اليقينيات والمسلمات ، ولا طريق للبداء فيها .. وعلى المؤمنين أن يعرفوا هذه العلامات ليتضح لهم كذب كل من يدعي المهدوية كذباً .. وعند وقوع هذه العلامات الحتمية يأتي المؤمنين الفرجُ ، ويشفي الله صدورهم ويذهب غيظ قلوبهم
وقد وردت عدة روايات من جميع أئمتنا عليهم السلام عند حديثهم عن المهدي (عليه السلام) وعلائم ظهوره ، وقرب خروجه ، ذكرتُ بعض العلامات على أنها من الأمور الحتمية ، بحيث لو لم تتحقق فإن المهدي (عليه السلام) لا يظهر.
4-علامات قيام الساعة مثل خروج الدابة من الأرض تكلم الناس ، وطلوع الشمس من جهة المغرب ، والنار التي تخرج من قعر عدن فتسوق الناس إلى المحشر ،.. الخ. فمن ذلك ما جاء عن(أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: عشر قبل الساعة لابدّ منها: السفياني والدجال والدخان والدابة وخروج القائم وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى وخسف بالمشرق وخسف بالمغرب و خسف بجزيرة العرب ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر) (4)...
ثانيا:
علامات خاصة في سنة الظهور : سوف نشير إلى أكثر الأحداث بروزاً في هذه السنة ، وهي العام الذي يشارف على قرب ظهور إمامنا المهدي (أرواحنا له الفداء) ، وسوف نتطرق إلى أحداث وعلامات هذه السنة ، كما جاء في رويات المعصومين عليهم السلام حسب التسلسل الزمني ، وذلك للفائدة المرجوة من هذا التسلسل. ليكون هناك تصور عام وشامل للمؤمنين عن هذه الأحداث والعلامات ، علماً بأن المحتوم ، هي خمس علامات كما جاء في كثير من الروايات .. (عن ميمون ألبان ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خمس قبل قيام القائم: اليماني والسفياني والمنادي ينادي من السماء وخسف البيداء ، وقتل النفس الزكية) (5)
أما أحداث سنة الظهور ، فهي عديدة ، نشير إلى أبرزها ، ونحاول قدر الإمكان مراعاة التسلسل الزمني ، حسب ما توفر لدينا من معلومات من الروايات الشريفة ولا بدّ أن نشير ، إلى أحداث مجملة ودلالات عامة توضح لنا سنة الظهور
1- وتر من السنين :
(عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يخرج القائم إلا في وتر من السنين ، سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع) (6) وهذا تحديد عام للسنة التي سيظهر (عليه السلام) فيها ، أما يوم خروجه يوم بزوغ نور الفجر المقدس فهو أكثر تحديداً .. (عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): في الحديث .. ويقوم - القائم – في يوم عاشوراء وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي (عليه السلام) ، لكأني به في يوم السبت العاشر من المحرم ، قائماً بين الركن والمقام ، جبرائيل بين يديه ينادي بالبيعة له فتصير شيعته من أطراف الأرض تطوى لهم طياً ، حتى يبايعوه فيملأ الله به الأرض عدلاً ، كما ملئت جوراً وظلماً) (7) ... فبعد قراءة هذه الرواية وروايات أخرى ، نستطيع أن نحدد بعض معالم السنة التي سيظهر (عليه السلام) فيها: فهي وتر من السنين (حسب النظام العددي أو الرقمي ، وحسب التقويم الإسلامي) وكذلك يوم الفجر المقدس ، هو يوم (السبت) العاشر من محرم الحرام
2-سنة غيداقة (كثيرة المطر):
من علامات سنة الظهور (الفجر المقدس) أن تكون كثيرة المطر ، ومن كثرته تفسد الثمار والتمر في النخيل فالمطر ربما يكون نقمة ، وربما يكون رحمة .. عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (قدام القائم (عليه السلام) لسنة غيداقة يفسد فيها الثمار والتمر في النخل ، فلا تشكوا في ذلك) (8). وعن سعيد بن جبير قال: إن السنة التي يقوم فيها القائم المهدي ، تمطر الأرض أربعاً وعشرين مطرة ترى آثارها وبركتها إن شاء الله) (9) .. ومن هنا نستطيع أن ندرك دلالة حديث أبي عبد الله (عليه السلام) حيث قال: (سنة الفتح ينبثق الفرات حتى يدخل في أزقة الكوفة ، وفي رواية اخرى : سنة عام الفتح ، ينشق الفرات حتى يدخل أزقة الكوفة) (10)
