العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية حبيبة الحوراء
حبيبة الحوراء
عضو برونزي
رقم العضوية : 8287
الإنتساب : Aug 2007
المشاركات : 250
بمعدل : 0.04 يوميا

حبيبة الحوراء غير متصل

 عرض البوم صور حبيبة الحوراء

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي الإستغفار
قديم بتاريخ : 20-08-2007 الساعة : 12:06 AM



موضوعي يمكن قديم بس يمكن فيه الفائدة

بسم الله الرحمن الرحيم

كثير منا من يخطئ والتكفير عن الخطايا لايتم بالشكل الصحيح في الغالب ربما لجهل منا لمعنى وحقيقة الاستغفار.
وقد بين الإمام علي عليه السلام في خطبته معاني الاستغفار وثوابه ومكانة من يدرك حقيقته وهي عبارة عن شروط لتكامل الاستغفار وتحققه.
لذلك ينبغي توضيح معنى الاستغفار ومما يكون وما هي آثار الذنوب وغيرها من المواضيع المتعلقة بشؤون الاستغفار معتمدة على كتاب الاستغفار أمان أهل الأرض لشيخ حسن مكي الخويلدي حفظه لله ورعاه.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لقائل قال بحضرته أستغفراللهثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار؟ الاستغفار درجة العليين.وهو أسم واقع على ستة معان: أولها الندم على ما مضى.والثاني العزم على ترك العود إليه أبداً.والثالث أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة.والرابع أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها. والخامس أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد.والسادس أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول أستغفر الله). صدق أمير المؤمنين.

أولاً: معنى الاستغفار:
الاستغفار مأخوذ من مادة غفر أي ستر وغطى وأصل الغفر التغطية والستر.
وغفر الذنب :أي ستر وغطاه وبالتالي يكون معنى الاستغفار:هو طلب الستر والتغطية والعفو من الله سبحانه وتعالى بمعنى أن المستغفر يطلب من المولى عز شأنه أن يستر قبائحه وذنوبه.

ثانياً: مما يكون الاستغفار؟
الاستغفار يكون من الذنوب والخطايا وكل شيء يبعد الإنسان عن الحق ومن هذه الذنوب أكل السحت والزنا وشرب الخمر وظلم الناس والتقصير في العبادات الواجبة والكذب والغيبة والنميمة وهي من أكثر المعاصي تداولاً واستعمالاً فلابد للأنسان أن يحاول ولو بقدر بسيط أن يبتعد عن هذه المعاصي التي يعتقد أنها صغيرة مع أنها هي الباب للمدينة المعاصي والذنوب .

ثالثاً : أثار الذنوب:
لاشك أن لذنوب آثار على الصعيد الاجتماعي والفردي ومن هذه الآثار :

1- قسوة القلب:
القلب هو سيد الجوارح ودليلها فإن الإنسان يهتدي بقلبه إلي صحيح الأمور وسيئها فيجب على الإنسان أن يهتم بهذا السيد ويحافظ عليه من تعرضه للاعتداء ، والاعتداء على القلب يكون بارتكاب الذنوب فعند تراكمها يقسى القلب فإذا قسى القلب تهاون الإنسان بأمور دينه وأخذ يذنب ويذنب فلا يردعه رادع.
قال تعالى: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً).
قال تعالى: (وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا).
وروي عن الإمام الصادقما من شيء أفسد للقلب من خطيئته إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله).

2- الذنوب تغير النعم:
وكذلك فإن لذنوب أثر كبير في تغيير النعم وأن أهم نعمتان في الحياة الدنيا هي الصحة والمال.
وأننا نرى أنساناً غنياً وإذا به أفتقر وبينما هو صحيح فإذا به مرض.وأن للفقر والمرض المفاجئين أسباب كثيرة.
فإذا بذلك أشترك في الأسهم ففرح لأول وهلة بالربح فطمع ووضع جميع أمواله فخسرت تلك الأسهم مرة واحدة وبدلاً من الربح الزائد خسارة كبرى حتى يصبح وديونه قد قصمت ظهره.
وكم من صحيح يصبح قادراً على حمل دبابة فوق رأسه لكنه يصاب بشرقه أو جلطة تودي بحياته.
ولا شك أن ذلك بسبب الذنوب التي ارتكبها فأفسدت ذلك الإنسان.
قال تعالى: (بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
وقال الإمام الصادق عليه السلام: (ما أنعم الله على عبد نعمة فسلبها إياه حتى يذنب ذنباً يستحق بذلك السلب).

