لكي لا تكون في عنق الامام المهدي عليه السّلام بيعة لأحد
بسم الله الرحمن الرحيم
وهي ما رواه أبو بصير عن الإمام الصادق عليه السّلام وغيره ، قال : « صاحب هذا الأمر تعمى ولادته على الخلق ؛ لئلا يكون في عنقه بيعة إذا خرج » (1).
ففي هذا الحديث الصريح بخفاء الولادة إشارة إلى أن المهدي عليه السّلام سوف لن يكون متعبداً بالتقيّة ، وإنّما الفرض عليه إقامة دولة الحق بالسيف ، في حين أن فرض الجهاد ، ومنابذة الاعداء والخروج بالسيف على الظالم ، والقيام بالحرب لم يكن فرض أكثر الأئمة الأطهار من آباء المهدي عليه السّلام ، ولهذا ورد بسندٍ صحيح عن الإمام الحجة عليه السّلام قوله ـ جواباًً على ما سأله أحمد بن إسحاق ـ : « ... وأما علة ما وقع من الغيبة ، فإنّ الله عزّوجلّ يقول : ( يا ايها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسوكم ) (2). إنّه لم يكن أحد من آبائي إلاّ وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، وإنّي أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي » (3).
وهذا يعني انتفاء أي التزام بعهد أو ميثاق أو بيعة للإمام المهدي عليه السّلام مع الحاكم المستبد ، وإلاّ رجع الأمر إلى مواجهة الطغاة ، والعودة إلى علة الخوف من القتل ، حيث لم يكن فرض الإمام المنقذ هو التقية.
ويؤيده ما رواه سورة بن كليب ، عن الإمام الصادق عليه السّلام في حديث جاء فيه : « ... فإذا قام قائمنا سقطت التقية ، وجرّد السيف ، ولم يأخذ من الناس ولم يعطهم إلاّ السيف » (4).
------------------------------
1 ـ اكمال الدين 2 : 479 ـ 480 / 1 و 5 باب 44.
2 ـ سورة المائدة : 5 / 101.
3 ـ إكمال الدين 2 : 483 / 4 باب 45 ، وكتاب الغيبة / الشيخ الطوسي : 292 / 247 ، والخرائج والجرائح 3 : 1113 ، والاحتجاج 2 : 469 ، وإعلام الورى : 452 فصل 3 : كلهم في ذكر التوقيعات الواردة من جهته عليه السّلام.
4 ـ تأويل الآيات / الاسترآبادي 2 : 539 ـ 540 / 13 في تأويل الآية 34 من سورة فصّلت الشريفة