3-سنة كثيرة الزلازل والخوف والفتن:
من علامات سنة الظهور كما قال الإمام الصادق (عليه السلام): (علامتها أن تكون في سنة كثيرة الزلازل و البرد) (11) ( أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل) (12). (ويومئذ يكون اختلاف كثير في الأرض وفتن) (13) ( قبل هذا الأمر قتل بيوح .. قيل وما البيوح؟ قال: دائم لا يفتر) (14)
(قدام القائم موتان: موت أحمر، و موت أبيض ، حتى يذهب من كل سبعة خمسة) (15)
عن أمير المؤمنين قال: (بين يدي المهدي موت أحمر ، وموت أبيض ، وجراد في حينه وجراد في غير حينه ، كألوان الدم ، أما الموت الأحمر فالسيف ، وأما الموت الأبيض فالطاعون) (16)
عن عبد الله بن بشار عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ( إذا أراد الله أن يظهر قائم آل محمد بدأ الحرب من صفر إلى صفر و ذلك أوان خروج قائمنا)(17)
( عن جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) عن قول الله تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ) (18) فقال يا جابر ذلك خاص و عام ، فأما الخاص من الجوع بالكوفة ، ويخص الله به أعداء آل محمد فيهلكهم الله ، وأما العام فبالشام ، يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم مثله قط ، وأما الجوع فقبل قيام القائم (عليه السلام) ، وأما الخوف فبعد قيام القائم (عليه السلام) ) (19)
عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) قال: ( لا يظهر المهدي إلا على خوف شديد من الناس ، وزلازل تصيب الناس ، وطاعون وسيف قاطع بين العرب ، واختلاف شديد بين الناس وتشتت في دينهم وتغير في حالهم ، يتمنى المتمني الموت مساءً وصباحاً .. إلى أن قال: فخروجه يكون عن اليأس والقنوط ، فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره ، والويل كل الويل لمن خالفه وخالف أمره) (20)
عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ( لا بدّ أن يكون قدّام القائم فتنة تجوع فيها الناس ، ويصيبهم خوف شديد من القتل ، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ، فان ذلك في كتاب الله لبين ، ثم تلا هذه الآيه (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ )(21
فمن مجمل الأحاديث الشريفة ، التي تصف سنة الظهور ، بأنها سنة كثيرة الزلازل والفتن ، والتي تتصف بفقدان الاستقرار السياسي وكثرة الاختلافات والحروب والتي تنتهي بحرب عالمية ، كما تسميها الروايات (معركة قرقيسيا) – وسوف نشير إليها لا حقا - ما تؤدي كثرة الحروب إلى الخوف والجوع والقتل والموت .. وتنتهي أحداث هذه السنة ببزوغ نور الفجر المقدس ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً ..
وبهذا الاستعراض البسيط لأحداث سنة الظهور العامة والمجملة ، نجد أن الأحاديث الشريفة ، تحدد أحداثا مفصلة تحديداً دقيقاً وخاصة في النصف الثاني منها
القسم الثاني :
أحداث شهر رجب:
نشير في هذا الجزء إلى أهم الأحداث ، التي تقع في شهر رجب ، والمقصود بهذا الشهر أي قبل خمسة شهور فقط من العام الذي سيظهر فيه الإمام (عليه السلام) في شهر محرم الحرام حسب تأكيد الأدلة.. ونستشرف أحداث هذا الشهر من الروايات التي تؤكد وقوعها فيه
1-نهاية المطر الغزير:
إذا كانت السنة التي يظهر فيها قائم آل محمد (عليه السلام) وقع قحط شديد ، فإذا كان العشرون من جمادى الأولى وقع مطر شديد ، لم ير الخلائق مثله منذ هبط آدم إلى الأرض ، متصلاً إلى عشر أيام من رجب .. (عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا آن قيام القائم (عليه السلام) أمطر الناس جمادى الآخرة وعشر أيام من رجب لم تر الخلائق مثله) (22) .. وذكر المفيد في الإرشاد (ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة تتصل فتحي بها الأرض بعد موتها وتعرف بركتها) (23) .