3- الذنوب تمنع استجابة الدعاء :
أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز: (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)
يعني أنه سبحانه وتعالى وعد المسلمين والمؤمنين أنه سوف يستجيب دعائهم وسؤالهم.
لكن لماذا لا تستجاب دعواتنا؟؟
السبب الأساسي لعدم استجابة دعائنا هي الذنوب لأننا نسمع كما هو مروي عن الأولياء الذين صفت نفوسهم وزكيت قلوبهم عن الذنوب وصار بينهم وبين الذنوب مسافة كبيرة كيف أن الواحد منهم يدعو الله في يوم شديد الحر وليس في السماء ولا غيمه أن ينزل المطر فلا يتم كلامه حتى تجتمع الغيوم وينزل المطر.
فنفسر سبب عدم استجابة دعائنا هي ذنوبنا التي قصمت ظهرنا.
كما قال أمير المؤمنين في دعائه: (اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء).

4- الذنوب تنزل النقم وتورث البلاء:
*الذنوب التي تورث البلاء:
كما قال الإمام زين العابدين عليه السلام: (ترك إغاثة الملهوفين وترك معاونة المظلوم وتضييع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
*أما الذنوب التي تنزل النقم:
كما قال الأمام الصادق عليه السلام نقض العهد وظهور الفاحشة وشيوع الكذب والحكم بغير ما أنزل الله ومنع الزكاة وتطفيف الكيل).
قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (خمس بخمس قالوا: يا رسول الله ما خمس بخمس؟ فقال: (ما نقض قوم العهد إلا وسلط الله عليهم عدوهم وما ظهرت فيهم الفاحشة إلا وقد فشا فيهم الموت وما شاع فيه الكذب والحكم بغير ما أنزل الله إلا وقد فشا فيهم الفقر وما منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر...).

5- الذنوب تعجل الفناء:
قال الإمام الصادق عليه السلام: (كان أبي يقول نعوذ بالله من الذنوب التي تجل الفناء وتقرب الآجال وتخلي الديار).
فبسبب كثرة الذنوب يتزايد موت الفجأة.وقد تعوذ الإمام هنا من الذنوب التي تعجل من أجل الإنسان وأجل الإنسان عمره.
أن لإنسان أجلان وهما:
* أجلاً مسمى:وهو كما قال تعالى وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ )فإن الأجل المسمى هو الذي لا يزيد ولا ينقص كما قال تعالى إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ).
* أما الأجل الغير المسمى: هو المعلق المشروط الذي يزيد وينقص بسبب الأعمال التي يقوم بها الإنسان حسنة كانت أو سيئة.

