سرنا متوجهين صوب النجف الاشرف حيث تبدأ رحلة المسير زائرين الى الامام الحسين سلام الله عليه
وبالفعل وصلنا الى بفضل الله عز وجل الى النجف الاشرف
وتشرفنا بزيارة سيدي ومولانا الامام علي بن ابي طالب
سلام الله عليه
وبعد الزيارة بدأنا المشي صوب الحسين منادين بصمت
لبيم يا حسين لبيك ياداعي الله
وكان معي زميلي وقد أطال زيارته الى ضريح الامام علي
وبعد خروجه قلت له لما
قال قد تكون هذه اخر زيارة لي للامام
لم أفهم كلامه حينها
وسرنا صوب كربلاء ليلا الساعة الواحدة كنا اثنين ومع مسيرنا نتحدث في شي علمي حينها
ومضى الوقت ونحن نسير حتى علت الله اكبر بصوت المؤذن معلنا وقت صلاة الفجر
الحمد لله صلينا ونمنا قليلا واستمر المسير بعد ثلاث ساعات
والمسير مستمر والشوق الى الحسين يكبر ويكبر
ومع ذاك المسير تنطرح الاسئلة التالية
لو انفقت ما في الارض ما الفت بين قلوبهم
لو اختبر الانسان بغير وقت هل يكون كريما كما هو الان
لو طلب من انسان ان يخدم غيره هكذا خدمة كما هي في المواكب الحسينية هل يفعل ذلك
لو قيل لرجل تعال واخدم كل هؤلاء الزائرين واخدمهم واطعمهم واغسل ملابسهم هل يفعل
بل السؤال
لو سالوا الزائر الماشي هل كنت تمشي لو كان مشيك ومسيرك لغير كربلاء
وكثيرة هي الاسئلة التي تنطرح
وبالفعل طرحها كثير من الناس الاجانب
من اين ياتي هذا المال الذي ينفق على عشرين مليون زائر
من اين
ودول عجزت على ان تتحمل هكذا مصروف
وصلنا الساعة الثالثة والنصف عصرا الى محطة توقفنا
بحثنا في الموكب الاول كان قد أمتلأ بالزائرين الكرام
مشينا قليلا
الحمد لله وصلنا الى موكب بسيط متواضع
جلسنا لنستريح
وبالفعل جاء صاحب الموكب يسال بكل تواضع
هل تبيتون هنا ام لا
قلنا نبات ان شاء الله
وما ان سمع كلامنا حتى جاءنا ببطانيات وقال استراحوا وبدا يقسم الزارئرين
هذا مكانك ويحمل بيده البطانيات
ويقسم مجموعة اخرى بين هذا المكان وذاك ويحمل اليهم الاغطية والماء وكل حاجة يطلبونها
سرعان ما أمتلأ الموكب بالزائرين ولم يبقى الى اماكن بسيطة لبعض الزائرين
جلس بقربنا يتحدث ويسال
ومن باب المزاح
قلنا له ان شاء الله يوم العرس
بحكم انه رجل كبير بالعمر وصل الى الستين من عمره
هنالك
نطقها وقال احكي لكم حكاية
كان هنالك رجل قوي ومعافى وبصحة جيدا وبالفعل دخل ذلك الرجل الى المطعم وطلب الشواء او كما نسميه بالعراق الشيش كباب
وطلب كمية اكثر من الاخرين من اللحم
وكان هنالك رجل اخر من اصحاب الخديعة
او كما يسمى باللهجة العامية ها هنا لوتي
واصلها من يلوي الشي
وجاء هذا اللوتي الى صاحبنا اكل الشيش كباب
وقال له مالك اصفر اللون
قال لا لست باصفر
قال بل اصفر وجفنك هادل
قال لا
لست اصفر ولا جفني هادل
قال بل انت كذلك الم ترى نفسك في المراة
يبدو لي ان صفارك وهدول جفنك شي مخيف
وعليك مراجعة الطبيب
واستمر هذا اللوتي الحيال
يقنع ذاك الرجل بمرضه وصفرته وهدول جفنه
وكانت اللقمة بفمه
فلفظها وترك لحمه وذهب ينظر الى نفسه بالمراة
وترك المطعم مغادرا لم ياكل لقمة واحده
كان الجميع يستمع الى صاحب الموكب
وهو يحكي هذه الحكاية الجميلة الطريفة بمعناها
سالناه
يا عم
ما المغزى
قال انما نفسية الاسنان تمنعه من الزواج
فان لم يكن مرتاحا كيف يرتاح معه اهله
هنالك
قلنا له
واي راحة اكثر من خدمتك لزوار محمد وال محمد
اي نعم
علت ابتسامة كبيرة على وجهه وهو يسمع هذه الكلمات
فكما هنالك
من كلام يهدم النفس ويكسرها
هنا
كلام يبني النفس وينميها
وللاسف
لم نكمل حديثنا
بل كان هذا الحاج ينظر الى باب الموكب
فلما راى زائرين قادمين حتى قفز وقال من رخصتكم فلدي من اخدمهم
فاي حب يكنه للحسين جعله يتغلب على كل همومه
وينسى كل الامه وكبر سنه ويركض ليخدم غيره
ولنكن هكذا مثل صاحب الموكب لا مذل ذلك الحيال
ننطق لنبني
لا
ننطق لنهدم
حميد الغانم