فكما دلت الروايات بأن من العلائم المقاربة لظهور الإمام (عليه السلام) التي تقع قبل الظهور بزمن قليل ، نزول الأمطار الغزيرة ، و المياه الكثيرة من السماء.. وذلك استعداد للظهور ، بإنعاش الأرض إنعاشاً كافياً لتوفير الزراعة
نزول المطر ليس إعجازيا بطبيعة الحال ، إلا أن توقيته وكميته ، كما يبدو من سياق الروايات إنها بقصد إعجازي .. و لهذا نعرف مغزى كلمة أمير المؤمنين (عليه السلام) ( العجب كل العجب ما بين جمادى و رجب)
توجد آراء مختلفة في توقيت هذا المطر ، يرى الشيخ على الكوراني : (ولا يبعد أن يكون هذا المطر المتواصل في جمادى و رجب بعد ظهوره (عليه السلام) وأن عدّة من علامات الظهور من باب التوسع في التسمية) (24) .. إلا أنني أرجح رأي السيد محمد صادق الصدر الذي يعده علامة من علامات الظهور ويقول : (وهذا التقديم خير من نزول المطر بعد الظهور بغزارة ، بحيث قد يعيق عن جملة من الأعمال التي يريد القائد المهدي (عليه السلام) إنجازها ، ففي تقدمه على الظهور جني لفوائد المطر مع تفادي مضاعفاته) (25)
و لا بد أن أشير إلى ملاحظة ، ان الروايات لم تدل على مكان وكيفيـة حدوث هذه الأمطار .. إلا أن اكتساب هذا المطر الأهمية و من ثم تصدق عليه فكرة العلامية ، لابد أن يكون مميزاً سواءً من حيث الكيفية أو الكمية أو المكان
2-خروج السفياني (من المحتوم):
يخرج رجل يقال له السفياني: (عثمان بن عنبسة من آل أبي سفيان من نسل يزيد بن معاوية ) ، يظهر في الوادي اليابس في حدود الشام (عمق دمشق ) .. يمثل رمزاً للحكام المسلمين المنحرفين المناهضين للحق وآخرهم .. و زمان خروجه - بحسب الروايات المعتبرة (26) - في شهر رجب ، ربما في العاشر منه و المحتمل أنه يوم جمعة ويفصل بينه وبين ظهور الامام المهدي (عليه السلام) ، يوم ظهور النور المقدس في مكة المكرمة ستة أشهر فقط
(عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: السفياني من المحتوم و خروجه في رجب ، فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر و لم يزد عليها يوماً) (27)
( عن الباقر (عليه السلام) قال: السفياني و القائم في سنة واحدة) (28)
(عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: خروج السفياني واليماني و الخراساني في سنة
واحدة في شهر واحد في يوم واحد ، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً)(29)
(عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) إنه قال: قال لي علي بن أبي طالب (عليه السلام): إذا اختلف رمحان بالشام فهو آيه من آيات الله ، قيل : و ما هي يا أمير المؤمنين ، قال رجفة تكون بالشام – (لعلها إشارة إلى زلزال) - يهلك فيها أكثر من مائة ألف يجعلها الله رحمة للمؤمنين ، و عذاباً على الكافرين ، فإذا كان ذلك ، فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة والرايات الصفر ، تقبل من المغرب حتى تحل بالشام ، و ذلك عند الجزع الأكبر والموت الأحمر ، فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها مرمرسا – (أغلب الروايات حرستا) – فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس حتى يستوي على منبر دمشق ، فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي) (30) .. وهذا إشارة واضحة إلى بداية خروج السفياني
لعل أفضل تصور عن حركة السفياني و ما يفعل في المجتمع الإسلامي من مصائب وأهوال ما ذكره السيد الجليل البارع العلامة محمد الصدر في كتابه ما بعد الظهور (ص165-167) .. ننقله بتصرف وإضافات