أما الذنوب التي تعجل الفناء كثيرة منها:
• قطيعة الرحم:
عن الإمام الصادق عليه السلام: (إياكم و الحالقة فاتقوها فإنها تميت الرجال.قيل وما الحالقة؟ قال: قطيعة الرحم).
• عقوق الوالدين والإساءة إليهما:
كما قال الإمام علي عليه السلام: (إن في بر الوالدين النماء والزيادة وفي عقوقهما البوار والاستئصال).
• اليمين الغموس:
أي اليمين الكاذبة، وسميت غموس لأنها تغمس صاحبها،كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: (إن اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم لتذران الديار بلاقع ) ومعنى بلاقع : أي خالية من أهلها.
• الظلم بكل أنواعه:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: ( من سل سيف البغي قتل به ومن حفر بئراً لأخيه وقع فيها ومن هتك حجاب أخيه انتهكت عورات بيته).
• الزنا:
قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا كثر الزنا كثر موت الفجأة).
وقال نبي الله يعقوب عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم لأبنه يوسف: (يا بني لاتزن فأن الطير إذا زنى لتناثر ريشه).
• الذنوب تجلب الوحشة:
الوحشة تكون من أهل العلم والدين حتى تصل إلى الابتعاد عن مجالسهم فيتقرب من الشيطان حتى تصل الوحشة إلى داره وبينه وبين زوجته وأولاده وأقاربه ونفسه.
• الذنوب تورث الذل:
المعاكس لمفردة الذل هي العز وأن العز لله ومن الله فمن أراد العز فليتوجه إلى ربه ليعزه، والذل يكون بالذنوب التي يرتكبها الإنسان فأن المذنب ذليل عند الله وعند نفسه ومرفوضاً من الناس حتى ولو تظاهر بالعز.
في الحديث الشريف: (من أراد العز بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فليخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعته).
• الذنوب تمحق البركة:
أن البركة تكون في المال والصحة والعمر فلماذا لا يرى غالب الناس هذه البركة.
أن الذي امحي البركة من الأعمال والأعمال هي الذنوب التي تمحي بركة الأرض والسماء ،كما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا منعوا الزكاة منعت الأرض بركاتها من الزرع والثمار والمعادن كلها).
وكما قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ).
• الذنوب وعذاب القبر:
أن الإنسان عندما يتوفاه أجله فلا يأخذ معه شيء من هذه الدنيا لا مال وعقار ولا أولاد بل يأخذ معه أعماله فإن كانت حسنة توسع قبره وأُنير له وأصبح روضة من رياض الجنة أما إذا كانت أعماله سيئة فإن قبره يضيق و يتحول الحفرة من حفر النار.
• الذنوب تقود إلى جهنم:
أن الله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه الكريم كثير من الآيات التي تتحدث عن نار جهنم وقد خلقها للعاصين والمصرين على ذلك الذنب مع وجود البينة ودليل للحق.

رابعاً:لماذا الاستغفار؟
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عليك بالاستغفار فأنه المناجاة).
يبادر الإنسان بالاستغفار لأنه أمان أهل الأرض من العذاب يوم لا ينفع مال ولا بنون لا ينفع إلا طاعة الرحمن والاستغفار من الذنوب والاستعداد للموت.
وإذا لم يبادر الإنسان له فأنه سيخسر دنياه وأخرته فتصبح حياته الدنيوية في عذاب وشقاء من آثار الذنوب ، أما أخرته هي أشد بكثير من دنياه فأنه يُلقى في السعير ويسقى من حميم...
فلماذا نحن مبتعدون عن الاستغفار أو لماذا لا نستغفر بطريقة صحيحة.

فوائــد الاسـتغفار:

لا شك أن للاستغفار فوائد جمة أهمها الأمان في الدنيا والراحة ودخول الجنة في الآخرة ، فإذا كانت الدنيا بلا أمان نزلت النقمة من السماء فلا خير في الدنيا ولا الآخرة.

فوائــد الاستغفار كثيرة منها:
• الاستغفار يطيل الأعمار:
أن أكثر الناس يموتون بذنوبهم التي تعجل فنائهم كقوم لوط وصالح وهود وآل فرعون وغيرهم حيث أودت بهم ذنوبهم إلى الهلاك والفناء ، كما قال تعالى: (فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ).
وكذلك فأن الكثير من أطالت أعمالهم أعمارهم وذلك بالاستغفار من ذنوبهم وفعل الطاعات كما في قصة قوم يونس عندما كشف عنهم ربهم العذاب ، وذلك بعد أن خرجوا إلى الصحراء مصطحبين أغنامهم وأطفالهم حيث فرقوا بين النساء والرجال وبين الأمهات وأولادها وبين المواشي وصغارها بعد أن رأوا علامات العذاب وبكوا وندموا على ذنوبهم وعاهدوا ربهم على أن يكونوا مخلصين في عبادتهم فكشف عنهم العذاب ومد في أعمارهم التي كادت أن تبتر وفرق الله العذاب على الجبال المحيطة بمدينتهم فذابت الجبال من شدة الحرارة.

• الاستغفار يفتح أبواب الرزق:
الله هو الرازق المتكفل بأرزاق عباده فلا توجد دابة في الأرض إلا وعلى الله رزقها،كما قال تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ).
فأنه سبحانه يوسع على من يشاء ويضيق على من يشاء من عباده لحكمة هو يريده، كما قال تعالى: (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).

