ما مدى صحة ما ينقل من أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله استشهد مسموما؟
بتاريخ : 30-12-2013 الساعة : 06:05 AM
اللهم صلي على مُحمد وآل مُحمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين والآخرين
اللهم صلي على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر العظيم المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك
السؤال: استشهاده (صلى الله عليه وآله) مسموماً
ما مدى صحة ما ينقل من أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله استشهد مسموما؟
وما المصادر الذي تؤيد ذلك وهل تتفقون مع ما قدّمه الكاتب والمؤرخ المعاصر (نجاح الطائي) من تحقيقات تاريخية في اغتيالات الصدر الإسلامي الأول ؟
دمتم موفقين لكل خير .
==================
الجواب:
إن استشهاد النبي (صلى الله عليه وآله) مسموما أورده الشيخ الصدوق وعدّه من عقائد الشيعة حيث قال: (اعتقادنا في النبي (صلى الله عليه وآله) أنه سم في غزاة خيبر، فما زالت هذه الأكلة، تعاوده حتى قطعت ابهره فمات منها... وقد أخبر النبي والأئمة أنهم مقتولون ومن قال : إنهم لم يقتلوا فقد كذبهم...) (إعتقادات الصدوق: 109-110).
نعم، بعض القدماء من علمائنا الأبرار (رضوان الله عليهم) لم تثبت عندهم شهادة النبي (صلى الله عليه وآله) بالسم، وذلك يعود للاختلاف في المبنى، حيث ان مبناهم في الأحكام والموضوعات لا يتم الا بالأخبار المتواترة، ومن المعلوم أن شهادة النبي (صلى الله عليه وآله) بالسم أو العمومات الدالة على شهادة جميع المعصومين لم ترد بها الأخبار المتواترة التي توجب القطع، بل وردت بها أخبار تورث الظن القوي.
قال العلامة المجلسي: (مع ورود الأخبار الكثيرة الدالة عموما على هذا الأمر والأخبار المخصوصة الدالة على شهادة أكثرهم وكيفيتها كما سيأتي في أبواب تواريخ وفاتهم (عليهم السلام)، لا سبيل إلى الحكم برده...، نعم ليس فيمن سوى أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وموسى بن جعفر وعلي بن موسى (عليهم السلام) أخبار متواترة توجب القطع بوقوعه، بل إنما تورث الظن القوي بذلك ولم يقم دليل على نفيه، وقرائن أحوالهم وأحوال مخالفيهم شاهد بذلك) (بحار الأنوار 216-27).
وأما سؤالك عن التحقيقات التاريخية في اغتيالات الصدر الأول، فهي أيضا تبقى في دائرة الاحتمال، لعدم وجود دليل قطعي على إثباتها أو نفيها.