إن (دمشق) الشام ستكون يومئذ مسرحاً لحروب داخلية ، و صِدام مسلح بين فئات ثلاث ( الأبقع ، و الأصهب ، و السفياني .. و هي تمثل مراكز الثقل السياسي و العسكري) كلها منحرفة عن الحق ، و كل منها يريد الحكم لنفسه – و لا تعبر لنا الروايات اتجاهاتهم العقائدية – فيتقاتل الأبقع و أنصاره مع السفياني ، فينتصر السفياني و يقتل الأبقع و من تبعه ، ثم يتقاتل السفياني مع الأصهب فيكون النصر كذلك للسفياني ، و هو الذي يفوز في هذه المعمعة .. وهذا مصداق لقول الله تعالى (فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ)(31) .. يسيطر السفياني على الموقف في الشام و يتبعه أهلها ، إلا عدد قليل و يحكم الكور الخمس : دمشق ، و حمص ، و فلسطين ، والأردن ، و قنسرين
حين يستتب للسفياني الأمر ، يطمع بالسيطرة على العراق ، و يفكر في غزوها عسكرياً ، فيوجه إليها جيشاً (قوامه ثمانون ألفاً) يكون هو قائده. فيلتقي في طريقه جيشاً أرسله حكام العراق من أجل دفعه ، فيقتتل الجيشان في منطقة تسمى قرقيسيا (منطقة واقعة في سوريا قريبة من الحدود العراقية) و يشترك في القتال الترك و الروم ، و يكون قتالهما ضارباً ، يقتل فيه من الجبارين حوالي مائة ألف .. و الجبارون كناية عن إن كل من يقتل - يومئذ - من المعركة هو من الفاسقين المنحرفين ، وبذلك تتخلص المنطقة من أهم القواد العسكريين ، الذين يحتمل أن يجابهوا المهدي (عليه السلام) عند ظهوره على أية حال ، النصر سوف يكون للسفياني في هذه المعمعة أيضاً ، فيدخل العراق ويضطر إلى منازلة (اليماني) في أرض الجزيرة (وهي أرض ما بين النهرين في العراق) فيسيطر عليها أيضاً ، ويحوز من جيش اليماني ما كان قد جمعه من المنطقة خلال عملياته العسكرية ثم يسير إلى الكوفة ، فيمعن فيها قتلاً و صلباً و سبياً .. و يقتل أعوان آل محمد صلى الله عليه وآله و رجلاً من المحسوبين عليهم .. ثم ينادي مناديه في الكوفة: من جاء برأس من شيعة علي (عليه السلام) ، فله ألف درهم ، فيثب الجار على جاره ، و هما على مذهبين مختلفين في الإسلام ، و يقول: هذا منهم ، فيضرب عنقه ، و يسلم رأسه إلى سلطات السفياني ، فيأخذ منها ألف درهم
لا تستطيع حركة ضعيفة ، وتمرد صغير يحدث في الكوفة من قبل أهلها ومؤيديهم التخلص من سلطة السفياني ، بل سيتمكن السفياني من قتل قائد الحركة بين الحيرة و الكوفة ، وحينها تراق دماء كثيرة. وحين يستتب له الأمر في العراق - أيضا - يطمع في غزو إيران فيصل إلى منطقة شيراز ( باب اصطخر) فيلتقي مع الخراساني في معركة .. كذلك يطمع في غزو الأراضي المقدسة في الحجاز ، فيرسل جيشاً ضخماً إلى المدينة المنورة لاحتلالها ، قوامه إثنا عشر ألف رجل ، قائده رجل من بني أمية يقال له خزيمة – أغلب الروايات تؤكد أن السفياني نفسه ليس فيه – فيسير هذا الجيش بعدته و سلاحه متوجهاً نحو مدينة الرسول صلى الله عليه وآله ، و يكون الإمام المهدي (عليه السلام) يومئذ بمكة المكرمة ، بداية أيام ظهوره ، فيتابع أخباره ، فيرسل السفياني جيشاً في أثره متوجهاً نحو مكة ، محاولاً قتله و الإجهاز عليه و على أصحابه ، و ظاهر سياق الروايات أن الجيش المتوجه إلى مكة هو الجيش الذي كان متوجها إلى المدينة المنورة ، بعد أن نهبها لمدة ثلاثة أيام ، و خربوا مسجد الرسول صلى الله عليه وآله إلا أن مكة المكرمة حرم آمن ، لا يمكن أن يخاف فيه المستجير كما إن الإمام المهدي (عليه السلام) قائد مذخور لليوم الموعود و هداية للعالم ، لا يمكن أن يقتل و لا بدّ من حمايته .. و من هنا تقضي الضرورة و المصلحة إفناء هذا الجيش و القضاء عليه ، بفعل إعجازي إلهي ، فيخسف به في البيداء ولا ينجوا منه إلا اثنان ( بشير و نذير ، وهما من قبيلة جهينة – ولذا جاء القول وعند جهينة الخبر اليقين ) (32) يخبرون الناس عما حصل لرفاقهم.
|
|
|
|
|