• استجابة الدعاء:
قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )

• الاستغفار يكشف الهموم و الغموم :
قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ).
وقال أيضاً: (من كثرت همومه فليكثر من الاستغفار ).
وقال أيضاً: (ادفعوا البلايا بالاستغفار ).

• الاستغفار يدفع وتين الشيطان:
أن أشد عدواً للناس منذ بدأ الخليقة هو الشيطان الرجيم فقد وعد نفسه أنه سوف يغوي بني آدم أجمعين إلا قليلاً من عباده المخلصين.
والمطلوب من الناس الحذر والانتصار على هذا العدو ومن سبل التصدي له قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: ( ألا أخبرتكم بشيء أن فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب؟ قالوا بلى قال: الصوم يسود وجهه والصدقة تكسر ظهره والحب في الله والمؤازرة على العمل الصالح يقطعان دابره والاستغفار يقطع وتينه ولكل شيء زكاة وزكاة الأبدان الصيام ) صدق رسولنا الكريم.

• الاستغفار يبدل السيئة الحسنة:
قال الإمام الصادق عليه السلام: (أوحى الله عز وجل إلى داوود النبي يا داوود إن عبدي المؤمن إذا أذنب ذنباً ثم رجع وتاب من ذلك الذنب واستحى مني عند ذكره غفرت له وأنسيته الحفظة وأبدلته الحسنة ولا أُبالي وأنا أرحم الراحمين ).

• الاستغفار يجلو رين القلب:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: (ألا وأن من البلاء الفاقة وأشد من الفاقة مرض البدن وأشد من مرض البدن مرض القلب).

• الاستغفار يساقط الذنوب:
قال الإمام الرضا عليه السلام: (مثل الاستغفار مثل ورق على شجرة تحرك فتناثر).والمقصود أن الاستغفار يساقط من الذنوب كما تتساقط أوراق الأشجار.
• النجاة من النار ودخول الجنة:
قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (*)أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ).

خامسـاً: الكيفـية الخاطئـة للاستـغفار:
كثير من الناس يعتقد أن الاستغفار يكون بقول(أستغفر الله) فيتصور أنه من المستغفرين التوابين فيفرح بذلك ويأنس لكنه في الواقع لم يحقق ولا شرط من شروط الاستغفار الستة التي وضحها الإمام في خطبته حينما قال رجل برفقته (أستغفر الله).
فلابد للإنسان أن لا يغفل عن حقيقة الاستغفار ويعرف شروطه وآدابه حتى يحققه بصورته الصحيحة التي أمرنا بها نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعترته عليهم الصلاة والسلام.
وأن هذه الطريق للاستغفار هي استهزاء بالله سبحانه وتعالى واستهزاء بأوامره ونواهيه ، فنجد الإنسان يقول (أستغفر الله) ويكررها مراراً وتكراراً ثم يرجع ويذنب ويكون ذنبه كل مرة أكبر من المرة التي تسبقها.
سادسـاً: الكيـفية الصحيحة للاستـغفار:
أن للاستغفار طريقة وآداب وشروط لم نختلقها من عقولنا بل أنه سبحانه وتعالى أمرنا بها كما أن السنة الشريفة دلت عليها أيضاً في كثير من الروايات عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولأئمة الطاهرين عليهم السلام.
وقد وعدت الآيات الكريمة المستغفر بالخيرات وراحة الوجدان في الدنيا ونعيم في الآخرة وذلك لا يتم إلا باجتماع أمرين هامين:
أولها تحقيق دعائم الاستغفار:
• الندم على ما مضى من الذنوب:
كيف يتم الندم على ما مضى؟ الندم على ما مضى يتم بالتفكر وذلك في عدة أمور أولها التفكر في نفسه وخلقته ومدى صِغره بالنسبة لذلك الكون الهائل السماء رُفعت من غير عمد والأرض ممهدة ومظاهر الإتقان في غير ذلك كثيرة.. ويتفكر في الموت والحياة والتفكر في دنياه وأعماله وما عليه من واجبات وحقوق لم يؤديها وبعد ذلك أنه سيفنى ولن يأخذ معه شيء سوى أعماله والتفكر في أخرته وما سيئول إليه من حساب وعذاب..
فالنادم متفكر في ذلك والمذنب فأن الغشاوة تغطي عينيه ولا توصله إلى الندم.
وبعد التفكر في كل هذه الأمور يتوصل الإنسان إلى الخشوع والخضوع لله سبحانه وتعالى فيكون حقق أهم دعامة من دعائم الاستغفار وهي دليل توبته وبدأ استغفاره.
يقول الإمام السجاد عليه السلام: (إلهي أن كان على الذنب توبة فأني وعزتك من النادمين).

• العزم على ترك العودة للذنب أبدا:
المراد من العزم هو النية والنية محلها القلب والقلب هو سيد الجوارح والجوارح تعتمد على سيدها اعتماداً كلياً.
فإذا عزم القلب على شيء أمر الجوارح لتحقيقه سواء كان معصية أو طاعة ، وأن العزيمة الصادقة لا تتحقق إلا عند وضوح الرؤية وانفتاح البصيرة وبتالي يتوصل بتفكره إلى ذنبه وعُظم ذلك الذنب فيحقق شرط من شروط الاستغفار وهو الندم على ما مضى فإذا ندم الإنسان على ذنوبه فإنه لا يحاول الرجوع للذنب مرة أُخرى أبداً وإذا لم يتم هذا العزم فإن ذنوبه لن ولم تغفر أبداً مهما كانت أُمنيات ذلك الإنسان.
وأما من غرق في شهوات نفسه وتشبع في ملذات الدنيا فعندما يجد له رادع سواء من نفسه أو ممن نصحه فإنه يقول لإبراء ما في ذمته (إن شاء سيغفر لي ربي أنه غفوراً رحيم).
فأنه يحاول بهذا القول أن يتخلص من لوم نفسه أو لوم من نصحه معتقداً بذلك أن ربه سيغفر له لكن كل هذا عبارة عن أماني يتخيلها الإنسان ومن المستحيل تحققها، قال تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ ).
فلا بد من العزم على ترك العودة إلى الذنب ويكون عزمه صادقاً حقيقياً حتى يتم الغفران من الله ودخول الجنان.

• رد مظالم العباد:
مظالم العباد هي أكثر صعوبة في ردها لأن الذنب إذا كان بين العبد وربه فإذا ندم وتاب ذلك العبد غفر الله له لكن إذا كانت بين العبد والناس فإن ردها يكون أصعب ولا يغفر له ربه حتى يرد حقوقهم حتى يلقى ربه وهو أملس ليس عليه تبعة.
فالمظالم إما أن تكون في المال أو النفس أو العرض ، فما كان في المال فيرده لصاحبه أن كان حياً وإن كان ميتاً وجب رده إلى ورثته وإن جهل صاحبه تصدق به نيابة عنه ، وغيرها من المظالم.

• تأدية الفرائض المضيعة:
عن الإمام الصادق عليه السلام: (من فاتته صلاة فليصلها كما فاتته).
الفرائض كثيرة منها الصلوات اليومية أو الخمس أو الصوم ..
هذه الفرائض يجب أداؤها وإذا فاتته فعليه قضاؤها سواء كان تركه لها عن عمد أو سهو.

• تطهير البدن من الحرام:
قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا وقعت اللقمة من حرام في جوف العبد لعنه كل ملك في السماوات والأرض ).
قال تعالى: (وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
وقال تعالى: (لَوْلَا يَنْهَاهُمْ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمْ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ).

معنى السحت: ما خبث وقبح من المكاسب.
السحت بمعنى الزوال ، والمال المسحوت بمعنى المال المأخوذ ، والمال الحرام الذي لا بركة فيه عُبر عنه بالسحت ، والسحت : كل مال يأتي الإنسان بطريق غير مشروع فالربا والرشوة سحت.
الاستغفار لا يتحقق إلا إذا حقق جميع أُصوله وقواعده والإنسان لا يتوصل إلى خالقه إلا إذا كان القلب صافياً وخاشعاً إلى ربه ولا يكون كذلك ما دام في الجسم شيء من الحرام وهذا هو الذي يؤدي إلى قسوة القلب و إذا قسي القلب فلا يرجى منه خيراً أبداً.
فما هو السبيل لإذابة اللحم الذي ينبت على السحت؟؟
قال أمير المؤمنين عليه السلام: (والخامس أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم ).
وضح لنا الإمام السبيل إلى إذابة اللحم النابت على الحرام بتحزين النفس ، وتحزين الإنسان نفسه يكون ببكائه المستمر على ذنبه.
أن الإنسان العاقل حينما يدرك أنه سيفنى وسيعود إلى ربه وإن هناك نار وقصاص وحساب ويبدأ ويفكر ومن ثم يوصله تفكيره إلى ضرورة الاستغفار قبل فوات الأوان فإن حزنه على ما أذنبه وأكله من أموال الناس بالباطل وتصوره للنار والعذاب و الحساب فأنه يؤثر على أكله وشربه ومن ثم على بدنه فيذوب لحمه الذي نبت على الحرام.

• الصبر على ألم الطاعة:
ليس من السهل على إنسان غزاه وغره الشيطان وحسن له المعصية فغرق في ملذات الدنيا وتاه فيها أن يتذوق حلاوة الطاعة لمجرد أنه أصر على ترك المعاصي وبدأ بعمل الطاعة من صوم وصلاة وزكاة بل بالعكس يشعر بالتعب ، وكيف لا يجد تعباً وقد بدأ يخالف نفسه الأمارة بالسوء ، وهذا التعب يكون كفارة لذنوبه الماضية ولابد من توصله إلى حلاوة الطاعة قريباً كان أو بعيداً .
وبالصبر على ألم الطاعة تكتمل دعائم الاستغفار الستة فيعده الله من المستغفرين إن شاء.

وثانيها آداب وسلوكيات الاستغفار:
1- الغسل:

قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لرجل مذنب جاءه نادماً على ذنبه: (أنه ليس من عبد عمل ذنباً كائناً من كان وبالغاً ما بلغ ثم تاب إلا تاب الله عليه فقم الساعة واغتسل وخر لله ساجداً).

2- الصلاة:
لاشك أن الصلاة هي عمود الدين وأنها أفضل الأعمال التي تقرب الإنسان إلى ربه كما قال الإمام الصادق عليه السلام: (ما من عبد أذنب ذنباً فقام فتطهر وصلى ركعتين واستغفر الله إلا غفر له وكان حقاً على الله أن يقبله لأنه سبحانه قال: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ).

3- الصدقة:
قال الإمام الباقر عليه السلام: (أفضل ما توسل به المتوسلون الإيمان بالله ..وصدقة السر فإنها تذهب الخطيئة وتطفئ غضب الرب والمستغفر بلا شك يريد أن تغفر خطيئته وأن يرفع ذنبه).

4- حسن الضن بالله:
من آداب الاستغفار الضرورية حسن الضن بالله لأن الإنسان مهما اقترف من الذنوب ولو كانت كالجبال الرواسي فإن الله غفور رحيم.
قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يموتن أحدكم حتى يحسن ظنه بالله عز وجل فإن حسن الظن بالله عز وجل ثمن الجنة).
وحسن الظن مرتبط مع التقوى والعمل الصالح لا ينفك أحدهما عن الآخر.

سابعـاً: أسباب ترك الاستغفار:
1- الجهل بأهمية الاستغفار:
أن الاستغفار حماية للإنسان من الوقوع في الذنوب ، فمن جهله ولم يعرفه لا يكون جهله مبرراً له لعدم تعذيبه أو نزول النقمة عليه.
فلو علم الإنسان بفوائد الاستغفار الدنيوية والأخروية لما تركه أبداً.
2- غفلة الإنسان وعدم تصوره للموت:
قال تعالى: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ).
3- اليأس:
قال تعالى: (قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).


توقيع : حبيبة الحوراء
أحبك سيدتي مدى الحياة
حتى صار لقبي حبيبة لزينبا


من مواضيع : حبيبة الحوراء 0 شوارعنا
0 بقلم الشاعر البحريني عبدالرحمن رفيع
0 شجرة التفاح وبر الوالدين
0 نصائح لتزكية النفس للإمام الخميني (قدس سره)
0 فطيرة البودينغ
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 12:33 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية